للرّيحِ، إذْ تطأُ المخيّمَ والهوامشَ، دائماً، قصصٌ مخيفةْ.
فالرّيحُ، حينَ تزورُ عاصمةً، تكونُ وديعةً، وتدورُ بينَ قصورِها، تلقي السّلامَ على الحسانِ، وثغرُها الوضّاءُ مبتسمٌ، كما ثغرُ المضيفةْ
لكنّها، ما إنْ تشاهدْ خيمةً، أوْ كوخَ أرملةٍ تؤودُ صغارَها، حتّى تغيّرَ فجأةً أسلوبَها: ترمي إلى الوادي السّحيقِ قناعَها، وهدوءَها، تبدو تماماً مثلَ آلهةِ الأساطيرِ السّخيفةْ
للرّيحِ، يا ابنَ الكوخِ، أوْ إنْ شئتَ، يا ابنَ مخيّمٍ، أنيابُ ذئبٍ لمْ تكنْ أبداً نظيفةْ
للرّيحِ، يا هذا، نوايا، لمْ تكنْ أبداً شريفةْ
فالزمْ حيادَكَ، يا ابنَ أمّي، لا تكنْ طرفاً توظّفُهُ القبائلُ، حينَ تبحثُ عنْ وظيفةْ
الزمْ حيادَكَ، لمْ يكنْ أحدٌ بقربِكَ، حينَ كنتَ، وحينَ تصبحُ، ذاتَ فجرٍ، غايةَ الحممِ ”اللّطيفةْ“
كلُّ القبائلِ، يا ابنَ أمّي، حينَ جاعتْ، لمْ تجدْ لحماً سواكْ
كلُّ القبائلِ، يا أخي، شحدتْ عليكَ، ولمْ تجدْ منها سوى طعمِ الهلاكْ
كلُّ القبائلِ، حينَ تشحذُ سيفَها، حتّى تقاتلَ بعضَها، جعلتكَ للتدريبِ شاخصةً، وحينَ تسنُّ كي ترمي الرّماحَ، فلنْ تميّزَ مَنْ رماكْ
فالزمْ حنينَكَ للحبيبةِ، لا تبحْ إلا لنفسِكَ، يا ابنَ أمّي، فالقبائلُ لنْ تكونَ سعيدةً، أبداً، إذا عرفتْ هواكْ
الزمْ هواكَ، ولا تقلْ أهوى، فتُسمعَ، إنْ فعلتَ فلنْ تراهُ ولنْ يراكْ
فالزمْ هواكْ.
الزمْ هواكْ.
الزمْ هواكْ.