2012/11/23

2012/11/06

سكة سفر

اضحك وضحكني على اسمال محشية بشر

ماشيين في سكة سفر

بس الورا

مش للأمام ولا للقمر

هوه التخلف برضو مش سكة سفر؟

2012/10/31

أهدابك

إلك وحشة وكلي شوق

لأهدابك

واقول يا ربي .. خليك ليّا

أهدى بك

بحبك موت وأتمنى أصير هدبة

من هدابك

وأتمناك تحرقني وتطفيني

وأهدا بك

عدالة

في ناس طيّرها الهوى ..

وفي ناس طيّرها الهوا

وفي ناس تسكر من بطر

وفي ناس ع بطونها حجر

اوعك تقولّي في عدل

أو حقّْ أو منطق عقل

واللّي معوش حقّ الأكل

بتقولّه روح شمّة هوا؟

كملها وحدك

طول ما فيّي قوّة أتنفّس .. أنا .. رح ظلّ أحبّك

إلّا إذا .. (ونتا الذّكي .. كمّلها وحدك)

2012/10/23

كلو ماشي

كلّو ماشي .. وعادي جدّاً ..

والألم .. عدّاً ونقداَ ..

عادي تنسى

عادي تقسى

عادي تيجي لما بدك

عادي هجرانك وصدك

منتا سيدي وانا عبدك

بكلمة منك

بدخل الجنة بإشارة ..

بهمسة منك

بتشتعل ناري بشرارة

عادي جدا يا حبيبي

ما انتا شاطر في الغرام

والغرام خفة وشطارة

كلو ماشي وعادي جدا

مش ح تفرق

لو قضيت العمر ع رغيف وسيجارة

او سكنت ف اوضة ع سطوح العمارة

لما ما تكونش نصيبي

عمري كلو يا حبيبي

بكلمتين: أكبر خسارة

2012/10/21

ذاكرة لعينة

أي شيء ..

- غير الموت -

يهزمكِ ..

أيتها الذاكرة اللعينة؟

خطى ورمال

ما زلت أبحث عن خطاك على الرمالْ

وأنا الذي أقسمتُ أني قد شفيتُ من الهوى ..

ورميتُ أسلحةَ القتالْ

من ذا يحاسبُ عاشقاً ..

إن قالَ كنتُ ولمْ أعدْ ..

أوليس ذلك بالمحالْ؟

2012/10/14

باب

من يغلق في وجهي بابا ..

سيعود ..

ليجدني قد خلعت الباب

وبنيت مكانه ..

جدارا من الاسمنت

2012/10/11

أوراق على سياج

سنبقى أوراق شجر ..

ألقت بها رياح الخريف على سياج

ينظر كل منا إلى الآخر

ولا ندري ..

أينا ستقتلعه الرياح أولا ..

عن هذا السياج

2012/10/10

اعتراف

أعترف ..

أن نواياي نحوك ..

ليست ”سيئة“ تماما ً!

ثمة إحساس غامر ..

بأنني يمكنني أن أكتفي ..

بمسح دموعك ..

وإلقاء نكتة

على أمل أن أرى على وجهك ..

ولو ظل ابتسامة!

2012/10/09

اللي شرب من بير

اللي شرب من بير

ما يرمي فيه حجار

واللي لفى ع الربع

يحرسها دار بدار

أما اللي طبعه دني

مهما أكل نكار

إوعك تظب الخسي

والعقرب الغدار

تندم ترا يا البعيد

يوم الندم ما صار

مبتدأ وخبر

لا ظلمَ يبقى

لا ظلامَ

ولا قيودْ

فلكل مبتدأ خبرْ

وسينتهي زمنُ العبيدِ

فلا ركوعَ ولا سجودْ

2012/09/29

2012/09/15

جي بي اس

ألـ (جي بي اس) (GPS) يستطيع أن يحدد لك المسافة التي تفصلك عن الهدف .. وسرعتك .. والوقت اللازم للوصول .. كما يرسم لك باللون الأزرق المسار الأفضل لك باتجاهه ..

لا تتفاءل كثيرا ..

فالهدف المقصود لا يمكن أبدا أن يكون قلب الحبيب

أغبياء

هؤلاء الأغبياء ..

