خرجت اليوم صباحاً من شقتي للذهاب الى العمل، كعادتي كل يوم .. التقت عيناي بعيني جاري (الباب قبال الباب) .. تبادلنا التحية الصباحية المعتادة التي تتبادلها مع جارك ويجب بعدها أن ينظر كل منكما في اتجاه آخر .. إلا أنه عاد ليحدق بي .. نظرت إلى ملابسي .. لم أنس نفسي بالبيجاما أو (الحفاية) .. لا ألبس جرابات (كل فردة لون) .. (طيب ليش هالنظرات الغريبة) ..
لَيْسَ .. نزلت من العمارة .. التقت عيناي بعيني جاري في العمارة الأخرى الملاصقة لعمارتنا (الحيط بالحيط) .. تبادلنا التحية الصباحية المعتادة التي تتبادلها مع جارك ويجب بعدها أن ينظر كل منكما في اتجاه آخر .. إلا أنه عاد ليحدق بي .. اللعنة! ما هذا؟ لم هذه النظرات الغريبة أيضاً .. تفقدت (حالي) من الأمام ومن الخلف .. القميص في مكانه الطبيعي داخل البنطلون .. الحزام أيضاً في مكانه ووضعه الطبيعيين .. (لا يكون سحاب البنطلون مفتوح والدكانة مشرعة أبوابها؟) ولكن .. لا .. السحاب (مسكر) و (الدكانة) في أمن وأمان لا يشوبهما شائبة .. نزلت الدرج المؤدي من حارتنا إلى الشارع الرئيسي .. نظر إلي جار آخر ليس بيني بينه حتى الـ(مرحبا) بسبب خلافات قديمة على مواقف السيارات في (الباركنج) .. نفس النظرات! كدت أوقفه وأمسك بتلابيبه وأسأله عن سر تلك النظرات ولكنني تمالكت نفسي .. انتهى الدرج الطويل بدرجاته الستين أو السبعين .. وها أنا أخيرا على رصيف الشارع الرئيسي .. وقفت بقرب الحاوية لأنتظر اللحظة المناسبة لقطع الشارع، عندما سمعت صوت عامل النظافة الذي يقف قرب الحاوية ..
- صباح الخير يا أستاذ!
التفتّ إليه .. نفس النظرات الغريبة والمستغربة ..
- صباح النور (يا سيدي)!
قلتها وقد بدأت أعصابي تتفلت مني استعداداً لمعركة .. (كلامية طبعاً) .. قلتها بصيغة استفهامية .. بلهجة لا تحمل إلا معنى واحداً .. فقط لا غير .. (ممكن أفهم شو سر هالنظرات ع هالصبح يا حَوَشْ؟) ويبدو أنه فهم ذلك المعنى الأوحد الذي لا يمكن أن تحمل تصبيحتي عليه معنىً غيره ..
- أمال فين كيس الزبالة بتاع كل يوم يا سعادة البيه؟