2009/03/26

02- نعناعة

جميلة، وهادئة، وعاقلة.

وجميلة لأنها هادئة وعاقلة.

وهادئة لأنها جميلة وعاقلة.

وعاقلة لأنها جميلة وهادئة.

أعرفها منذ أن عرفت هذه الشجرة، وكانت تجلس بكل جمالها وهدوئها وعقلانيتها وحيدة صامتة.

سألتها ممن تختبئين، فردت بضحكة جميلة وهادئة وعاقلة. فأصبحنا أصدقاء.

أمامها أكون على طبيعتي. أكون نفسي تماما. أحدثها عن كل شيء .. حتى عن نزواتي ومغامراتي .. ودائما تستمع بهدوء وابتسامة .. وتفاجئني دائما بقدرتها على التفهم والغفران والمسامحة: لم تخطئ .. ما فعلته طبيعي جدا. هكذا .. بكل بساطة .. تعيد إلى وجهي لونه الطبيعي .. وإلى دمي ضغطه الطبيعي .. وإلى أنفاسي انتظامها ..

تفاجئني أحيانا بخبر: بكيت الليلة كثيرا. بهدوء وابتسامة تعلمتهما منها أقول: لم تخطئي .. ما فعلتيه طبيعي جدا.

أحيانا أعود بها ومعها إلى الطفولة .. نمرح معا .. نمزح معا .. وعندما تتعب ويداعب النعاس أجفانها .. وبدون مقدمات .. تلوح لي بجناحها وتطير بعيدا ..