الذين اخترعوا الجير والهاند بريك ..

أما كان بوسعهم أن يجعلوه في مكان آخر في السيارة ..

أقصد ..

أي مكان آخر غير مكانه الحالي:

بيني وبينك؟

2012/09/11

أنات الفقد

لا يعرف حزنك يا امرأة تكتم أنات الفقد ..

سوى رجل ..

قد حفرت فوق ملامحه ..

خارطة السنوات المنهوبة قسرا ..

كل سياط الوحدة بين المهد وبين اللحد

2012/08/23

ترفق

ترفق بمن أهداك قلبا مخلّصاً

فإنك لم تخبر عذابات عاشقِ

ومن كان ذا قلبين لا يُؤْمَن الهوى

فكيف بمن في صدره ألف خافقِ

2012/08/22

منذ صرت حبيبتي

منذ صرتِ حبيبتي ..

وأنا أرتّلُ آيةَ الكرسيِّ .. كي تحميكِ منّي

منذ صرتِ حبيبتي ..

وأنا أغطَّي ناظريكِ عن الشّموسِ .. بهدبِ عيني

منذ صرتِ حبيبتي ..

لا همَّ لي .. إلا الترنّمُ في الصّباحِ .. وفي المساءِ .. بإسمكِ السريِّ .. يا لغتي ولحني

2012/08/20

حماقات

أعتذر ..

عن كل الحماقات التي ارتكبتها

وأهمها ..

امتناعي عن تقبيلك ..

عندما كان ذلك ممكناً

أليست تلك ..

فعلاً ..

أم الحماقات؟

2012/08/17

مزبلة

يا خالقي

وخالقَ الأكوانِ والإنسانِ

والأشياءِ والأخطاءِ

والأجدادِ والأحفادِ

والأشواكِ والورودِ

والحجرْ

خذني إليكَ ..

إنني قرفْتُ مِنْ مزبلةٍ سمّيتَها البشرْ

بعثرة

مبعثَرٌ أنا كما الغيوم في السماءْ

أريد من يَجْمَعُني

كقبضةٍ مِنْ تربةٍ

ممزوجةٍ بالماءْ

وبعضِ كبرياءْ

2012/08/14

شعور جائع

لا تنخدع يا صاحبي بمن تراه ساجداً وراكعْ

ولا بمن يظلّ طول الليل في الجوامعْ؟

لن يفهم الشبعان - مطلقاً - شعور جائعْ!

2012/08/13

مش غريب

مش غريب انّك بعيدْ

الغريب انّك على رغم البعد أقرب من حبال الوريدْ

والغريب انّو الّلي عا مدّ البصر أبعد من جبال الجليدْ

2012/08/12

يا حيف

افرضها عبدة إلك

مفروض تحميها

مش تبقى انت السبب

بالنار تحميها

يا حيف يا هالأسد

تتمقطع بربعك

لكن أمام العدو

تتدعثر بظلك

بكرة اللي منك بكى

يضحك وتبكي دمّ

وتقول يا مندرا

أخلص أنا والهمّ

أنا لا أحبك

أنا لا أحبّك - يا فلان - وإنّما

أتعشّق الخطى الّتي تمشيها

فأقبّل الأرض الّتي لامستها

وأشمّ عطراً منك عبّق فيها

يا مترعاً بالحبّ تحرمني أنا

وأنا الّتي شفتاك من تحييها

أنا لا أحبّك .. هل أحبّك؟ .. ربّما

اصمت. فلست رواية ترويها

2012/08/11

سور

كنت (وأنا صغير) أدور حول سور بيتنا فأراه شاهقا كسور الصين العظيم ..

كبرت، وكبر السور.

لم يعد السور شاهقا أبداً .. فقد صار بوسعي أن أرى كل ما وراءه ..

وأتحسّر.

