2009/03/30

09- أيضا .. فاصل غير إعلاني .. وبعده نواصل

عودة إلى موضوع العقد النفسية التي لدينا نحن ذكور الطيور في هذه الغابة ..

فمنها أيضا أننا نعتقد أن إناث الطيور البيضاء في الغابات البعيدة مبهورات بفحولتنا .. وأنهن يقفن أمامها كما وقفت صويحبات يوسف عندما مررته التي هو في بيتها أمامهن بعد أن أعطت كل واحدة منهن سكينا وتفاحة

ومنها أيضا أننا نعتقد أن إناث الطيور البيضاء في الغابات البعيدة هن الإناث حقا .. وهن وبس والباقي خس .. وهن اللواتي يستأهلن كلمة أخ ذات الخاء المشددة مع عضة على الشفة السفلى وهزة رأس توافقية مثل حركة رقاص الساعة

وخلاصة الاعتقادين إن ذكورنا أفضل من ذكورهم وإن إناثهم أفضل من إناثنا

ونتيجة لهذا الاعتقاد كثرت حالات سفر ذكور طيور غابتنا إلى الغابات البعيدة جدا. ومنهم من يبقى هناك. ومنهم من يعود ومعه بيضاء ناصعة البياض.

وكل يكون قبل ذهابه قد أقسم بأغلظ الأيمان لواحدة من إناثنا إنه عائد قريبا .. ليحملها على حصان أبيض .. من عش أبيها إلى عشها الجديد

08- أم مالك

أمنية حياتها

حلم نومها

محور تفكيرها

الهدف الذي هي من أجله مستعدة للبذل والتضحية بأي شيء وبكل شيء

هو فرخ صغير

تهدهده

تلاعبه

تناغيه

تزقزقه

تعلمه فنون الطيران والحب والحرب

من أجله صبرت وستصبر

ومن أجله تحملت وستتحمل

ومن أجله انتظرت وستنتظر

ومن أجله رضيت بالهم وسترضى

ومن أجله تجرعت المر وستتجرع

ولأنه لن يتأتى إلا إن شاركت أحد ذكور طيور الغابة عشه

فقد رضيت بنذالته

وقسوته

ودناوة نفسه

وتحملت نتانة رائحة جسده وأنفاسه

إلى أن حصلت على ما حلمت به

بيضة صغيرة داخلها كتكوت صغير

ولكنها لم تفرح طويلا بها

فما أن علم بالأمر حتى استشاط غضبا

وانهال عليها ضربا ولكما ورفسا وشتما

ورمى بالبيضة بكل قوته فارتطمت بصخرة وضعتها الأقدار تحت العش

ثم طردها من عشه فعادت كسيرة ذليلة جريحة مهانة إلى عش أهلها

ومرت الأيام وهي تنتظر وتبكي

وتحلم بالحظ والمكتوب

ونظرا لكبر قلبي

وكبر عقلي

وكبر سني

فقد قررت تعييني مستشارها الشخصي لشؤون .. كل شيء

وسأبقى كذلك

إلى أن تستغني هي عن خدماتي

2009/03/29

07- فاصل غير إعلاني .. وبعده نواصل

أعترف أن لدينا نحن ذكور الطيور في هذه الغابة عقد نفسية كثيرة .. منها اعتقادنا أن الأنثى التي تعبر عن مشاعرها نحونا تلميحا أو تصريحا .. كأن تسمح لنفسها أن تعطينا قبلة في الهواء أو تغمز لنا بعينها أو تكتب في أحد منا قصيدة حب .. أو تأتي على رجليها لتقف أمامه وتنظر في عينيه مباشرة وتقول له يا هذا أنا أحبك .. أو .. أو .. أو .. هي أنثى لا تصلح أن تكون شريكة العش وأم الأفراخ .. وأنها لا تصلح إلا أن تكون لقمة سائغة سهلة للتسلية وتزجية أوقات الفراغ .. لا لشيء إلا أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

ومنها اعتقادنا أن فشل أي شريكين في عش واحد لا بد أن يعني بالضرورة أن سبب الفشل هو الأنثى ولا غيرها .. لا نتيجة تحقيق أو بحث أو استقصاء أو تحليل ولا لأي سبب سوى أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

ومنها اعتقادنا أننا جنس الله المختار .. وأن لنا من الحقوق ما ليس لهن .. لمجرد أننا ذكور .. ولمجرد أنهن إناث .. بما في ذلك حقنا في ممارسة هواية جمع (الزوجات) لا لضرورة ولا لحاجة ماسة ولا لأي سبب سوى أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

لم تنته عقدنا النفسية ولكنني مللت الموضوع وقرفت منه حاليا .. وربما أعود إليه وإلى نتائجه لاحقا.

