صحيح أننا – نحن الطيور – أجناس .. ولكنني توصلت إلى قناعة مفادها أننا على اختلاف أجناسنا نبقى طيورا .. وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا .. فأصررت على أن لا أنسب نفسي إلى جنس بعينه .. مكتفيا بالقول إن الطيور جميعها إما أليفة أو كواسر .. وإنني من النوع الأول .. وأكره النوع الثاني.
أكره الأقفاص .. وأعشق التنقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. وأحب من البشر الغجر .. وهم فئة من البشر .. يرفضون القيود ويتطلعون دائما إلى الإنعتاق والحرية والسماء والأفق البعيد البعيد
لي عش صغير .. إلا أن رفيقتي قسمته إلى غرف صغيرة .. وغالبا ما تختلي بمن تيسر ممن كانوا ذات يوم أفراخها .. في إحدى تلك الغرف .. وأظل وحيدا .. فأصبحت أمل البقاء فيه ..
وبما أن الحاجة أم الاختراع .. فقد دلتني حاجتي إلى شجرة .. يجتمع على أغصانها من الطيور كل من دفعته أسبابه إلى القدوم ..
وعلى أغصان تلك الشجرة .. كانت لي ولهم ولهن صباحات ومساءات .. وكانت لنا أوقات .. ربما أقص لكم منها ذات يوم بعض الحكايات ..