2012/08/10

بين الهداية والغواية

بينَ الهدايةِ والغوايةِ واقفاً في الريحِ ترمقُني العيونْ

فأقولُ يا مولايَ أنتَ خلقْتَني وعرفْتَ أني هكذا لا غيرُ ذلكَ قد أكونْ

أنا مَنْ أنا يا ربُّ أنتَ خلقْتَني ما كنتُ أقدرُ غيرَ ذلكَ أنْ أكونْ

بيني وبينَ الناسِ خيطٌ مِنْ تُقى ومِنَ الهوى ومِنَ المجونْ

ولقدْ هممتُ وأنتَ تعلمُ أنها همّتْ وأرداني وأرداها الجنونْ

‎- قد هِئْتُ لَكْ!

- لكنهُ ربّي!

وركضْتُ نحو البابِ يسبقُني هواها والرغائبُ والشجونْ ..

ها نحنُ يا ربّاهُ فاحكمْ بيننا

احكمْ علينا أو لنا

ما غيرُ حكمِكَ عادلٌ يا ربُّ يا ملِكَ القلوبِ

وما تكِنُّ مِنَ الخفايا والخبايا والظنونْ

2012/08/09

حجر شطرنج

كن ما تشاء أنت

لا ما يشاء غيرك

إن كنت حجر شطرنج ..

فأنت مجرد حجر شطرنج

حتى لو جعلوك ملكاً!

2012/08/07

لا تبتهج

لا تبتهجْ إنْ قبّلتْكَ بليلةٍ

فلربما هجرَتْكَ في الإصباحِ

ولربما ابتعدَتْ بلا سببٍ ولا

عذرٍ ولا حججٍ ولا إيضاحِ

فغدوتَ مثلَ سقيفةٍ مهجورةٍ

مسكونةٍ بالجنِّ والأشباحِ

2012/08/04

وبعض الشعر

وبعض الشعر شلال ونور

فيسري في القلوب وتستضاءُ

إذا ما انساب في الأرواح صارت

خفافاً إذ يذوّبها انتشاءُ

في البال أغنية

في البال أغنية، وكأس الشاي، والهمسات، أنت، وذا الأصيلُ

في البال بعض العشق يطفو ثم يغرقه الصهيلُ

وصهيل روحينا تناغم رغبتين، حمامتين، تعانقا وعلا الهديلُ

حياء

إذا كان الجمالَ جمالُ شَعْرٍ

وأهدابٌ طوالٌ وامتلاءُ

جمالكِ لا يضاهى يا حياتي

وأكثرُ ما يزيّنكِ الحياءُ

2012/08/02

وهذا اعترافي

وهذا اعترافي ..

إذا شئت أن تنظريه اعترافا ..

كرهتك جدا ..

لأني عشقتك جدا ..

فبادلتني الحب سما زعافا

ويا نفس تبا

ويا نفس تباً ..

متى تدركين بأن الكرامة أغلى من الحبِّ

تباً ..

متى تطئين الفؤاد الذليل

بعزة نفس بحجم السماوات

والهامة العالية

2012/07/12

2012/07/06

ألعوبان

طرق بابها .. تجاهلته ..

طرق ثانية .. رفضته ..

طرق ثالثة .. سكتت ..

طرق رابعة .. ابتسمت ..

طرق خامسة .. فتحت له الباب ..

وبعد أن تيقن أن فؤادها بات في قبضة يده ..

خرج من الباب ..

طرقه وراءه بعنف ..

رمى ما في يده في أقرب حاوية ..

وراح يطرق باب امرأة أخرى!

* * * * * * *

تنويه:

من الممكن جدا أن تتبادل الضمائر أماكنها: فتصبح ”هي“ مكان ”هو“ .. و ”هو“ مكان ”هي“

2012/06/27

اوعك

اوعك دموعي تخدعك

يا ما الدمع قبلك خدع

في ناس تصرخ م الوجع

وفي ناس بتدلع دلع

اوعك يا حبي اخدعك

الشوف مش زي السمع

اوعك يا روحي تسحرك

مشية كرقصات البجع

والغندرة والشخلعة

حتى ولو قلبك خلع

ومش كل من قالت بحب

بتحب من غير الطمع

2012/06/25

شمس الأصيل

يقولُ طبيبي: الجميلُ عليلٌ

فكيفَ يكونُ الجميلُ عليلا!

أنا لا أبالي إذا ضاقَ صدري ..

