ولادة عام جديد

دفعه بيده .. ولأنّه (عاقل وحكيم) لم يفعل شيئاً ..

صفعه .. ولأنّه (عاقل وحكيم) لم يفعل شيئاً ..

بصق في وجهه .. ولأنّه (عاقل وحكيم) لم يفعل شيئاً ..

ترفّش في بطنه .. ولأنّه (عاقل وحكيم) لم يفعل شيئاً ..

لمعت عيناه ببريق غريب .. تلفّت حوله .. رأى غرفة منزوية ..

- ”شايف هظاك الباب؟“

- ”نعم سيدي“

- ”إسبقني وزبّط أمورك .. هيّني لاحقك“

وانطلقت الألعاب النّارية في الفضاء، معلنة ولادة عام جديد

هل أنا مجرمة؟

لست طيبة تماماً، ولست شريرة تماماً. في طفولتي اتهمت أخي الأكبر بالعديد من التهم التي كنت أعرف أن كلا من أمي وأبي يعتبرانها من الكبائر، وكانا يعاقبانه عليها، ولكنني كنت في كل مرة يعاقب فيها، أرى دموعه، فأندم، وأكفر عن ذنوبي بالإغداق عليه سراً بالكثير من الأشياء التي تنسيه، نوعاً ما، بعض آلام العقوبة.

وعندما كبرت قليلاً، وبدأ جسدي يتشكل، ككل صبية في عمري، وبدأ الصبيان يلتهمونني بنظراتهم، صرت أتعمد أن أثير غيرة كل منهم من الآخر، وأتلذذ برؤيتهم يتشاجرون ويتخاصمون فيما بينهم. ولكنني أيضاً كنت أندم، فأجد طريقة ما، لأجعل كلاً منهم يستعيد الآخر فيتعانقان بمودة.

لم يكن من تزوجته لاحقاً أحداً منهم، لقد كان زوج أختي، نعم، زوج أختي. كان يعجبني، أردته لنفسي. وتعمدت أن أجعله يحس بذلك دون أن أقول شيئاً. وقد خدمتني الأقدار، فأختي لم تنجب منه، ولم تكن نتائج التحاليل والفحوصات لصالحها. كان يجب أن يتزوج غيرها. وحيث أنني أختها فلم يكن من الممكن أن يجمع بيننا، فكان الطلاق. وكان الزواج.

لم يكن زواجي منه سهلاً، فقد عارضته الأسرة كلها. ولكنه أصر، وأصررت. فكانت الموافقة على مضض.

تزوجنا، وأنجبت. فازداد بي تعلقاً. وكان ذلك رصيداً إضافياً في حسابي لديه. كان يجب أن أستثمر ذلك الرصيد، وقد فعلت.

لقد أصبح زوجي طوع أمري. خاتماً في إصبعي. ألبسه فيسعد، وأخلعه فيشقى.

ولكنني لست سعيدة تماماً.ففي ساعات الليل، وبعد أن ينام زوجي سعيداً هانئاً، أتذكر أخي، وأختي، والصبية الذين جعلتهم يتشاجرون من أجلي، وأتساءل: هل أنا مجرمة؟

هتيجي بكرة بالتأكيد

سِنِينْ عَدِّتْ ..

وِصَمْتِكْ كُلِّ ما دَهْ يْزِيدْ

وِقَلْبِي، كُلِّ يُومِ الصُّبْحِ، يِصْحا وْيِبْدأ التَّنْهِيدْ

دَهْ فاكِرْ إِنُّو لِسَّهْ إِنْتِي مِفْتِكْراهْ،

وِإِنِّكْ مُمْكِنِ تْقُولِيلُهْ لِيلِةْ عِيدْ:

”أنا مَ نْسِيتْشِ يا غالِي،

وَلا هنْساكْ،

وِإِنِّي أَكِيدْ ..

لَوِ انِّ ظْرُوفِي سَمْحالِي ..

حَ جِيلَكْ، بَسِّ رَبِّي يْرِيدْ“

دَهْ فاكِرْ إِنُّو إِنْتي زَيُّهْ، مَهْما غِبْتِي نارِكْ كُلِّ ما دَهْ تْقِيدْ

دَهْ فاكِرْ .. آهْ ..

وِعُمْرُو مِشْ حَ يِنْسَى لَمَّا قُلْتِيلُهْ:

”أَنا إِنْتَ ..

وِنارِيْ هِيَّهْ مِنْ نارَكْ

وِأَسْرارِي وْشَقاواتِي،

مُجَرَّدْ صُورَةْ طِبْقِ الأَصْلِ عَنْ حِلْمَكْ وِأَسْرارَكْ

وِأَنْفاسِي

مُجَرَّدْ رَجْعِ أَنْفاسَكْ ..

وِدَقَّاتِي

بِدَقَّاتَكْ ..

وِإِحْساسِي

بِكُلِّ الدُّنْيا إِحْساسَكْ“

دَهْ لِسَّهْ قَلْبِي مَهْما كْبِرْتِ جاهِلْ يِرْفُضِ التَّرْشِيدْ

وِكُلِّ مّ قُلُّهْ: ”مِشْ جَايَّهْ“

يِقُولِّي: ”إِنْتَ مِشْ فاهِمْ ..

هَتِيجِي بُكْرَةْ بِالتَّأْكِيدْ“

ليلى والذئب .. القصة الحقيقية

قصة ليلى والذئب مفبركة تماماً. الحقيقة أن ليلى كانت قد خططت مع حبيبها (الحطاب ”الشهم“ الذي ورد ذكره في القصة إياها) للتخلص من جدتها ومن الذئب. فمن جهة، كان الذئب (يترازل عليها) كلما ذهبت للقاء الحطاب، ويبدو أنه قد سمع ورأى ما لا يودان أن يعلم به أحد، وأن الذئب قد حاول مساومتها على الإحتفاظ (بما رأى وسمع) سراً. ومن جهة أخرى، فإن الكوخ الذي كانت تسكن فيه الجدة، هو ذاته الكوخ الذي صار عش الزوجية السعيدة لليلى والحطاب فيما بعد.