06- سعاد

ليست سعاد حسني التي نعرفها جميعا ..

ولكنها تملك من صفاتها أشياء وأشياء ..

فكلتاهما جميلتان روحا وجسدا

وكلتاهما مرحتان .. تحبان النطنطة .. إلى حد استفزازك لتتخلى عن وقارك إن كنت وقورا .. وتنطنط معها مقهقها ..

ولكنها لم تمكث هنا على شجرتنا طويلا ..

فقد اختفت ..

لأنها ..

ببساطة ..

انتقلت إلى عش جديد ..

سألتني إن كنت سأحضر حفلة زفافها .. فضحكت ..

لأنني لو بعت نفسي عدة مرات فلن أجمع تكاليف الحضور ..

وضحكنا معا ..

قالت إن عشها سيكون بعيدا جدا ..

لكنها ستزورنا في شجرتنا كلما تمكنت ..

وستلوح لي بمنديلها الأحمر من وراء قضبان شباكها في عشها الجديد ..

تذكرت موقفا مشابها لسعاد حسني في أحد أفلامها ..

اكتأبت ..

ولكنني لم أخبرها بذلك ..

2009/03/28

05- ودودة

طيبة إلى أقصى حدود الطيبة ..

إذا زرتها تحس مباشرة بالدفء والأمان والطمأنينة .. وتهريك تأهيلا وتسهيلا وترحيبا ..

وإذا غبت عنها تبحث عنك إلى أن تجدك .. وتهريك أسئلة واستفسارات .. أين كنت ولماذا أقلقتنا عليك ..

تمتدحك وتثني عليك وتشعرك أنك مهم ومحبوب ومش مقطوع من شجرة ..

لذلك كثر محبوها ومريدوها ..

ولذلك أيضا كثرت مشاكلها ..

فالجميع فهمها غلط ..

ولربما أعطى لنفسه حقوقا عليها بناءا على انه فهمها غلط ..

ولأنها لا تستطيع أن تؤذي نملة .. ولأنها لا تستطيع أن تجرح مشاعر أحد حتى من جرح مشاعرها ..

فإنها أحيانا تختفي ..

وأحيانا تلجأ إلى الإبهام والغموض ..

ونادرا ما تصرخ حتى تصل صرختها إلى عنان السماء ..

قلت لها لكي أطمئنها: يا عزيزتي .. لست ولادة بنت المستكفي، ولست ابن زيدون. وأنت في عمر ابنتي فاطمئني.

هل اطمأنت؟

لست متأكدا ..

04- المليونير

أنا أكبر منه سنا .. ولكن شعوري نحوه مثل شعور المراهق نحو أبيه .. يحبه ويكرهه.

أما لماذا أحبه، فلأنه بكل بساطة (حباب)، جذبني مثلما جذب الكثيرين والكثيرات، بل الكثيرات والكثيرين، بحلاوة صوته، وجمال أدائه، وتنوع أساليب وألوان تغريده، وفوق ذلك كله جمال مظهره ونقاء جوهره.

وأما لماذا أكرهه، فلأنه طويل وأنا لست كذلك، ولأنه جميل وأنا لست كذلك، ولأنه – وهو الأهم – يحرمنا نحن ذكور الشجرة من إناثها!

فترى الواحد منا وليس معه سوى اثنتين، وترى الواحد منا وليس معه سوى واحدة، وترى الواحد منا وليس معه ولا واحدة. أما هو فـــــــــــــــــــــــــــــــــــ .. اللهم لا حسد!

إذن .. فهي الغيرة يا رعاك الله، نجانا الله وإياكم منها ومن شرورها ..

ولقد أسر لي بعضهم أنه يذهب كثيرا ليكون على الغصن الذي يقف عليه المليونير .. أو قريبا منه .. لعل وعسى .. فمن يدري!

03- أمينة

مكافحة دائما: هناك في عشها الذي بنته قشة قشة .. حتى صار مضرب الأمثال وملتقى الأنظار .. وهنا على هذه الشجرة.

ذات مبادئ صلبة .. وكل الطيور تعرفها وتحترمها وتهابها وتلجأ إليها ..

