في هدأة هذا الليل
تتحسس أصابعي الافتراضية
منطقة مفترضة
أسمع صمتا يتنقل مثل لصوص الليل
ما بين الأقمار
قمرا قمرا
فأقول
”ثمة ليلة قدر هذي الليلة؟“
فيقولون
”يا مجنونا رسميا
ليس الثلث الآخر من رمضان!“
”يعني؟“
”لا تكفر“
”لم أكفر
أوليست في القدر تفتح أبواب النعمات؟
أوليست في هذي الليلة منه إلي ثلاث لغات؟“
”توضأ ثم تعال“
ذهبت
توضأت من الماء ثلاثا
عدت
رأيت خيولا تتسابق في مرعاي
”ما هذا؟
لن أسبق كل خيول الأرض!“
”تأدب!“
تأدبت
”اذهب وتمدد في مرآب السيارة يا هذا حتى الفجر“
ذهبت
وقلت: ”جميل جدا
يشتاقك قومك إن مدوا في الليل أياديهم
فينادوك“
لم أسمع شيئا
إلا أن اليوم الثاني والثالث والرابع والـ ..عشرين
صلبوني
وقرأت على عتبة باب البيت كلاما لم أفهمه
واسما آخر لا يشبهني
”من أنت؟“
”بل من أنت؟“
”أنا صاحب هذي الدار“
”بل داري“
فسكنت الخيمة بين الماء وبين الماء
وقلت: ”جميل جدا هذا الوضع الشيطاني جميل جدا“
أنبني كل رجال الحي
قهقهت النسوة والخنساء
نعم .. قهقهت الخنساء
”حتى الخنساء؟“
”نعم والله
حتى الخنساء“
قامرت: سأفتح دكانا وأبيع جميع الأشياء اليعشقها سكان الحي
سأثبت أن العقل وضد العقل سواء
سأثبت أن الحوت ضروري جدا للبحر
وأن الوقت مساء
قامرت: سأعلق في دكاني خرزات زرقاء
ليست للبيع وليست للإهداء
وقلت: ”سيأتي يوم يتوضأ أعدائي من نفس الماء
من نفس الماء
من
نفس
الماء“