2014/06/02

مصطفى مراد

مساء الأربعاء 3 / 7 / 2013 توفي مصطفى مراد .. علمت بالخبر بعد يوم أو يومين من عمر علوي ناسنا .. في البداية صعقت ولم أصدق ..

- مش ممكن .. هذا الخبر مستحيل يكون صحيح

- نتمنى أن لا يكون صحيحاً يا محمد .. ولكنني قرأت الخبر في صحيفة محلية تصدر هناك ..هل لديك رقم بيته لأتصل بأحد من عائلته؟

اتصلت بعبد الرحمن مساعد أبو جلال .. أخذت منه رقم تلفون بيت مصطفى وأعطيته لعمر

- سأتصل لأستفسر وأرجو أن لا يكون الخبر صحيحاً

ولكنه عاد بعد قليل ليؤكد:

- الخبر صحيح يا محمد .. اتصلت ببيته ورد علي أحد أفراد أسرته وأكد لي الخبر .. إنها مصيبة يا محمد .. مصيبة فادحة ..

أوجعني الخبر فبكيت .. بكيت مرتين: مرة لأن مصطفى مات .. ومرة لأنه مات ونحن في قطيعة امتدت خمسة عشر شهراً ..

بكيت لأن سبباً تافهاً أدى لقطيعة بين قلبين ما كان ينبغي أن يفترقا لحظة واحدة ..

أكد لي أبو جلال الخبر .. فقد اتصل بدوره ببيت أبو مراد ..

قال لي عمر: ألا تعود للمنتدى؟

- اسكت يا عمر .. اسكت .. أرجوك

كنت أبكي .. كيف أدخل مكاناً كل ما فيه يذكرني بحبيبي الذي لن يعود؟

اليوم 2 / 6 / 2014 دخلت المنتدى زائراً .. شيء ما دفعني للدخول إلى ركنيه المفضلين: ركن القصة .. وركن التخبيص .. سمعت ضحكاته .. مداعباته .. حزنه .. يأسه .. غضبه .. ثورته العارمة ..

قلت له: كيفك يا ختيار؟

تفاجأ بصوتي فهتف: محمد؟ وينك يا صديقي؟ كنت عارف ومتأكد إنك راجع ..

- لا يا مصطفى .. لن أعود إلى مكان لن تعود إليه أنت

- ليش جيت لكان؟

- لإني اشتقتلك

- وأنا كمان اشتقتلك يا محمد

- مسامحني يا مصطفى؟

لم يستطع أن يداري ابتسامة ملأت وجهه رغماً عنه ..

- بسامحك إذا عملت 23 مشاركة .. روح لركن القصة .. إترك الصفحة الأولى وشوف شغلك في الصفحتين الثانية والثالثة ..

- مش رايح .. قلتلك جاي عشان اشتقتلك انت وبس ..

- ولك يللا روح هز طيزك .. أنا تعبان ورايح أنام

- يحرق حريشك يا مصطفى .. بعده لسانك متبري منك؟

ضحك .. وانتصب واقفاً على قدميه .. فصعقت

- بس يا مصطفى؟ مش إنتَ ..؟

- أنا شو؟

- قصدي .. رجليك ..

ضحك مرة أخرى ..

- رجعولي .. شايف ما أحلاهم؟ فشرت أحلا رقاصة يكون عندها رجلين زيهم

- بس كيف؟

- مش شغلك .. هاي شغلة بيني وبين ألله ..

ثم عاد ليقول لي ما بين الأمر والرجاء:

- محمد انا تعبان وبدي أروح أنام .. تعبان يا محمد .. تعبااااااااان .. دير بالك ع المنتدى بغيابي

- قلتلك مش راجع ..

اصطنع الغضب .. أو لعله غضب فعلاً

- لطيزي

- هع

- هعين

- سلام يا صديقي

- سلام .. وسلملي على عمر، وابو جلال، والحمار، والحمار الثاني ..

- والصبايا يا مصطفى؟

- راس الكوم يا محمد

نهضت واقفاً .. اقتربت منه لكي أعانقه مودعاً .. ولكنه اختفى فجأة كما ظهر فجأة.