أمينة ليس اسمها .. ولكنه الاسم الذي اتفقنا بيننا عليه لها .. من باب المزاح والمداعبة .. وأمينة كما تعلمون هو الاسم الذي اختاره نجيب محفوظ لزوجة سي السيد في الثلاثية المعروفة .. وقد اقترحت هذا الاسم للتناقض ما بين مواصفات الشخصيتين ومن باب تسمية الأشياء بأضدادها .. وهكذا كان.

منذ البداية قالت لي إنها إذا زعلت من أحد الطيور هنا لا تعاتبه ولا تلومه .. بل تشطبه فورا من القائمة

وهكذا كان

فلسبب لا أزال أجهله قالت لي بدون أن تبتسم إنها سوف تنقطع نهائيا عن القدوم إلى هذه الشجرة .. وإن أتت فسوف تكون زيارات خفيفة ومتباعدة .. سألتها عن السبب فلم ترد .. وسألتها إن كنت قد أسأت لها من دون أن أدري فأجابت بالنفي ..

لم تخفف ولم تنقطع .. ولكنها أصبحت تقف على غصن بعيد .. لا تكلمني ولا تنظر إلي ..

لقد شطبتني من القائمة!

2009/03/26

02- نعناعة

جميلة، وهادئة، وعاقلة.

وجميلة لأنها هادئة وعاقلة.

وهادئة لأنها جميلة وعاقلة.

وعاقلة لأنها جميلة وهادئة.

أعرفها منذ أن عرفت هذه الشجرة، وكانت تجلس بكل جمالها وهدوئها وعقلانيتها وحيدة صامتة.

سألتها ممن تختبئين، فردت بضحكة جميلة وهادئة وعاقلة. فأصبحنا أصدقاء.

أمامها أكون على طبيعتي. أكون نفسي تماما. أحدثها عن كل شيء .. حتى عن نزواتي ومغامراتي .. ودائما تستمع بهدوء وابتسامة .. وتفاجئني دائما بقدرتها على التفهم والغفران والمسامحة: لم تخطئ .. ما فعلته طبيعي جدا. هكذا .. بكل بساطة .. تعيد إلى وجهي لونه الطبيعي .. وإلى دمي ضغطه الطبيعي .. وإلى أنفاسي انتظامها ..

تفاجئني أحيانا بخبر: بكيت الليلة كثيرا. بهدوء وابتسامة تعلمتهما منها أقول: لم تخطئي .. ما فعلتيه طبيعي جدا.

أحيانا أعود بها ومعها إلى الطفولة .. نمرح معا .. نمزح معا .. وعندما تتعب ويداعب النعاس أجفانها .. وبدون مقدمات .. تلوح لي بجناحها وتطير بعيدا ..

01- بداية الحكاية

صحيح أننا – نحن الطيور – أجناس .. ولكنني توصلت إلى قناعة مفادها أننا على اختلاف أجناسنا نبقى طيورا .. وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا .. فأصررت على أن لا أنسب نفسي إلى جنس بعينه .. مكتفيا بالقول إن الطيور جميعها إما أليفة أو كواسر .. وإنني من النوع الأول .. وأكره النوع الثاني.

أكره الأقفاص .. وأعشق التنقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. وأحب من البشر الغجر .. وهم فئة من البشر .. يرفضون القيود ويتطلعون دائما إلى الإنعتاق والحرية والسماء والأفق البعيد البعيد

لي عش صغير .. إلا أن رفيقتي قسمته إلى غرف صغيرة .. وغالبا ما تختلي بمن تيسر ممن كانوا ذات يوم أفراخها .. في إحدى تلك الغرف .. وأظل وحيدا .. فأصبحت أمل البقاء فيه ..

وبما أن الحاجة أم الاختراع .. فقد دلتني حاجتي إلى شجرة .. يجتمع على أغصانها من الطيور كل من دفعته أسبابه إلى القدوم ..

وعلى أغصان تلك الشجرة .. كانت لي ولهم ولهن صباحات ومساءات .. وكانت لنا أوقات .. ربما أقص لكم منها ذات يوم بعض الحكايات ..

