2014/05/03

أنا وأنت، سيدي

أنا وأنتَ غيمتان في السّماءْ

تُجَمِّعُ الرّياحُ شملَنا لبرهةٍ قصيرةٍ

لكنَّها سرعانَ ما تبدِّدُ اللقاءْ

أنا وأنتَ لمْ نكنْ .. ولنْ نكونَ .. وردتينِ في إناءْ

لأنّنا على النّقيضِ دائماً

وكلُّ ما قلناهُ ذاتَ سكْرةٍ

أكذوبةٌ، يا سيّدي، اخترعتُها أنا، لكي أجمّلَ المساءْ

أنا وأنتَ، سيّدي، كملقطَيْ غَسيلْ

تصادفا لِمرّةٍ، أو مرّتين، في مناشرِ الهوى على رداءْ

وهزّنا يا سيّدي الهواءْ

تراقصَتْ أفراحُنا لساعتينِ، ربّما،

وربّما، كطفلةٍ ساذجةٍ،

تركتُ إصبعين من أصابعي

.. (أو ربما ثلاثةً) ..

تعيدُ رسْمَ حاجبَيْكَ شَعْرَةً فَشَعْرَةً

كطفلة ساذجةٍ، يا سيّدي،

تركتُ راحتيَّ تلمسانِ ذقنَكَ التي (نسيتَ) أنْ تحلِقَها

(كما ادّعيتَ وقتَها) ..

لتُحْكِمَ الحصارَ، سيّدي، عليَّ في دهاءْ

أنا وأنتَ، سيّدي،

لا شيءَ بيننا سوى ..

أنّي عشقْتُ لحظةً ..

وبعدَها توقّفَتْ عَقاربُ السّاعاتِ كلُّها

فلا النجومُ أكملتْ تَجْوالَها اليوميَّ، سيّدي

ولنْ تعودَ، سيّدي، لتَذْرَعَ الفضاءْ

أنا وأنتَ قُبلةٌ مؤجلةْ،

سيّارةٌ توقفَتْ عن المسيرِ سيّدي،

لأنَّ كلَّ شارعٍ تمرُّ فيهِ سيّدي

قد نُصِبَتْ أمامَها إشارةٌ غبيّةٌ حمراءْ

أنا وأنتَ سيّدي، سهمانِ مُمْعِنانِ في الرّحيلْ

فواحدٌ مُتَّجِهٌ إلى الأمامِ، سيّدي

وواحدٌ إلى الوراءْ