- شو هاظ يا ستي؟
- هاظ؟ هاظ مصباح علاء الدين يا ستي.
- مين علاء الدين؟
- علاء الدين؟ .. هاظ يا ستي .. الزلمة اللي بالحتشاية
كنت أعلم أن (الحتشاية) هي (الحكاية) .. وكنت أعلم أن خالاتي وعماتي وكل أهل البلد يسمونها (الخريفية) ..
- خرفيني اياها يا ستي.
- صحيح انك كلك غلبة .. حل عن سماي مش فاظيتلك هسه
لم تقل لي ستي (كثير غلبة) .. بل (كلك غلبة) ..
لم أسمع ستي أبداً تنطق حرف الراء .. وكانت تتجنب بعبقرية لا ينكرها أحد أي كلمة فيها حرف الراء .. وكانت تستطيع أن تدبر حالها بكلمة بديلة أو أكثر تخلو من حرف الراء .. قبل زواج أمي من أبي (في فترة الخطوبة) كانت تناديه (ابن الشيخ خليل الوسطاني)، أما بعد زواجه فأضافت إلى خياراتها أن تسميه (جوز هدى)، وبعد أن (شرفت) أنا صارت تسميه (أبو محمد) ..
* * * * * * *
كانت ستي تعيش لوحدها في (البلد) .. فقد ترملت سنة 48 .. وكان زوجها (سيدي) خيّالاً .. صورته وهو على الفرس (والبارودة معلقة على كتفه) لا تزال معلقة على الحائط في (صدر الدار)، زوجت بناتها وسافر أولادها إلى ألمانيا طلباً للرزق فظلت وحيدة تنتظر زيارات بناتها وأولادها في الأعياد والمناسبات .. وخاصة من تعيش منهن في بلد بعيد كأمي ..
* * * * * * *
ما علينا .. أعجبني ذلك المصباح .. وأعجبني أكثر (فستانه) المشغول من الخرز الصغير الملون .. ألوان كثيرة بلون قوس قزح .. حمراء .. بيضاء .. صفراء .. زرقاء .. خضراء .. وكانت ستي تلبس المصباح ذلك الفستان كل يوم صباحاً بعد أن (تحممه) وتغسل زجاجته .. قررت أن أحصل عليه بأي طريقة ..
- ستي؟
- آه يا ستي؟
- إعطيني إياه.
- شو هو اللي بدك أعطيك إياه؟
- مصباح علاء الدين
- تا تطول (= تكبر) بعطيك اياه ..
* * * * * * *
قررت أن أكبر بسرعة لأحصل على مصباح علاء الدين .. دخلت إلى البيت وفتحت (الشنتة) وأخرجت أحد بنطلونات أبي ولبسته بدلاً من الشورت القصير الذي كنت ألبسه .. كان البنطلون واسعاً وطويلاً ولكنني أقنعت نفسي أنها ستصدقني
- ستي ..
- أه يا ستي؟
- هيني كبرت .. إعطيني إياه ..
- ولك شو اللي أعطيك إياه؟
وبعدين مع هال(ستي) هاي؟
- مصباح علاء الدين يا ستي!
- يا منعون الخواص (= يا حريك الحرسي .. ولكن بلغة ستي المعادية لحرف الراء) .. ولك حل عن سماي كلتلك ..
حليت عن سماها .. ولكنني - إلى الآن - أحلم بالحصول على مصباح علاء الدين و(فستانه) المشغول من الخرز الصغير الملون .. بألوان قوس قزح ..