سأجهرُ بالحقِّ كَيْ لا يزولا

لماذا يموتُ الجمالُ سريعاً

وتبقى البشاعةُ دهراً طويلا؟

أنا مَنْ أنا في العنادِ الطفوليْ ..

سأحيا الحياتينِ عرضاً وطولا

شذايَ سيبقى ولو متُّ يوماً ..

وأعلمُ أنّي سريعٌ ذبولا

تعالي لنسمعَ شمسَ الأصيلِ ..

لعلَّ الأصيلَ يناجي الأصيلا

وظلي بقربي لتزهو الحياةُ ..

فبالعشقِ تأبى الحياةُ الرحيلا

سأكتبُ شِعْري على راحتَيْكِ

إذا ما استطعتُ لذاكَ سبيلا

2012/06/09

ام امحمد

”والله وظليتي لحالك يا ام امحمد“

ارتجفت عندما سمعت الصوت .. انهت التشهد والصلاة الإبراهيمية بسرعة .. والتفتت إلى مصدر الصوت.

إلى صورته المعلقة على الجدار فوق الكنبة الكبيرة ..

منذ زمن طويل وهي تتحاشى أن تكلمه .. منذ أن جاءها خبر سقوطه على الأرض بينما كان يمد يده ليتناول صحن الكنافة في عرس سليمان ابن جيرانهم دار ابو محمود ونقله إلى طوارئ أقرب مستشفى متأخرا دقائق معدودات كانت كافية لإبقائه فاقدا للوعي مائة يوم بالتمام والكمال إلى أن عاد محمد وسالم من المستشفى مغرورقي العيون فعلمت أنه لن يعود ..

قالوا لها إنها كانت جلطة في القلب أدت إلى توقف القلب لمدة أدت لتدمير دماغه بنسبة قدرها الأطباء بأكثر من خمسة وتسعين بالمائة ..

وهناك في المستشفى .. عرفت لأول مرة أنه كان متزوجا من أخرى ..

التقت عيونهما للحظات ..

ثم لم ترها بعد ذلك أبداً ..

التزمت بيتها .. بل غرفة أخرى غير غرفتهما التي تحاشت أن تدخلها فبقيت على حالها .. وتحاشت أن تنظر إلى هذه الصورة التي جاءها صوته منها قبل قليل ..

قامت بتثاقل متجهة صوب الصورة .. أنزلتها من مكانها دون أن تنظر في عينيه .. كانت تخشى أن تلتقي عيناها بعينيه فتتراجع ..

بكل لطف أمسكت الصورة .. مسحت عنها غبارها .. لفتها بسجادة الصلاة التي كانت تصلي عليها قبل دقائق .. اتجهت نحو الباب بإصرار عجيب .. فتحته وخرجت منه وأغلقته خلفها .. رآها سليمان ابن الجيران ..

”وين العزم خالتي؟“

”الحقني بس“

سارا في الظلام صوب المقبرة .. وهناك جلست عند رأسه .. أخرجت الصورة وركزتها على شاهد القبر ..

وعادت إلى البيت ..

ولأول مرة منذ أن نقلوا لها خبر وفاته .. انهمرت عيناها بسيل من الدموع

2012/05/10

أوراق يابسة

بكل ألم

أمسك بأطراف أصابعي الأوراق اليابسة

وأسقطها عن شجرة أصدقائي

تعبت من اختراع الأعذار لمن لا يفكر حتى برد السلام

تعبت من افتراض أنهم ما زالوا أصدقاء!

2012/05/05

طريق في الظلام

أحاول ..

أن لا أثير الكثير من الضوضاء ..

عند اصطدامي بالأشياء ..

التي تعترض طريقي ..

إلى ..

قلبك

2012/03/20

ابتسامة حبيب

لا يدفئ إلا الحب

لا يحيي إلا العشق

لا يضيء الكون كله ..

إلا ابتسامة حبيب

أقول

أقول سيدتي ..

وأقصد حبيبتي

أقول مودتي ..

وأعني حبي

أقول احتراماتي ..

وفي البال قبلاتي

تمكثين في القلب

أما الأخريات ..

فيذهبن جفاء

وأما أنت ..

فتمكثين في القلب

احتجاب

تعلمين ..