2009/03/25

بقر .. وطيور .. وخنازير

ما بين جنون البقر .. وأنفلونزا الطيور .. وأنفلونزا الخنازير .. تتقاذفنا - نحن الكائنات القاطنة في هذا المكان من الكون (البهيج) - أرجل لاعبين .. أو تتعامل معنا مختبرات (أقوام) باعتبارنا فئران تجارب

كم هو (بهيج) هذا الكون

وكم نحن فيه (محترمون)

مجرد موبايل

- سمحت لنفسي فهل تسمحين؟

- عفوت فأنت من الطلقاء. ما أروعك .. أنت تشبهني كثيرا

- ماذا تريدين مني؟

- أن تحبني إلى أن تموت

* * * * * * *

- اقتربي أكثر .. أكثر .. أكثر ..

- إلى أي درجة؟

- إلى درجة تمازجنا روحين وجسدين

- قد .. نحترق

- لا يهم ما دمنا سنصبح واحدا

* * * * * * *

- أحبك فهل ستحبينني؟

- نعم .. أحبك معنى

- هل ستتركينني يوما؟

- نعم. إن أحببتك أكثر

- ستعاقبينني بتركي؟

- بل إن تركتك أكافؤك

* * * * * * *

- أحبك

- وأنا أيضا. أنت منظم لدقات قلبي

* * * * * * *

- حبيبتي .. اشتقت لك فأين أنت؟

- حبيبي .. اشتقت لك فأين أنت؟

* * * * * * *

- لم أنت مكتئب

- أخشى أن أخسر السباق

- لست في سباق فلا تكتئب

* * * * * * *

- أنا متعبة .. فلا تحملني فوق أحمالي ما لا أطيق

- لم أحملك شيئا

- بل حملتني نفسك وهمك .. أنت ثقيل وهمك ثقيل .. سأستبدلك بموبايل آخر

صعق .. لم يصدق ما سمعه أول الأمر .. صحيح أنها أصبحت تنزعج من سماع صوته في الفترة الأخيرة ولكنه لم يتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة. وأخيرا خرج صوته مخنوقا كأنه قادم من بئر عميقة

- لماذا؟

- لا تحاسبني .. أنا حرة أفعل ما أشاء وليس من حق أحد أن يحاسبني!

- أنا لا أحاسبك .. أنا فقط أسأل .. من حقي أن أعرف السبب .. هل قصرت في شيء؟ ألا أفعل كل ما تطلبين مني فعله .. إذا كنت بحاجة إلى تصليح فصلحيني؟

- كلا لم تقصر .. ولا عيب فيك إطلاقا .. ثم إنني لا وقت لدي لإصلاحك إن احتجت لإصلاح .. ولكنني رأيت موبايل آخر .. إنه أخف منك وأقل هموما .. وقد أعجبني .. سأستبدلك

- أرجوك!

- ترجوني ماذا؟

- لا تفعلي

- من أنت حتى تأمرني؟ أنا التي أقرر هنا ما أفعل وما لا أفعل وليس أنت!

- لم أقصد أن آمرك. لقد قلت أرجوك

- بل قصدت. وهذه ليست أول مرة

- أنا؟

- نعم أنت

- ليس صحيحا

- لا تكذبني

- أقسم أنني ..

- لا تقسم. ثم .. من أنت حتى تناقشني فيما أقرر لنفسي؟ أنت مجرد موبايل

- لم تعامليني أبدا على هذا الأساس

- هذا لا يغير من الأمر شيئا فأنت مجرد موبايل وسأستبدلك

- لقد كنت أكثر من موبايل .. ولطالما لمستني بحنان .. ونظرت إلي بإعجاب .. وألصقتني بخدك وأذنك .. وكنت قريبا من رموش عينيك .. ولطالما لفحني لهيب أنفاسك .. ولطالما أسمعتني كلاما ..

- لقد أسأت الفهم .. أنت لا تفهم. كل ما ذكرت لا يعني شيئا .. لا يعني أبدا أنك أكثر من مجرد موبايل. سأستبدلك .. أنا التي تقرر هنا وقد قررت

- وماذا ستفعلين بي؟ هل ستبيعينني؟

- أبيعك؟ ومن سيقبل أن يشتريك؟ وبكم سأبيعك يا مسكين؟

- عندما اشتريتني كنت أساوي الكثير

- صحيح ولكنك لا تساوي شيئا الآن

- أرجوك .. احتفظي بي على سبيل الاحتياط للموبايل الجديد

- ربما أفعل .. على أن تكون عاقلا

- ألم يكن ما أعجبك بي هو جنوني؟

- لا تتعبني .. هي كلمة وقد قلتها .. وأنت حر في أن تقبلها أو ترفضها!

