منذ أن (زف) لي الطبيب (بشرى) إصابتي بالسكري، وأنا أتجنب ما استطعت ال(ثري إن ون) .. وبدلا من ذلك أبحث أنا، وتبحث لي زوجتي كلما ذهبت للتسوق (على القبضة)، عن أخيه الأصغر (تو إن ون) الخالي من السكر والمختفي منذ مدة من الأسواق لأسباب لا يعلمها إلا الله والذين أخفوه .. ولكن ذلك لا علاقة له بالقصة .. فهي لا علاقة لها بالسكري لا من قريب ولا من بعيد .. وبالإمكان شطب السطرين أعلاه من النص دون أن يتأثر، كثلاثة أرباع كلامنا العربي اليعربي، منذ أيام داحس والغبراء، إلى أيام داعش والمنطقة الخضراء .. فالهذر صفة عربية أصيلة عصية على الزوال ..
المهم .. ما علينا .. (نخش في الموضوع بأى وكفاية رغي) .. الموضوع، بكل بساطة، أن رمضان القادم هذا العام في (عز دين الشوب)، بدأت ملامحه في الظهور، فمحلات السوبرماركت بدأت منذ الآن في إخفاء بعض السلع، أقصد السلع المطلوبة في رمضان، لكي تظهرها (بالضبط) عندما يظهر فضيلة قاضي القضاة على شاشة التلفزيون ليعلن بعد مقدمة تستغرق ربع ساعة (إذا مش أكثر) أننا راقبنا الهلال ولم نره، لأن رؤيته متعذرة ومستحيلة فلكياً .. (ومع ذلك) (أعلن أن غداً هو اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تضامنا مع السعودية - تحديداً - .. فكل عام وأنتم والأمتين العربية والإسلامية بخير) .. ولكن تلك السلع (طبعاً) ستظهر عليها (لابلات) بأسعار تتناسب مع (شهر الخير والعبادة والطاعات والقرب من الله) ..
عندها .. سننطلق (إذا كان الراتب وصل) إلى الأسواق .. ولأن رمضان كريم .. كريم إلى درجة الهبل الحاتمي الشهير .. لنخرج كل ما في جيوبنا .. ليستقر (بكل خشوع) في جيوب التجار .. بكرم يرفع سعر أي سلعة (لم تنفق) قبله و (لن تنفق) بعده - لرداءتها - إلى أربعة أضعاف سعرها الأصلي .. تدفعه وانت (بتلف السبع لفات) ..