بلا شك ..

أنك الدفء والضياء

فلماذا تحتجبين ..

وراء الغيوم؟

مرايا

أحسدها ..

أكرهها ..

وأحقد عليها ..

تلك المرايا ..

التي تراك عندما تتجملين

2012/03/06

جمانة

أحست بخطوات في الممر خارج غرفة نومها فسحبت الغطاء بسرعة وأخفت به رأسها .. كانت متأكدة من أن أمها ترى ما تحاول جاهدة أن تخفيه عن أعين الجميع ..

- ”ماما جمانة!“

سكتت لتوهم أمها الواقفة خارج الباب أنها نائمة

- ”ماما جمانة ما بدك تتعشي؟“

لم تجب .. يئست الأم وتناهت لأذني جمانة أصوات أقدامها مبتعدة عن الباب ..

كم كانت سعيدة متفائلة في الصباح عندما علمت أن ”ضيوفا“ سيزورونهم .. استحمت وحرصت على الذهاب إلى الكوافيرة لتسوي شعرها .. لبست أجمل ثيابها والإكسسوارات التي لديها ودخلت عليهم بصينية القهوة .. تمعنت فيها المرأة الخمسينية ثم قالت لأمها: ”حبيبتي ممكن نشوف البنت الزغيرة بليز؟“

وضعت الصينية على أقرب طاولة وتراجعت إلى غرفتها بابتسامة لم تستطع إخفاء اغروراق عينيها بالدموع

انتهت الزيارة على خير ما يرام! باركت لأختها الصغيرة وقبلتها ولكنها لم تستطع الاستمرار في التمثيلية طويلا .. فانسحبت إلى غرفتها متذرعة بالصداع الشديد.

2012/02/23

الغضيب

كانت – كأي أم تحب أبناءها مهما فعلوا – تحبني .. ولكن شقاوتي الزائدة كثيرا ما كانت تخرجها عن طورها فتعصب علي .. وعندها .. عندها فقط .. يصير اسمي (الغضيب) ..

إذن لم أكن غضيبا بالمعنى الحرفي للكلمة .. ولكنه ما كانت تناديني به عندما تعصب .. ثم .. ما كانت تحب أن تناديني به عندما (تكون غزالتها سارحة) فيحلو لها المزاح وتطيب لها المداعبة ..

في تلك الأيام لم تكن ربات البيوت يمتلكن غسالات .. لا أوتوماتيكية ولا نصف أوتوماتيكية ولا حتى ربع أوتوماتيكية .. كانت الأم تجمع كل ”الأواعي“ التي تحتاج إلى غسيل في كومة على يمينها .. وتجلس على ”المفرمة“ وهي مقعد خشبي لا يزيد ارتفاعه عن عشرين سنتيمترا يشبه ما تفرم عليه البندورة والملوخية والخبيزة والسبانخ وكل ما يحتاج قبل الطبخ إلى فرم .. وأمامها (لكن) الغسيل المصنوع من الحديد فتضع فيه الملابس التي على دور الغسيل قطعة قطعة .. بعد أن تملأ (اللكن) إلى منتصفه بالماء الساخن والصابون أو التايد .. بينما يكون (البريموس)أو (البابور) يسخن الماء اللازم للغسيل بينما يدوي بصوته ”الطارش“ لكل من استمع إليه ما لم يكن ”بابورا أخرس“ ..

في ذلك اليوم نسيت أمي أن تفرغ جيوب بنطلوناتي وقمصاني مما قد يكون فيها .. و(ما قد يكون فيها) يشمل قطع الزجاج الملون وما في حكمها كشقف الصحون أو الفناجين التي رسمت عليها رسوم زهور أو نساء مثلا .. و(الكلول) .. والمسامير والبراغي الغريبة الشكل .. وقطع الحصى الملونة الجميلة أو شحف حجارة (الصوان) الصلبة القاسية اللامعة .. والكثير الكثير مما اعتبرته في حينه مما خف وزنه ولم يغل ثمنه ..

