كم أعجبتني ألوان (البلالين) التي كان ينفخها أبي .. بلالين صفراء، وحمراء، وخضراء، وزرقاء، وبيضاء بلون الحليب ..
اقتربت منه ..
- يابا
- شو بدّك؟
- بدّي بلّون أحمر
- سدّ نيعك
انكمشت كقطّة، وبكيت ..
قالت أمي: يا زلمة إعطيه واحد .. من نفسه
ردّ عليها أبي: اسكتي بلا فلسفة
- يا زلمة بلّون واحد .. يعني عاجبك هيك فنست الولد؟
لم يردّ. استمرّ في نفخ البلالين .. وعندما انتهى قال لي: يالله قوم!
- وين؟
- قوم معي!
- عندي دراسة
- يعني رح تصير وزير يا فالح؟
قمت ..
على دوّار فراس وقفنا .. أعطاني قسما منها .. بلالين صفراء وحمراء وخضراء وزرقاء وبيضاء بلون الحليب ..
- شو أعمل فيها؟
- زي ما بتشوفني بسوّي سوّي ..
دقائق وحفظت الدرس ..
وصرت أركض بين السيّارات المتوقّفة على الإشارات الضوئيّة .. أنقر على زجاج السيّارات واحدة واحدة:
- فرّح إبنك بنص ليرة .. فرّح إبنك بنص ليرة .. فرّح إبنك بنص ليرة ..