إقناع

قد تستطيع أن تقنع الناس بأنني ضد الله لمجرد أنني ضدك .. ولكن .. هل تستطيع إقناع الله؟

وترحل من جديد

غداً

أيها الحبيب الراحل دون وداع

سأنزل صورتك

صورتك التي توشحت بشريط أسود مائل

سأنزلها

وأمسح عنها دموع عام كامل

لتتهيأ لدموع عام جديد

غداً

سأنظر إلى عينيك الموغلتين في الرحيل برغم توسلاتي إليك بالبقاء

لأسمع صدى صوتك تخبرني أن القرار هو القرار

وأن الوقت الذي قضيناه معاً كان مجرد استعداد للفراق الطويل

غداً

أيها الحبيب

سأقرأ كل قصائدك

وأتفقد كل أشيائك

سأنزل ملابسك المعلقة في خزانة الملابس

سأنزلها قطعة قطعة

أشم رائحتك

أقبلك فيها

ثم أعيدها إلى مكانها مبللة بالدموع

غداً

ستعود

لتأخذ قطعة أخرى من قلبي

وترحل من جديد

كل حاكم

كلّ حاكمْ لهْ بتوعُهْ

يمْسحولهْ جزْمتهْ ويْلمّعولهْ إبْتسامْته وْلونْ دموعُهْ

وْلمّا ييجي يْصلّي (قالْ) بيْصوّروهْ بيْطيْلْ ركوعُهْ

قالْ يَ حبّةْ عيني زاهدْ في الحيا وْزايدْ خشوعُهْ

إنّما لمّا اللّي زيّي يْقولْ حرام السّلْطةْ تِشْبعْ والشّعِبْ يفْضلْ فِ جوعُهْ

يبْقى كافرْ، أوْ عميلْ، وبْيقْتلوهْ، أوْ يكْسرولهْ منْ ضلوعُهْ

عادي جدّاً .. مَ احْنا شعْبِ بْنعْبدِ الحاكمْ عبادة .. وْمِنْ صوابعْنا شموعُهْ

نور

(نُورِ) الظِّيا يا هالوطن لكنْ طفاها (نْسور)

يا نْسور شو نفْع المصاري لِنْ طفيت النّور؟

يعني عنيد وعنّدِتْ؟ وانت القوي المنصور؟

رايحْ تِعَزّي وِينْ وِمْطَنّش الموتور؟

مَ تْخافْ مِنْ ربّكْ وَلَا شعْبكْ عليك يْثور؟

يا حِيفْ بَسٍّ ع الّذي أخطا وِعِمِلْ دستور

إنُّه الشَّعِبْ شِلْيِةْ غَنَمْ والرّاعي ذِيبِ يْجُور

يا حِيفْ بَسٍّ ع الّذي أعطاك صُوتٍ زُور

حتّى صِرِتْ وِتْصَوّرِتْ وْعَلِّيتْ فيها السّور

واللّي يْتِدَفَّى ع الهَشيمْ يِحْفِرْ لَوِلْدَهْ قْبور

م تكونشي ربي؟

ربّك يا صاحبي من أساميه الكريم

واسمه كمان توّاب

واللّي بيموت - مهما عصى - بيوقف أمام رحمان رحيم

بيتوب عليه ويحضنه - مهما عصى - لو تاب

تيجي جنابك تشتم اللّي مات؟!

وتقسّم الجنّات .. على الإخوان .. وع الأحباب؟

وتوقف كمان حارس هناك واقف على الأبواب؟

تمنعني أدخل واللّي زيّي .. يا بجاحتك يا أخي ..

م تكونشي ربّي أعبدك ومحمّد الكذّاب؟

مش مجرد كلام

ومعْ إنّي عارفْ بإنّكْ ح (تنسي) تردّي السّلام

بصبّحْ وامسّي لأنّ (اللّي كانْ) مشْ (مجرّدْ كلام)

ولأنّه فؤادي (مَ خدْشِ المنوّمْ) ورافضْ يِنام

فرمتة

في حقل الكمبيوتر، هناك شيء إسمه الفرمتة .. أي حذف كل شيء من الهارد ديسك، فيعود جهاز الكمبيوتر كما ولدته أمه .. أقصد: كما خرج من المصنع .. فاقداً للذاكرة بكل همومها وعذاباتها ..

في السجون والمعتقلات يفعلون (أحياناً) نفس الشيء بالمعتقلين السياسيين .. يفرمتون أدمغتهم، فيخرجون من المعتقلات لا يذكرون حتى أسماءهم .. ويبتسمون ببلاهة لأي موقف حتى لو كان مذبحة قتل فيها آلاف السلميين المسالمين ..

أتمنى، شخصياً، أن يوفر لنا الطب نفس الخدمة: تتصل بالطبيب .. تطلب منه أن يفرمتك .. يحدد لك موعداً للعملية .. فتخرج من عيادته أهبل تماماً .. لا لك ولا عليك ..

وتغني مع ميادة الحناوي: نعمة النسيان

ي رب الكون

ويا ألله ي ربّ الكون

مَ تِحْوِجْنيش إلى غيرك

ومنّك برجو كلّ العون

وخيري كلّو من خيرك

مَ تِحْوِجْنيش أمدّ ايدي

واقول للنّذل يا سيدي

وأتعكّز على تافه

مَعِ انّو من عناقيدي

ي ربّ الكون

شويّة قوّة تسْندني وتكْفيني

ونصّ رغيفْ

على قدّي

وقميصِ نْضِيفِ

يسترني وِدَفّيني

ي ربّي يا إله الكون

وما كل قلبٍ

وما كلُّ قلْبٍ حينَ يَهْوَى يقولُها

ولكنَّ بعْضَ الصّمْتِ بوْحٌ مؤكَّدُ

وما كلُّ مَن قدْ صارحَ الحُسْنَ بالهوى

مُحِبٌّ، صَدُوقٌ، حين يَشْدو ويُنْشِدُ

ولا كلُّ عصْفورٍ سعيدٌ بِسِرْيِهِ

إذا كانَ يدْنو مِنْ هواهُ فيبْعدُ

ولو كانَ لوْنُ المرْءِ مِنْ لوْنِ قلْبِهِ

لسُوِّدَ بعْضُ البِيضِ وابْيَضَّ أسْودُ

يا رب تشتي

يا ربّ تشْتي، مش مطر،

لكن قلوب بيضا وضمير

بلكي الحمير صاروا بشر،

مع إعتذاري للحمير

قالت الشجرة العجوز

قالت الشجرة العجوز القابعة على جانب الطريق:

”أيها العابرون

أعتذر إليكم ومنكم

فقد هرمت

وتكسرت أغصاني

وتساقطت أوراقي

فلم تعد ظلالي وارفة

وما عاد بوسعي أن أمنحكم ثماراً

أو ملجأً يقيكم حر الصيف وبرد الشتاء

أو قيلولة تستريحون بها من وعثاء السفر

أيها العابرون

اقطعوني بفؤوسكم

وانشروني بمناشيركم

وأوقدوا بي ناراً تدفؤكم

وأصير بعد ذلك رماداً تذروه الرياح

ولكن لا تتركوني لسفيه

لا يتقن سوى الشتائم والبصاق“

مش بنفهم بالسياسة

مش بنفهم بالسياسة

واحنا مش عاوزين رئاسة

احنا عايزين الماهية

تيجي قد السلطانية

وتشتري شوية ملابس

للعيال اللي بترجف في المدارس

ولما يمرض حد فيهم

تشتري م الأجزخانة أي حاجة بتداويهم

وانتو يا بتوع الكراسي

كلكم والله ع راسي

بس حلوا عن سمانا

انتو مش لاقيين سوانا؟

لما نمشي في الشوارع

مش ضروري ف كل حتة نشوف صوركم

او نصلي في الكنايس والجوامع

مش ضروري الخطبة يعني كلها بتكون عليكم

ومش ضروري نشرة الأخبار بتنسى

انه احنا جوعانين وعيانين وبردانين وقرفانين

وبتفتكر بس الزعامة اللي ف عينيكم

مرة تانية يللي قاعدين

تحكمونا وانتو غاطسين في البيسين

حتى ما تقولوش علينا انتو مين

احنا مش عاوزين رئاسة

ومش بنفهم بالسياسة

لو قلولي

لَوْ قَلُولِي

بُكْرةْ راحْ ييجي ملاكِ المُوتْ يَخْدَكْ

ح اطْلُب التّأجيل شِوَيّةْ حَتّى ابوسَكْ

بَسِّ ناوي أخْدَعَكْ ..

رحْ أبوسكْ مِنْ شَفَيْفَكْ ..

بَعْدِ ما تِعْطيني خَدَّكْ

بباب المسجد

لا يستطيع الجلوس متربعاً .. جلس ماداً ساقيه سانداً ظهره على جدار المسجد الحجري .. وبدأ يستمع إلى كلام الخطيب .. نفس الكلام الذي يقوله كل الخطباء منذ كان طفلاً .. شعر بملل شديد .. وبدأ النعاس يغزو جفنيه .. حاول أن يركز في كلام الخطيب فلم يستطع .. فصار يجول بنظراته على وجوه الحاضرين .. ثم إلى باب المسجد .. تجاوزت نظراته باب المسجد لتكمل جولتها على بقية وجوه الحاضرين ولكنها ارتدت إليه مرة أخرى .. ما هذا؟ معقول؟ كل هذا الجمال وتشحد؟ .. تمعن في ملامح وجهها وتقاطيع جسدها المستتر خلف عباءة سوداء ضيقة .. يا إلهي! كم هي جميلة رغم البؤس المرتسم على وجهها .. لم تعد الخطبة تهمه ولا كل تلك الأجساد المحيطة به .. فطنت هي إلى تركز نظراته باتجاهها .. التقت أعينهما .. لم يحول عينيه عن عينيها .. قرأ فيهما الاستغراب .. ثم الاستهجان .. ثم تلك النظرة الحالمة .. أطرقت ولكنها لم تلبث أن رفعت إليه عينين يملؤهما الخجل والتردد .. ثم .. ارتسمت على شفتيها ابتسامة .. ابتسامة يعرف كلاهما معناها جيداً ..

مش بياع

اتفضلي يا مدموازيل .. اتفضلي يا مدام .. اتفضلي خالتي .. اتفضل يا حاج .. في تشكيلات حلوة جوه غير المعروضين في الفاترينة ..

هذا مش بياع في نوفوتيه او في محل كنادر على دوار فراس ..

هذا كاتب بيحاول يزيد عدد قراء ما يكتب ..

أم هيك أمة لا تقرأ إلا أخبار الفنانات ونجوم الكورة ..

ساعة رمل

هذا العُمُر ساعةْ رمِلْ

وانتا الكْ مرّةْ

واللّحظةْ لمّا بْتنْقِظي

بتْروحْ بالمرّةْ

ولْ ظلْ فُوقِ مْنِ الرّمِلْ

بنْعدّوا بالذّرّةْ

ما ظلْ فيها الّا الوجعْ

والأدْويةْ المرّةْ

ميظلَّ أبدْ في السّوقْ

بيّاعْ أوْ شرّا

وميض من سراب

وَلَكَمْ بعثْتُ رسائلاً

وظللتُ أنتظرُ الجوابْ

ومضى الزّمانُ ولمْ أجدْ

إلّا التّجاهلَ والغيابْ

أتعاقبينَ فتىً أحبّكِ ..

كانَ ينتظرُ الثّوابْ؟

وتكافئينَ نقيضَهُ

مِنْ حيثُ قدْ وجبَ العقابْ؟

لمْ تعدلي في الحالتينِ ..

وقدْ بعدتِ عنِ الصّوابْ

يا ويحَ كفّكِ تهرقينَ ..

نميرَ كأسٍ منْ شرابْ

لتفتّشي بينَ الحجارةِ ..

عنْ وميضٍ منْ سرابْ

تشذبة على تشذبة

(تشذبة) على (تشذبة) جبل

عالي مِنِ (الأزبال)

واللّي عمل حالو بطل

مِنْ قلّة الأبطال

الربّ يدري مْنِ الأزل

مين البطل يا خال

تمساح .. دمعاتك (تشذب)

تِتْمرْجَلُ وْمُو رِجّال

مهما تمثّلْ يا البعيد

مَ تْزيدْ عن تمثال

لا بدّ يُومِنْ تِنْكِشف

الطّبْلَة والطّبّال

والرّيحة مهما تعطّرِتْ

ريحة (خــ .. وابوال)

أنا كذاب

أنا كذّاب ومش ناسي

وعامل نفسي ناسيها

بعيش أيّامها في يومي

بأفراحها ومآسيها

وبحلم بيها في نومي

تواسيني وأواسيها

ولمّا حدّ يسألني

اذا هيّه الـ بقاسيها

بكابر إنّه موج البحر مش أسرى لمراسيها

ولمّا الكلّ ينساني

بلاقيني بمسّيها

بفتّش عن خطاويها

وبسأل عنها كرسيها

انا مثلك

انا مثلِك

مَ تسألينيش ع أوصافي

ودمعي زيّ دمعك بحْر رغم البسمة مش خافي

وبحلم انّي جنبك في قصور الوهم يجمعنا انا وانتي فراش دافي

وريقك لمّا بتبوسيني أحلى من عسل صافي

وبحلم إنّي .. بحلم إنّي .. بحلم إنّي .. لكنّي ..

بفيق من حلم الاقيني

في عزّ البرد بمشي ع البلاط حافي

والاقيني

كما سيزيف برفع صخر أوهامي

على اكتافي

أنوثة وكبرياء

جميلةٌ أنا .. نَعَمْ

وربّما أكونُ في عينيكَ أجملَ النّساءْ

لكنّني يا صاحبي ..

إمرأةٌ معجونةٌ بماءِ كبرياءْ

أنوثتي طاغيةٌ ..