- حاضر .. سأكون عاقلا

- على أن لا تطالبني بشيء

- لن أفعل

- وأستعملك إن شئت متى أشاء وكما أشاء وبالطريقة التي أحددها أنا

- حاضر

- لا تطالبني بأكثر من شحن بطاريتك إن نفذت واستبدالها إن رأيت أنا ذلك مجديا

- حاضر

- توقف عن ترداد هذه الكلمة .. أين كرامتك وشخصيتك؟ أليس عندك كرامة وشخصية؟

- بل عندي

- أففففففففففففففف .. لا أريد أن أسمع صوتك إلا إن أنا طلبت منك ذلك

2009/03/24

لقد مرت تتأبط ذراعه

مكثت آلاف القرون، واقفا على المنعطف، أترقب مرورها.

وعندما مرت، كنت قد هرمت، إلى درجة أنني لم أستطع أن أراها.

بعد أن مرت، قالوا لي: ما وقوفك هنا؟

قلت: أنتظرها.

قالوا: يا مسكين، لقد مرت تتأبط ذراعه

اشهد يا الله

اشهد يا الله

أني حاولت

واشهد أني

قد حاربت إلى أن سقط السيف

واني قد قاومت الريح

وما أفلحت

2009/03/23

لا بحر إلا بحرها

لا بحر إلا بحرها

لا بر إلا برها

لا حر إلا حرها

لا حبر إلا حبرها

لا حرب إلا حربها

لا حب إلا حبها

لا رب إلا ربها

لا رحب إلا رحبها

لا ربح إلا ربحها

فاذهب بعيدا يا المزيف في القصيد

عن رموش عيونها

واذهب بعيدا يا بعيــــــــــــــــــد

عن أقحوان جنونها

سأحاول

• واضح أنك عاشق .. لا تنكر

• لا أنكر

• حكايتك حكاية .. احكي لي

• لا أستطيع

• جبان

• ليس جبنا .. ولكنه عهد ووعد

• من هي؟

• لا أستطيع

• أرجوك

• لا تحاولي

• طيب .. لن أحاول .. ولكنك تعيس فلماذا؟

• لأنها سرقت

• كيف؟

• لا أستطيع

• جبان .. لو لم تكن جبانا لما سرقت منك

• ليس جبنا .. أحببتها وتركتها لغيري ظنا مني أنه سيسعدها أكثر مني

• مجنون

• لماذا؟

• لو كنت تحبها لما فرطت فيها

• أقسم أنني أحببتها .. ولا أزال

• إذن .. قاتل لاستعادتها .. المرأة لا تحترم إلا من يقاتل من أجلها

• سأفعل

• ستفعل .. عدني أن تفوز

• سأحاول

2009/03/22

لماذا

لماذا ..

أغلقت هاتفي ..

عندما أحسست ..

أن ثمة من لديه ..

ما يهمسه في أذني؟

لماذا ..

كلما اقترب جرحي من الالتئام ..

نكأته؟

لماذا ..

كلما اقتربت من آخر الشوط ..

أعدت نفسي ..

بحيلة ما ..

إلى بدايته؟

لماذا ..

أجعلك تعتقد ..

أنني لا أحس بوجودك؟

لماذا ..

أحفظ كلماتك عن ظهر قلب ..

وأدعي أنني ..

لم أسمع باسمك ..

إلا اليوم؟

لماذا ..

أهرب من نظرات عيني في المرآة ..

عندما تحدق فيّ؟

لماذا ..

وأنت آخر شمعة لي ..

في هذا الليل البهيم ..

أطفئك ..