إذن فقد نسيت أمي في ذلك اليوم تفريغ جيوبي .. وضعت الأواعي في (لكن) الغسيل وباشرت الدعك والفرك .. وما هي إلا أن علا صوتها متألمة متوجعة عندما شطفت كف يدها قطعة مبوزة حادة الأطراف مما كانت تحفل به جيوبي من كنوز ..

يومها .. نعم يومها .. احمر ماء الغسيل ووجهها ناصع البياض .. وقدحت عيناها شررا – ونادرا ما تفعل – .. وأقسمت أن لا تترك لي بنطلونا ولا قميصا بجيوب ..

في عصر ذلك اليوم .. جلست أمي (وقد عصبت كفها الجريح) إلى ماكينة الخياطة اليدوية (السنجر) .. وفي أقل من نصف ساعة قامت بخياطة كل ما كان لملابسي من جيوب ..

فيما بعد .. ونزولا عند توسلاتي ووساطة بعض الجارات .. أعادت أمي فتح بعض تلك الجيوب .. بعد أن أخذت مني الوعود والعهود وأغلظ الأيمان على أن لا أعيدها ..

ولا أظنني فعلت ..

2012/02/03

لحم ووحوش

عندما دخل المقصورة كانت تجلس وحيدة هناك .. جلس بعيدا في مواجهتها ..

كانت تنظر إليه وتفكر: العالم مليء بالوحوش التي تنتظر اللحظة لتنهش اللحم

كان ينظر إليها ويفكر: العالم مليء باللحم الذي ينتظر اللحظة لتنهشه الوحوش

2012/01/31

بطولة اسم مستعار

اجتمع القوم على صوت أزعج نوم البعض وتهامس البعض الآخر وسرحان البقية ..

التفت إليهم المصلوب جورا على باب الكعبة قائلا: لا تخشوا شيئا يا قوم .. فالصوت الذي سمعتموه ليس إلا ضراطا .. ألم تشموا الرائحة؟

2012/01/28

طائر الفينيق

لم تبدأ حياتي ..

بدخولك فيها

ولن تنتهي ..

بخروجك منها

كم أحب قلبي ..

الذي يخرج دائما ..

كطائر الفينيق

منتصرا على الحريق

2012/01/26

مغيب

لا تطلب من الشمس ..

أن لا تغيب

لأنها ستغيب لا محالة

ولن تحصد من محاولتك ..

إلا المرارة

2012/01/22

مرارة

الحب كذبة كبيرة:

إكتشاف متأخر

مرارته ..

لا تعادلها ..

إلا مرارة اكتشاف ..

أننا على الرغم من معرفة ذلك ..

فنحن ..

على استعداد دائم ..

للوقوع فيه

2012/01/20

جاي يما

الله يمسيكي بالخير يا إمي ..

بعرف إنك زعلانة مني كثير .. وما بلومك يا إمي .. صارلي زمااااااان ما زرتك .. ما عشبت الترابات اللي على قبرك .. ما صبيت قزازة المي على طول القبر .. وما قريتلك ياسين وقصار السور ..

من زمااان يا إمي ما شكيتلك همي

ومن زمان ما روحت وصوتك كأنو بذاني: روح يا إمي الله يفرج همك ويشرح لك صدرك ويعطيك تا يرضيك ..

هانت يما .. قربت وحياة عيونك .. جهزيلي يما كل اللي عارفتيني بحبه وعندكم منه ..

جاي يما قريب

جاي يما

2012/01/19

أبي

لم يضربني أبدا يا سيدي القاضي .. لم يشتمني .. ولم يوجه لي أبدا أي كلمة نابية .. كان دائما حنونا رقيقا شفيقا .. وكنت أهرب إليه من غضبات أمي .. وفي تلك الليلة يا سيدي عندما أفقت من نومي مذعورة وقلبي يرفرف كطائر ذبيح لجأت إلى فراشه ليضمني إلى صدره ويحضنني بحضنه .. لم أكن أعلم يا سيدي أنه سيشدني إليه بقوة أكثر مما يجب .. ويقبلني بحرارة أكثر مما يجب .. ولم أتوقع كل ما حدث بعد ذلك يا سيدي .. لأنه .. أبي.