وإنّما كرامتي تعانقُ السّماءْ

ثرت عليك

أخافُك لكنّني لا أُحسُّ

بِطَعْمِ الأمانِ سِوى في يَدَيْك

وحضْنُك كُلُّ القساوةِ فيهِ

وكلُّ حنانِ الحنانِ لديْك

وأمْعِنُ مِنْك هروباً فأصْحو

وقدْ صِرْتُ أقْرَبَ مِنْك إليْك

وكنْت سِواري ولكنّني

ظننْتُك قيْدي فثرْتُ عليْك

فاسدون

الفاسدون نوعان: نوع يصلح كبش فداء .. ونوع يصلح له الآخرون أكباش فداء

انت ونصيبك

اللي حبيبه معاه

قلبه بيقول: الله

واللي حبيبه جفاه

عايش على ذكراه

انت ونصيبك بقى

واسمعني يا ولداه

ي تموت سعادة وفرح

ي تموت بتصرخ: آه

مش انتا

مشْ انْتا يللّي تْقول ليْش مْلبّكي

منْتا السّببْ في اللّي اشْتكى

واللّي بكي

انْتا الجرحْ

وانْتا الدّوا

وانْتا اللّي منْ كلّ البشرْ

يلْفيكْ تحْكيلي اضْحكي

طبع البشر

مَ هُوَّهْ دَهْ طَبْعِ البَشَرْ

مَهْما اخْتَلَفْ شَكْلِ الصُّوَرْ

مِنْ يُومْ مَ كانوا في الكُهُوفْ

لَحَدِّ ما طَلْعُوا القَمَرْ

ياخُدْ أَخُوهْ غَدْرِ وْطَمَعْ

وِالدَّمِّ يِدْفُقْ عَ الحَجَرْ

الحب الأول

كنت في العاشرة تقريبا عندما كتبت رسالة (الغرام) الأولى لبنت الجيران. كانت أول (قصيدة) أكتبها. وكانت تلك البنت أول أنثى تحرك فيّ مشاعر (رجل) ل (امرأة) ..

لم تكن تلك (القصيدة) شعرا كما أفهمه الآن، بقدر ما كانت تجميعا لكلمات عن الحب كنت قرأتها في تلك القصص المنشورة في مجلات الموعد والشبكة .. أو سمعتها في أغنية من الأغاني الشائعة تلك الأيام .. أغاني عبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم ووردة .. وعلى كل حال لم تكن تلك الرسالة مكتوبة على الورق الملون والمطرز برسومات الورد والقلوب التي تخترقها السهام .. بل كانت على ورقة (مزعتها) من أحد دفاتري .. وعلى الأغلب كان أثر الكتابة بالقلم على الورقة التي قبلها قد ترك أحافيره عليها ..

المهم أن المشكلة الحقيقية كانت كيفية إيصال تلك الرسالة إلى (حبيبتي) .. وهنا تبرع صديق لي بإيصالها ..

- كيف راح توصلها؟

- انت هاتها وما عليك .. بعطيها لفلانة (صديقتها) وهيه بتوصلها

- ممتاز

أعطيته الرسالة. لمعت عيناه ببريق غريب. واختفى ..

مر يوم .. يومان .. ثلاثة .. اسبوع .. ولم ألاحظ على (حبيبتي) أي أثر يدل على تأثير (معلقتي) عليها .. لا نظرات .. لا ابتسامات .. لا هزة رأس ذات دلالة .. لا شيء إطلاقا .. إطلاقا .. إطلاقا ..

مرت الأيام .. ونسيت أمر تلك الرسالة .. ثم مرت الأيام .. ونسيت (حبي) لتلك الفتاة .. ثم مرت الأيام .. ونسيت الفتاة نفسها .. وذات يوم .. بعد أن دخلت في الثلاثينات، التقيت بذلك (الصديق) في أحد الباصات، بعد فراق دام ما يزيد عن عشرين سنة ..

- انت محمد؟

- إنت أحمد؟

تصافحنا .. دفعت عنه أجرة الباص. وتجاذبنا حديث الذكريات ..

قبل أن ينزل من الباص قال:

- محمد، متذكر الرسالة اللي أعطيتني اياها عشان أوصلها ل(فلانة)؟

ضحكت متسائلا ..

- بتعرف؟ انت خدمتني بهالرسالة خدمة العمر

وضحك

- كيف؟

- انا صحيح وصلت الرسالة .. بس ع اساس انها مني إلها .. فرحت فيها كثير .. وهي الآن زوجتي

ششششششششش

تأخر الباص، وتعبت من الوقوف، فجلست على المقعد الطويل في موقف الباص أنتظر. دقائق وجاءت صبية. وقفت قليلا ثم جلست فجأة بجانبي واضعة حقيبة يدها بينها وبيني. غاصت عيناي في ملامحها وتقاطيع جسدها ..

أخرجت من حقيبة يدها علبة سجائر. ثم أخرجت من علبة السجائر سيجارة. وضعتها بين شفتيها ..

- معك ولعة عمو؟

عمو؟ اللعنة!

بصمت، أخرجت من جيبي ولاعة .. أشعلتها .. قربتها من طرف سيجارتها وكفاي تحتضنان الولاعة لتحمي شعلتها من الهواء .. وضعت كفيها حول كفي .. اشتعلت السيجارة. سحبت نفسا عميقا ولمست بكفيها كفي كأنها تشكرني فسرت في جسدي رعدة ..

- شكرا عمو

عمو ثانية؟ اللعنة!

- عفوا. ما في لزوم للشكر يا .. بنتي

ندت عنها ضحكة خفيفة .. هزت رأسها فتطاير شعرها يمنة ويسرة .. فعبق الجو براحة عطر ذكرني بالمرأة الأولى ..

هبت نسمة هواء باردة فارتجفنا .. رفعت حقيبة يدها عن المقعد ووضعتها في حضنها .. وقفت نصف وقفة ثم جلست ولكن هذه المرة كان ما بيني وبينها كافيا لأحس بطراوة الجسد ودفئه.

وضعت كفي على كفها فلم تسحبها

- بردانة؟

- كثير .. عمو!

نفس الضحكة الخفيفة

تشجعت بضحكتها وتركها لكفها تحت رحمة كفي .. قربت وجهي من وجهها كثيرا فلم تبتعد .. اقتربت أكثر وأكثر فلم تبتعد .. وأخيرا تلامست الشفاه ..

- عيب عمو .. مش عيب؟

- ششششششششش

سكتت .. رفعت كفي عن كفها ووضعت ذراعي حول رقبتها مداعبا خصلات شعرها ..

* * * * * * *

رن منبه الموبايل فأغلقته .. وبعد دقائق ارتفع صوت زوجتي يوقظني ليوم عمل جديد

صهيل شهوة

إياك أن تصدقي مظاهر الوقار

صهيل شهوة أنا

وناظراي يسرقان خلسةً ..

ما قد يطل دون أن تدرين من لآلئ البحار

نصف .. وكل

الليلة أيضاً ..

تركت لك نصف السرير ..