وليس معي عود ثقاب؟

2009/03/19

همس الجنون

في هدأة هذا الليل

تتحسس أصابعي الافتراضية

منطقة مفترضة

أسمع صمتا يتنقل مثل لصوص الليل

ما بين الأقمار

قمرا قمرا

فأقول

”ثمة ليلة قدر هذي الليلة؟“

فيقولون

”يا مجنونا رسميا

ليس الثلث الآخر من رمضان!“

”يعني؟“

”لا تكفر“

”لم أكفر

أوليست في القدر تفتح أبواب النعمات؟

أوليست في هذي الليلة منه إلي ثلاث لغات؟“

”توضأ ثم تعال“

ذهبت

توضأت من الماء ثلاثا

عدت

رأيت خيولا تتسابق في مرعاي

”ما هذا؟

لن أسبق كل خيول الأرض!“

”تأدب!“

تأدبت

”اذهب وتمدد في مرآب السيارة يا هذا حتى الفجر“

ذهبت

وقلت: ”جميل جدا

يشتاقك قومك إن مدوا في الليل أياديهم

فينادوك“

لم أسمع شيئا

إلا أن اليوم الثاني والثالث والرابع والـ ..عشرين

صلبوني

وقرأت على عتبة باب البيت كلاما لم أفهمه

واسما آخر لا يشبهني

”من أنت؟“

”بل من أنت؟“

”أنا صاحب هذي الدار“

”بل داري“

فسكنت الخيمة بين الماء وبين الماء

وقلت: ”جميل جدا هذا الوضع الشيطاني جميل جدا“

أنبني كل رجال الحي

قهقهت النسوة والخنساء

نعم .. قهقهت الخنساء

”حتى الخنساء؟“

”نعم والله

حتى الخنساء“

قامرت: سأفتح دكانا وأبيع جميع الأشياء اليعشقها سكان الحي

سأثبت أن العقل وضد العقل سواء

سأثبت أن الحوت ضروري جدا للبحر

وأن الوقت مساء

قامرت: سأعلق في دكاني خرزات زرقاء

ليست للبيع وليست للإهداء

وقلت: ”سيأتي يوم يتوضأ أعدائي من نفس الماء

من نفس الماء

من

نفس

الماء“

2009/03/18

لترجع منك إليك

متى يدرك الإنسان ..

أن الهوى ..

حالة انعتاق ..

لا حالة عبودية؟

متى يدرك الإنسان ..

أن كل السرقة حرام ..

إلا القبلات ..

لأنها في حقيقتها عطاء لا أخذ؟

لا ..

ليس صحيحا

القبلة تذكرة باتجاهين ..

حين تتلامس الشفاه ..

لا يكون الفعل عملا من طرف واحد

ألا يسمونه: تبادل قبلات ..

فتتصل الروح بالروح ..

عبر الجسد ..

بعملية تبادل واضحة؟

النظرات ولغتها كالقبلات

فالثواني التي تستغرقها ..

هي ..

حوار متبادل ..

قبلات مقدرة ..

فاعلها هو أو هي ..

مرفوعة بحكم رفعها المفعول به عن الأرض ..

إلى عالم ثان

فيكون ظرف مكان

وتتحكم به الأمكنة والأزمنة

كوني معي ..

في أي من جهاتي الست

(ظرف مكان)

المهم أنه في لحظة ما ..

(ظرف زمان)

تتلاقى منا المتقابلات جميعها

المكان والزمان مسألة نسبية

الجهات الست نكتة سمجة

فما هو على يميني أنا ..

يكون على شمالك أنت ..

إن كنت تقابلني

وما هو فوقي ..

تحتك أنت ..

إن كنت تعاكسني

لا تهربي ..

من الشهوة إلى الكوميديا ..

من اللهاث إلى الضحك ..

من آهاتك تخفينها لكي لا أسمعها ..

تكظمينها لئلا تنطلق من بين شفتيك ..

صرخة الانسحاق الأنثوي ..

الانعتاق الأنثوي ..

الغرق الأنثوي

الغرق؟

من الغريق

ومن الغريق فيه؟

كلاهما يغرق

كل في لهاث الآخر ..

في دمعته ..

في جمعته ..

في جعبته

كلاهما غريق

وكلاهما غريق فيه

وإذن؟

اضحك

(أو فاصرخ)

حتى يخرج كل الشد اللاعضلي المتمكن منك

واسترخ على لحن صوفي بعض الوقت

لترجع منك إليك

2009/03/17

مقطع من حوار لم يكتمل

- صديقتي!

- نعم

- ما هي أخطائي؟

- من أي ناحية؟

- من كل النواحي

- هذه حياتك. أنت تعرف أخطاءك. ثم إن الخطأ قد لا يكون من الإنسان. قد يكون الخطأ ممن حولك

- أرجوك. أريد جوابا صريحا

- لا أعرف

- الصديق من صدقك

- لا أخطاء لك معي. ولو كنت أعرف ما هي أخطاؤك مع الآخرين لأخبرتك

- لو كان كلامك صحيحا لما كنا دائما على خلاف

- لسنا على خلاف

- قد لا نكون الآن. ولكننا بشكل عام على خلاف. أرجوك. أسألك وأريد جوابا صريحا. يجب أن يكون هنالك سبب. لا يعقل أن يكون كل هذا الخلاف بلا سبب. كوني صريحة حتى لو كانت الصراحة مؤلمة