2012/01/15

حشرجات

.. وبعد أن كسرت سيفي، وخلعت من قدمي بسطاري ولبست خفي، لقناعتي بأن حملهما قلة عقل، ودلالة لا تقبل الدحض على السفاهة والجهل، والتحقت بأم العيال، لأظفر منها بالخلفة وبعض الدلال، اندمجت في قوانين السوق وتخلقت بأخلاقه، حتى صرت ممن يشار إليهم بالبنان من أركانه وطراقه. وبعد أن كنت مضرب المثل في المعارضة، صرت لا أجارى في الموالاة والقدرة على المفاوضة. فاطمأنوا لي وصنعوا لي كرسيا وأجلسوني عليه، وتفننت من ساعتها في إخضاع من تجرؤوا عليهم وعليه.

ولكن الزمان لا يؤتمن، ومن كانوا مثال الخنوع خرج من أصلابهم صبيان قلبوا لي ظهر المجن. وامتلأت الساحات والشوارع، بأناس جاؤوا من الجامعات والمزارع والمصانع، وكلهم يطالبني بالرحيل، فهل ينفع التسويف والتأجيل؟

2012/01/11

كوانين

في هذه الليلة من ليالي الكوانين، فعلت كل شيء من شأنه أن يجلب الدفء:

أشعلت المدفأة .. أغلقت النافذة، أنزلت الأباجور والستارة ـ تدثرت بحرامي صوف .. ومع ذلك .. فإن قلبي لا يزال يرتجف .. كذلك العصفور الواقف في الريح على أسلاك الكهرباء ..

أمسكت هاتفي وأرسلت لها رسالة قصيرة: ”متى ستدفئني همستك؟“

2012/01/10

بائع العلكة على دوار فراس

على الإشارات الضوئية لدوار فراس توقفنا كما نتوقف كل يوم لدقائق .. هي فرصة للبحث بالعيون عن لابسات الفيزون .. وممازحة بائع العلكة المضطر للضحك على كل نكاتنا البائخة ..

اليوم افتقدته .. بحثت عنه بعيني فلم أجده .. ولكنني رأيت مئات من حبات العلكة المتناثرة على الإسفلت وقد سحقت بعضها عجلات السيارات العابرة.

2012/01/07

وحدووووووه!

.. وبينما أنا أصعد درجات السلم إلى بيتي رأيت وجوها لأناس أعرف وجوههم ولا أعرف أسماءهم .. وصلت الباب فمددت يدي إلى مقبضه لأفتحه فاخترقت يدي الباب .. أتبعتها بقدمي اليمنى فاليسرى فجسدي كله فلم يحل الباب ما بيني وبين الدخول .. كان في البيت خلق كثير أعرف بعضهم ولا أعرف بعضهم ..

- السلام عليكم!

لم يرد سلامي أحد

- من أنتم وماذا تفعلون هنا في بيتي؟

لم يجبني أحد .. بل لم يلتفت إلي أحد ..

دخلت غرفتي .. كنت مسجى هناك على سريري .. وقد جلست ابنتاي على طرف السرير وزوجتي على الطرف الآخر!

فزعت .. خرجت من الغرفة إلى الصالة .. كان بعضهم يتشاغل بمسبحة في يده وبعضهم ينظر إلى ساعة الحائط المتوقفة منذ شهور ..

أجفلت عندما قال أحدهم وكأنما يوبخ البقية: ”وحدووووووه“

2012/01/05

حب وكراهية

كنت دائما ..

أعتقد أن الحب لا يتحول إلى كره

لقد كنت مخطئا

فالإساءة ..

قادرة على تحويل أي حب ..

إلى كراهية ..

بحجم الإساءة ..

وعمقها

2012/01/02

استسقاء

بعد أن ضربته لشهور موجة جفاف .. لبس رداءه مقلوبا .. وخرج أشعث أغبر إلى الصحراء .. رفع يديه إلى السماء .. وهتف بأعلى صوته: ياااا رب .. نصا واحدا .. نصا واحدا فقط .. يا أرحم الراحمين يا ألله!

ليلتها، رأى نفسه والكلام يخرج من فمه متدفقا غزيرا كسيل عرمرم .. وكان الناس يصنعون بالطواري أقنية ليسترفد كل منهم لحقله ما يكفيه من الماء.