وكل الجسد

أيقظيني بقبلة

مش ح اقول

مشْ حَ اقول انّي بَحِبّكْ

إلّا لمّا تْقولي إنْتي

منْتي عارْفةْ انْها كِذْبة

لمّا قلْتلّكْ يَ بنْتي

وِنْتي عارْفةْ إنّي عارفْ

إنّي أحْلامْ مشْ بريئة

فْ نومِكِ انْتي

كان

كان يريدها .. وكانت تعلم أنه يريدها ..

كانت سعيدة بذلك .. ولكنها كانت تجيد الصد واصطناع التجهم.

حاول معها كثيراً .. كثيراً جداً ..

ولكنه أخيراً يئس .. وتوقف عن المحاولة.

فبكت.

أكبر إهانة

أكبر إهانة ..

هي أن تترك يداً ..

امتدت إليك للمصافحة ..

معلقة في الهواء

منك لربك

منّكْ لربّكْ .. روحْ

ملّيتْ قلبي جْروحْ

دمّرتْ فيّي الرّوحْ

منّكْ لرّبكْ ينْصفكْ

منّي أنا (بْرأيكْ)

أوْ ينْصفِ المذْبوحْ

للبيع أو التأجير

للبيع أو التّأجير

نقدا أوِ بْتوزير

ثوري وعندي ضمير

ملفوف بالقصدير

للبيع أو الإيجار

كاتب وبدّي دار

الأحسن بْدابوق

وِنْ بدْكو دير غبار

بدكم أعارض؟ تكرموا

بدكم أسحّج؟ تكرموا

حُطّوني نائب برلمان

واستلموا منّي وسلِّموا

ملعون ابو الإخوان

والبعث و(الشّوعان)

هات العباية يا ولد

نتشيّخ بْعمّان

مراوغة

لا أصدّق ..

أنّك لم تستطيعي ..

أن تلملمي ..

من وراء كلّ الكلام المراوغ الّذي أكتبه ..

حروف كلمة ..

(أحبّك)

ولكو حرام

مجنون يحكي، والشعب يسمع، ولا يهتم

واللي تشعبط ع الحراك

خلوه وزير والتم

بلش يبهدل بالرفاق، ويحكي بالأخلاق

ولكو حرام

بدكو الغنج منا، وكمان البزاق؟!

عنطزة

عنْجدّْ انْتي بْتمْزحي؟

ولّا الحكي عنْجدّْ؟

واللّي كتبْناه انْمحى؟

والأبْيضِ بْيسْوَدّْ؟

يحْرقْ حريشو هالهوى

شو مْعنْطز وْمرْتدّْ

دوما يحيرني

دوماً يحيّرني السّؤال ولا مجيبْ

فلكلّ (عيّان) طبيبْ

إلّا أنا

لا داءَ بي ممّا يعالجه الدّوا

فَلِمَ الفؤادُ بِلا وَجِيبْ؟

تأتين في أحلامي

سأنامُ لكنْ لنْ أسدَّ نوافذي

فلربّما تأتينَ في أحلامي

بغلالةٍ سوداءَ يُبْرِزُ لونُها

ما قد بدا مِنْ فاتنِ الأجسامِ

تُخْفي ولا تُخْفي كأنَّ وراءَها

شمسَ السّما محجوبةً بغمامِ

فأقول أدنيني إليك لأرتوي

مِنْ مُتْرَعاتِ الكأسِ خَيْرَ مُدامِ

فتُقَبِّلينَ الثَّغْرَ مِنِّي قُبْلَةً

محمومةً حَرَّى كَماءِ حِمامِ

وأمُدُّ ذُرْعاني إليكِ لأحْتَوِيكِ ..

فلا أضُمُّ سِوى الفراغِ أمامي

مجرد صورة

حبيبي اللّي بّحِبّه اليُومْ مِطَنِّشْني

وِكُلِّ ما اقُولُّه واحِشْني بِيِدْفِشْني

وِلَمّا يْشُوفْني بَتْطَلَّعْ على صُورَةْ

مُجَرَّدْ صُورَةْ مَرْسُومَةْ بِيحُوشْني

سايق عليك النبي

سابق عليك النّبي

تعملها لو مرّة

تنزل ع سقف السّيل

والجورة بالمرّة

وتشوف كيف النّاس

بتشهونوا الخظرة

من يوم ما شرّفت

صار الأكل ندرة

حتّى الفلافل بقت

مثل الدّوا مرّة

واللّي معه كلسون

محسود ع السّترة

سايق عليك النّبي

تعملها لو مرّة

مرتاح الضمير

قبل ان تنام ..

احسب عدد الابتسامات ..

وعدد الدموع ..

التي تسببت بها للآخرين

وبعدها قرر ..

إن كان بوسعك أن تنام ..

مرتاح الضمير

الف باء الإحترام

اوعى تنسى وتعترفْ

للّي حبّيته بِحُبَّكْ

ألْفِ باءِ الإِحترامْ

خلِّي أسرارَكْ فِ قلبَكْ

عالم بغيض

كُلِّ واحِدْ فِينا بِيْمُرِّ فْ حالاتْ

يُومْ بِيِضْحَكْ

يُومْ بِيِبْكِي

يُومْ بِقَضِّيْها سُكاتْ

مُشْ بِإِيْدَكْ أَوْ بِإِيْدِي

إِحْنا فِي عَالَمْ بَغِيضْ

مِنْ حَقارْتُه

صارْ بِيِحْسِدْ كُلِّ عايِشْ أَيِّ واحِدْ قَبْلُهْ ماتْ

لو حبيبك

مَ تِتْرَجَّاشْ حدا سابَكْ، عَلَى الفَاضِي

وَلا تِبْكِي عَلَى اللِّي صَارْ مِنِ المَاضِي

حَبِيبَكْ (لَوْ حَبِيبَكْ) ما بِسِيبَكْ يُومْ

مَ عادِشْ بِدْها لا مُفْتِي وَلا قاضِي

المكان اللعين

ذاك المساء، ذهبت بعد انتهاء الدوام إلى المستشفى. كان وجهها صافيا مبتسما. قبلت يدها وجلست على كرسي ..

- ”كيفك اليوم؟“

- ”الحمد لله. الدكتور حكالي اني صرت منيحة وبكرة بيكتبلي أروح ع البيت.“

غمرني احساس هائل بالسعادة. لكنني كنت متعبا. استأذنت. قبلت يديها وعدت الى البيت.

في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، استيقظت على طرق عنيف ومتواصل على باب الشقة .. قفزت من سريري وفتحت الباب ..

هناك، في الظلام كانوا واقفين .. فهمت كل شيء دون أن يقولوا حرفا واحدا ..

وانطلقنا إلى ذلك المكان اللعين.

يخطئ فيعتذر

مهما حاولت ..

فلن تكون ملاكا

ولكنك تستطيع ..