- لا أعرف والله. ليس من الضروري أن تفكر بذلك أبدا. يكفي. لا تنبش في الماضي

- الماضي؟

- الثانية التي مرت قبل قليل صارت ماضيا. إذا أردت أن تفكر فيها، لماذا وكيف، ستتعب. لقد قدر الله ما حصل فحصل. ومرت الثانية. لا تستطيع أن تعيدها ولا أن تصلحها

2009/03/15

تحدي وانتصري

أنا بجانبك

لا تكتئبي

تحدي

وانتصري

ليس الحزن قدرا

ومن حقك ..

أن تعيشي حياتك

كما يعيشها ..

كل من يوجهون لك سهام التجريح

لأنهم لم يكونوا اختيارك ..

عندما قررت الاختيار

2009/03/14

إنسانا لا نصف إله

أن تحبها:

يعني ..

أن تغتسل من أنانيتك

ويعني ..

أن تفصد أحد عروقك ..

ليخرج من دمك كل خبث ..

يؤهلك لأن تتحول عدوا لها

ويعني ..

أن تواجه نفسك ..

بأنك إن لم تستطع أن تكون لحبيبتك مصدر سعادة ..

فلا أقل من أن لا تكون لحبيبتك مصدر شقاء

ويعني ..

أن تتنحى لها عن باب القبو الذي حشرتها وإياك فيه ..

لتخرج إلى الهواء والنور ..

والانبهار بالخيول الصاهلة ..

وصهيل الخيول

أن تحبها:

يعني ..

أن تصبح إنسانا ..

لا نصف إله

2009/03/13

كائنا من تكون

أرجوك ..

أيها المجهول ..

كائنا من تكون

أنا لا أحبك

إنما أرجوك ..

أن لا تخيب أملها فيك

وكن تماما ..

كما الصورة المرتسمة في خيالها

أرجوك

2009/03/10

حواس

إذا كان الحب وسيلتي ..

فالنظرات طريقي

إذا كان الحب هدفي ..

فدقات قلبك لحني

إذا كانت أهدابك حائط دفاعي ..

فيديك سلاحي

2009/03/09

كل عام وأنا جميعا بخير

- مساء الخير

- أهلا! مساء النور

- كيف الحال؟

- تمام. الحمد لله. كيف حالك أنت؟

- الحمد لله. ماشي الحال. داحلة. صحيح، كل عام وأنت بخير

- كلك ذوق يا صديقي. وأنت كمان كل عام وأنت بخير

- يا الهي شو انا واياك متشابهين. حتى تاريخ ميلادنا نفسه

- نعم

- أكيد أنت مثلي ما راح يسأل عنك حدا. اللي نسي واللي تناسى واللي ما كلف نفسه أصلا عناء السؤال

- نعم. راح يكون يوم عادي ويمر مثله مثل كل الأيام. لا عزومة ولا هدية ولا حتى رنة تلفون

- إسمع. شو رأيك نحتفل سوا؟ بنجيب كعكة وكم شمعة وقنينة بيبسي. وبنغني لبعض هابي بيرثدي تو يو؟

- والله فكرة!

- المشكلة إنا تركنا السجائر وما بنتعاطى المشاريب، وإلا كنا عمرناها للصبح

- لا. أعوذ بالله. مستحيل طبعا

- مش تنشغل مع حبيبتك وتنسى الموعد؟

- ..

- مش يوخدوك صحابك سهرة من العمر وينسوك اياني؟

- يا زلمة وحد الله. هم وين الأصحاب؟

- غريب والله. عاد إنتا دايما بتسأل عليهم وبتوديلهم مسيجات بمناسبة وبدون مناسبة!

- خليها على الله. الناس بهمها عمرك مش تاريخ ميلادك، وبهمها شكلك وقديش معك مش افكارك ومشاعرك.

- وبلكي أنا وياك طلعنا هيك مشوار شمة هوا بالسيارة إذا الجو كان حلو

- والله مش غلط. أحسن من قعدة البيت

- والا اقولك؟ شو رأيك أجيب معي الدفتر اللي بخربش عليه اقرالك منه كم شغلة؟

- لأ دخيلك مش ناقصنا نكد!

- لا تنسى! سلام

- أهلين. هلا. سلام. الله معك