2014/05/16

من عيوني يا عيوني

توقّفَ قليلاً أمام الباب المغلق .. مسح عن وجهه آثار الابتسامات والقهقهات التي تبادلها في طريقه إلى البيت مع هذا وذاك .. تنحنح ليعيد لصوته خشونته المصطنعة .. وعندما اطمأنّ على أنّ كلّ شيء أصبح على ما يرام أدار مقبض الباب ولكنه كان مغلقاً من الداخل. طرق الباب بعنف .. سمع خطواتها وهي تقترب من الباب وتفتحه ..

- ليش مسكّرة الباب؟

- كنت نايمة، والأولاد من غير شرّ مش هون ..

- نايمة؟ يا حبيبي .. طبعاً نايمة .. نامي .. نامي .. نااااااااامي .. شو وراكي؟ مهو في بغل تحرثوا عليه طول النّهار ويجيبلكوا مصاري

- يعطيك العافية .. أحطّلك تتغدّى؟

- بدّيش أتسمّم

- أكلت برّة؟

-مش شغلِكْ

تركها تنظر إليه بيأس وأسى .. أسرع إلى غرفته .. بدّل ملابسه .. دخل إلى الحمّام .. دقائق وسمعَتْ صوت الماء الخارج من نياجرا المرحاض ليجرف ما ألقاه فيه .. ثمّ .. ها هو يخرج من الحمّام ..

- ما حدا يعمل دوشة .. بدّي أنام .. فاهمة؟

- طيّب

- بحكي معك عربي .. فاهمة ولّا لأ؟

* * * * * * *

فتح اللابتوب .. كانت ”سوسو“ على الفيسبوك ..

- هاي حبيبتي .. كيفك يا روحي؟ اشتأتلّك كتير!

* * * * * * *

في صباح اليوم التالي .. أفاق من النّوم .. مسح عن وجهه آثار الابتسامات والقهقهات التي تبادلها على الفيسبوك مع هذا وذاك .. تنحنح ليعيد لصوته خشونته المصطنعة .. وعندما اطمأنّ على أنّ كلّ شيء أصبح على ما يرام أدار مقبض الباب .. خرج من غرفته .. دخل إلى الحمّام .. دقائق وسمعَتْ صوت الماء الخارج من نياجرا المرحاض ليجرف ما ألقاه فيه .. ثم .. ها هو يخرج من الحمّام إلى غرفته .. دقائق ورأته بكامل أناقته .. ورائحة عطره تسبقه ..

- بتقدر تعطيني عشرين ليرة؟

- ليّات هوا؟

- الولاد صارلهم أسبوعين ع النّواشف .. بدّي أجيبلهم إشي أطبخلهم ايّاه

- هاظ اللي شاطرين بيه .. مصاري مصاري مصاري .. طبعاً يا عمّي .. مهو في بغل تحرثوا عليه طول النّهار ويجيبلكوا مصاري

أدار ظهره لها .. استلّ من محفظته عشرة دنانير ..

- معيش غيرهم .. وإمسكي إيدك .. المصاري مش مْرَمَّيِة بالشّوارع وبتقول لِمُّوني .. فاهمة ..

* * * * * * *

بعد أن ابتعد قليلاً عن البيت رنّ موبايله ..

- آه حبيبتي .. وين؟ إيمتى؟ من عيوني يا عيوني .. امممممممواااااااا .. سي يو سويتي.