أن تكون إنسانا

يخطئ فيعتذر

يا مصر

يَا مَصْرِ لْإِمْتَى أَوْلادِكْ

يِدوقوا مَرِّتينْ الْمُوتْ

فُلُولْ عَدِّتْ وراها فْلُولْ

وِنِهْتِفْ فَوِّضُوا الطَّاغُوتْ

يا رِيتِ اللّي مَ يِئْسِشْ لِسَّه مِنْ بُكْرَة يِعَلِّي الصُّوتْ

وِيِهْتِفْ بِاللِّي نايِمْ يِصْحَى قَبْلِ مَا يِبْقَى في التَّابُوتْ

يَ إمّا تْفُوقْ وِتْفَكَّر

يَ إمّا يْدُوسَكِ العَسْكَر

وَ آدِي مْبَارَكْ رِجِعْ تاني

بِدَمَّكْ يِشْرَبِ وْيِسْكَر

كِفايَة موتْ وِمُعْتَقَلات

وِفاشِيَّة بِتِتْكَرَّر

فِي داهْيَة يْغُورْ رِغِيفِ العِيش

إذا غْمُوسُه الدّمِ الأطْهَر

سورة المبكيات

أيقظني في الهزيع الأخير من الليل وقال لي: قم الليل إلا قليلا ..

فقمت.

واستللت من تحت مخدتي سورة المبكيات ..

غسيل

يمكن للماء أن يغسل الأجساد

أو الملابس المتسخة

ولكنه أبدا لا يستطيع أن يغسل القلوب

أو الأدمغة

أو الضمائر

على فكرة

على فكرة

أدينا رجعنا لمبارح

وضاعت بوصلة بكرة

مش غريب تقولوا كافر

مشْ غريب تْقولوا كافرْ

ع اللي زيّي وْتِكْرهوه

الغريب انْكم بِتاخدوا

كلِّ حقّهْ وْتِسْرِقوه

والغريب انّهْ صلاتْكمْ

مشْ بِتمْنعْ تغْتالوه

ولمّا حدّ يْقولْ شهيد بْتلْعنوا امّهْ وْابوه

تفاهات

تفاهاتُ بعضِ الناسِ عدّتْ قصائدا

ورُبَّ سفيهٍ عدّهُ القومُ رائدا

وكمْ مِنْ نبيٍّ كذّبَ النّاسُ قولَهُ

وصارَ شهيداً بعدَ أنْ كانَ شاهدا

وكمْ مِنْ دَعِيٍّ ظنَّهُ النّاسُ صالِحاً

يبايعُهُ الشّيطانُ مولىً وقائدا

يكذِّبُ في كلِّ الأمورِ كأنّما

يظنُّ اجتراحَ الصّدقِ عاراً مؤكّدا

إذا النّاسُ أحنَوا للطّغاةِ ظهورَهمْ

تحوّلت الأوطانُ سجناً مؤبَّدا

وصارتْ منافي الأرضِ حلْماً وأصبحتْ

حُقُوقُهُمُ نَهْباً، وصَوْتُهُمُ صدى

ومَنْ يَقْبَلِ العيشَ الذّليلَ فلا يَلُمْ

بُغاثَ طُيُورٍ إنْ عَلَتْهُ مُقَيَّدا

أفكار وأفكار

قال لها: أريدك.

قالت له: وأنا، أيضا، أريدك.

أطفأ جهاز الكمبيوتر وذهب إلى سريره.

أطفأت جهاز الكمبيوتر وذهبت إلى سريرها.

لم ينم ليلتها .. ظل يفكر بسرير أكبر يتسع لنزواته.

لم تنم ليلتها .. ظلت تفكر ببيت يتسع لهما، لأطفالهما، لأصص الورد والزهور التي ستوزعها في أرجاء البيت .. بيت ذي حديقة يلعب فيها الأطفال بينما يحتسيان الشاي بالنعناع على شرفة تطل على ذات الحديقة

مهازل

نعم، أحب امرأ القيس .. ولكني لن أقول معه: ”قفا نبك“، ولكن سأقول: ”قفوا نضحك“. فالحياة كلها ليست أكثر من سلسلة من المهازل

واللي ضدك

لمّا كلّه يقول لكلّه:

انت كافر .. ربّي يخدك

انت مين حتّى تكفّر؟

والإله كان ليك لوحدك؟

هوّه ربّ النّاس يا سيّد

اللّي عندك واللّي ضدّك

كلما مر يوم

كلّما مرّ يوم على آخر الهمَساتِ،

أكوّر قلبي،

لأودِعَهُ سلّةَ المهملاتِ،

أمرّ على عجَلٍ بالورود الّتي ضحكت قائلاً:

إنّها وردة مثل كلّ الورود،

فلا تلتفت،

إنْ أردت الحياة.

أحمد روبين

09/06/2013، 4:48 PM

لم يختر أحمد روبين أمه ولا أباه .. لم يختر الطريقة التي جاءت به إلى الدنيا .. حمل ذنوب غيره على كتفيه ستة وثلاثين عاما .. وعندما أراد أن يعيش كما عاش كل الناس أحب وتزوج واحدة تشبهه .. لدموعها نفس طعم دموعه ولابتسامتها نفس مرارة ابتسامته .. هي أيضا لم تختر أمها ولا أباها .. لم تختر الطريقة التي جاءت بها إلى الدنيا .. كلاهما بصقنا جميعنا في وجهيهما شتيمة (ابن حرام) أو (بنت حرام) .. تلك الشتيمة التي ربما سمعها أحمد روبين يوم الخميس عندما ذهب بعد أن أغلقت في وجهه كل الطرق ليقابل وزيرة التنمية الإجتماعية فرفضت .. أما باقي القصة فتعرفونها .. أحمد روبين بين الحياة والموت .. ويقال أنه مات .. ويقال أنه لم يمت بعد .. أما ما مات فينا نحن فهي ضمائرنا .. عظم الله أجورنا وأجوركم وشكر سعينا وسعيكم

* * * * * * *

12/06/2013، 9:12 PM

إلى أحمد روبين: هذه ليلتك الأولى تحت التراب .. أظن أنك الآن قد ارتحت .. لا أعتقد أن جيرانك الآن سينظرون إليك باحتقار بسبب لونك أو بسبب مجهولية نسبك .. أنت الآن لست بحاجة إلى جنسية ورقم وطني وجواز سفر .. ولست بحاجة إلى من يتمنن عليك بشبه عمل وشبه راتب .. أنت الآن يا أحمد حر طليق من كل الأغلال والقيود التي قيدت يديك وقدميك ستة وثلاثين عاما .. أنت الآن أمام رب كبير .. أكبر ممن بخلوا عليك بكلمة (رحمه الله) وتبرعوا بإعطائك بطاقة دخول إلى جهنم وهم أولى بها منك .. أحمد روبين: تصبح على خير

* * * * * * *

14/06/2013، 1:30 PM

إلى أحمد روبين: وها قد مرت عليك ليلتان تحت التراب .. تحت التراب الذي منه خلقت ومنه خلقنا .. تحت التراب الذي إليه عدت وإليه سنعود .. أغبطك وأحسدك .. فقد تحررت مما لم نتحرر منه بعد .. ولن تجد حيث أنت من يعيرك بأصلك وفصلك أو يتباهي عليك بأصله وفصله .. كل ما جمعوه تركوه وراءهم فصرت وصاروا سواسية .. أحمد روبين: صباح الخير

للنار طوالي

قالوا حرقْ حالو .. حرامْ

للنّارْ طوّالي

اللّي بيودّي النّارْ ربّ النّارْ .. يا خالي

كافي تْسَحِّجْ .. الشّمسْ

تتغطّى بالغربالْ؟

ما بنفعَكْ يومِ القيامةْ تهزّ أذيالِ

بكرةْ الجميعِ بيوقفوا

قدّامْ ربّ النّاسْ

اللّي انظلمْ واللّي ظَلَمْ

والواطي والعالي

بانتظار التشريف

هكذا يصنع العبيد جلاديهم:

تبدأ الحكاية بالسكوت على نظرة ..

على شتيمة ..

على صفعة ..

على ترفيشة بطن.

وتنتهي بتركيب بردعة ..

والوقوف في الشمس مربوطا ..

بانتظار التشريف.

تعقل هداك الله

إذا أنْتَ لمْ تسمعْ لِشَعْبٍ أنينَهُ

بربّكَ أنبئْنا لِمَنْ أنتَ سامعُ

تروحُ وتغدو كي تزيدَ افتقارَهُمْ

فهلْ يدركُ العقّالُ ما أنتَ صانعُ

إذا النّاسُ جاعوا لَمْ يُبالوا بخُطْبَةٍ

مخدِّرةٍ مِمّا تبثُّ الجوامعُ

تعقَلْ هداكَ اللهُ فالصّيفُ لاهِبٌ

وعودُ ثقابٍ كلُّ ما رامَ طامعُ

شيء طبيعي

شيء طبيعي تكوني جنبي

حتّى لو كنتي بعيد

شيء طبيعي انّي احسّك

لمّا انفاسك تزيد

واقرا في عيونك قصايد

لما فيكي نار تقيد

إنّما .. إل مش طبيعي

إنّه بتكوني ف حريقة

وتدّعي إنّك جليد

يما طبيعي الوضع؟

واقفة ع راس الجبل

وانت بجبل تاني

لمّا هواك القوي

طيّرلي فستاني

وهْربْتْ خلف الجبل

بشْرود غزلاني

واحمرّ خدّ الورد

خبّيته برداني

ضحْكنْ صبايا العرب

منّي ومن شاني

قالنْلي يا هل ترا المزيونة عشقاني؟

ما دْريت شو جاوبت

واهتزّ وجداني

وعْملْت حالي بلمّ

عقْدي وتركاني

لما وقع وانفرط

حبّات رمّاني

يمّا طبيعي الوضع؟

ولّا آني عيّاني؟

قلب المحب

قلب المحب كما الوطن

يقسو عتابا حين يمعن في العقوق صغاره

لكنه يبقى الأحن

فنجان قهوة

اشرب حبيبي قهوتك

يا ريت انا الفنجان

قالوا الصراحة

قالوا الصراحة اختفت

والصادقين ندرة

قلت ال يحب مستحيل

يكذب ولا مرة

انسيت طعم النوم

إنْسيت طعم النوم

وانتي على بالي

مدري الحلو زعلان

ولّا مثل حالي

شو هالحلا

قاللها شو هالحلا

قالت عينيك أحلى

قاللها ظلّي اضحكي

خلّي العمر يحلى

وابتسمي بلكي القدر

يجمعنا في رحلَة

سكْتتْ وغاب القمر

والليل صار كحلَة

صارت نجوم السما

نحلة ورا نحلَة

قال المثل

ما اسْمِعْتْ شو قال المثل يا خال؟

مش كل من ركب الخيول خيّال

ومش كل من في المختبر قالوا ذكر .. رِجّال

بين الذكورة والرجولة وديان وِجْبال

اللي انكتب ع اللوح

اللّي انكتب ع اللّوح

لا بدّْ يوم يْصير

واللي في صدري روح

لا بدّْ يوم تْطير

مَدْري لَمِيت البوح

مرمي بقاع البير

ومدري طيور الدّوح

بتغنّي أو بتنوح

ومدري أنا المذبوح

سجّان ولّا أسير

روايات

في حب بس مش حب

واشيا كتيرة حب

يحرق حريش القلب

شو بكتب روايات

خائفون

معظم الناس لا يحققون أهدافهم ليس لأنهم عاجزون وإنما لأنهم خائفون من العجز

كله رايح

انا مش بقول انّ الحياة حلوة وآخر انسجام

واعرف كمان انّ الحلاوة بتنتهي بطعم المرارة .. والدّمِع متخبّي خلف الابتسام

لكن ي صاحبي اوعى تنسى انّ عمرك هوّ عمرك .. والحلال ابن الحرام

اضحك وعيش ..

واكسر قوانين المرور ..

واكتب بلا تزويق وخربش .. كلّه يا صاحبي ح يتمدّد ف جورة .. إللّي قضّى الدّنيا صاحي واللّي قضّاها منام

أصلا عادي

أصلا عادي ..

مش اوّل مرّة بينهان الأردنّي في نصّ بلادي

ويتكرّم مرّاق الوادي

ي نسور

ي نسور ليش السكوت

والأردن بينهان

ي نسور والله الوطن

أغلى من العربان

واللي الكرامة معه

أغنى من اسليمان

وينك ي وصفي الشهيد

ترفع علم عمّان

درة بجبين العرب

من شرقها لتطوان

خدك ي أردن

خدك ي أردن ما انخلق

ت يهينه ظيف الدار

اللي نسي شلون الظيوف

إبتحفظ المقدار

ولكو وإذا الأردن فقير

أُو إنتم الدولار؟

الأردن سراج الظيا

وِنتو عليه شحبار

مخنوق

شبابيك الهوا انسدّت

م تسألنيش لويش مخنوق

ي تفتحها .. ي أكسرها

ولا تعتب على محروق

إذا صيّح ودبّ الصّوت

وطفّى ناره للمعشوق

ولك حتّى الذّهب يرخص

إذا ما ظلّْ هوى في السوق

ليش القلق

قالتلي إمي زمان

في غابر الأيام:

”يا إمي ليش القلق

والرب ما بينام

وبيتِ السَّبِعْ يا ميمتي

ما يخلا من لِعْظامْ“

خليني متفائل

حتى ولو كزبة

خليني متْفائل

ما بدي تعطوني

رتبة ولد عاقل

خليني متوهم

إنها بدباديبي

بتموت وب تحيا

بتقرا مكاتيبي

شو يعني راح يفرق

ترتيب هاد الكون

لو كنت انا العاقل

او كنت انا المجنون!

يمه

يمّه الجواب نفس السؤال

بس الحروف مربعة

ويمّه الوطن تابوت عمودي والبراغي مخلعة

والحب .. خدعة .. والحبيبة بالخداع مبدعة

طنش تعش وستنتعش

وانسى ال(قِفا) وال (أدمعا)

لما قلبك

لما قلبك يبقى أقسى ..

من جلاميد الحجر

ولما يبقى الكذْب عندك ..

مثْل زخات المطر

ولما توقع كل اوراق الأجندة ..

(يعني رزنامة حياتي) ..

مثل أوراق الشجر

شيء طبيعي ..

انو كل الحب يتحول لدودة ..

مقرفة بتاكل حشاشات البشر

لسه بدري

لسّه بدري، يا ملاك الموت، مجيّك، لسّه بدري

لسّه كام ضحكة شقاوة مخبّية جوّات صدري

ولسّه في بعض الصّبايا لما بتشوفني بتتلبّك وتجري

إنت مستعجل ع شو يا الموت ترا ما يزيد أبد عمرك بعمري

عند الكرامة

هوه صحيح انه العمر يا صاحبي مش بعزقة

وبرضو صحيح انه العباية موصلة ومرقعة

وانو الفلافل والخبز صاروا حلم ..

ليلة بنحلم بيه وبيهرب وراها اربعة

لكن ي باشا إوعى تنسى انه بعض الناس

عند الكرامة تدوس أتخنها شنب واللي معا

نواب نوايب

نواب نوايب .. والوزارة حاملة للاوزار

ولولا الشعب ع المسطرة .. ما صار يللي صار

ربك بيغير بس للي تغيروا ..

سبحانه ربي الواحد القهار

نذرن عليي

اللي معك واللي معي

ع النص قاسمناه

والبسمة والضحكات

واللي بتتمناه

يا رب خليلي الحبيب

واجعلني في يمناه

ونذرن عليي لطوف

حوله سبعمية

ما كانش العشم

تغير كلامك .. ما كانش العشم

وتنسى الوعود والعهود والقسم

وترجع تماماً كمن كان قبلك

مجرد وجودك سبب للألم

ويهتف بإسمك نشيد البلاد

وترسلمي صورتك في وسط العلم

تسلط كلابك ع شعبك وتحلم

بإن انت راعي وإنا الغنم

أنا مش حزين

أنا مش حزين ومش ح اكون

واللي فِضِل في القلْبِ مش أكتر مِنِ شْويّة جنون

شْويّة جنون صْغنّنين

ييجوا بْشكِلْ عادي ورزين

أدّيها حبّة أسبرين

واضحك واقولّه يا معين

والله إنّي مش حزين ومش ح اكون

ميهمّنيش أبدا تكونوا مكدّبين

او نصّ نصّ مكدّبين ومصدّقين

وانتي اللي كنتي فْ يوم أحلامي

وآمالي

وأنغامي

وموّالي

بقيتي مش أكتر من شويّة رماد

باردة ومنسيّة ف كانون

تحت زخ المطر

نفسي اصارحه إنما

برجع بفضّي المحتوى

ونفسي تحت زخ المطر

نركض ونتبلل سوا

واسكر ويسكر بالهوى

وننسى وجع برد الهوا

مو كل من صابوا وجع

يركض ويسأل عن دوا

يا رب

‎نيّال مين امّو معو

ويا ربّ خلّيها

ويا ربّ إرحملي انا

إمّي وعلّيها‎

بنت العم

ي بنت العم مني تشذاب

ولا من طبعي اتزلف

وقلبتش يدري بالموظوع

ولكن يعرف ويحرف

ومرجوعتش فِ حظني هون

مهما جناحتش يرفرف

ظربتيني وذرفتي دموع

وسبقتيني وظربتي الدف

وقلتي الخاين الغدار

قتلني وايده ما ترجف

عطر وأنوثة

ليس عطرك ما يثير جنوني

إنها رائحة الأنوثة ..

التي تخترق المسافات

سندريلا

.. وكانت سندريلا ذكية حين تركت فردة حذائها تفلت من رجلها .. فالحذاء كان من الذهب المرصع بالجواهر الثمينة .. وأي رجل كان سيبذل المستحيل للحصول على الفردة الثانية .. بما في ذلك ان يتزوج صاحبة الحذاء

لما سبتيني لحالي

مش ضروري تقولي عنتر

او ابو زيد الهلالي

ومش ضروري تقولي حاتم

وصيته طالع في العلالي

كله بيمثل ع كله

كله بتسلى تسالي

كان ضميرك لسه عايش

لما سبتيني لحالي؟

بحاول أغفرلك

بحاول أغفرلك .. مش قادر

بحاول أنسى .. وبفضل فاكر

إنتي جريمة ح تفضل عايشة

جوه القلب .. مع اني بكابر

غرباء

نحن يا سيدتي ..

كراكبَين في قطارَين ..

متعاكسَين في الاتجاه

التقت عيوننا للحظات ..

لم تكن كافية ..

حتى لتبادل الابتسام

وحدة

فجأة يختفون

فتصبح دنياك تماما كمدينة ضربها إعصار

وصارت شوارعها خاوية ..

إلا من قطط الشوارع ..

وحاويات القمامة المقلوبة

تردد

وكم كان يهم بطرح السؤال ..

فيتراجع ..

لئلا يكون الجواب ..

على غير ما يشتهي ويرجو

ربما

ربما

في عالم آخر ..

غير هذا العالم

ربما

خاتمان

وعندما تصافحنا ..

تلامس خاتمان ..

لا يشبه أي منهما صاحبه

ننتظر اللا شيء

الذين كنا نركض اليهم

فيحتضنوننا بحنان

ويمسحون بأكفهم على خدودنا ورؤوسنا

صاروا مجرد ذكرى

والذين كانوا يركضون الينا

فنحتضنهم بحنان

ونمسح بأكفنا على خدودهم ورؤوسهم

يعيشون بعيدا عنا

وها نحن

ننتظر اللا شيء

انطفاء

أعطى عود الثقاب ناره للشمعة ..

الشمعة التي لم تكلف نفسها ..

حتى أن تقول له:

”شكرا يا صديقي“

هل يفسر ذلك سبب انطفائه؟

روابط

عندما يصبح ..

كل ما يربطك بمكان ما ..

شيئا من الماضي ..

لا يعود أمامك ..

سوى الاستعداد للرحيل