2009/11/05

وفي رواية أخرى ..

قال أكثرهم: عندما جروه إلى المقصلة، لم تحمله قدماه، فحملوه حملا.

وقال عدد أقل قليلا: عندما اقتادوه إلى المقصلة، أغمض عينيه، وتمتم شيئا ما، ولكنه كان رابط الجأش.

وقال عدد قليل ممن يجلسون في وسط القاعة: عندما ذهب معهم إلى المقصلة، كان هادئا مبتسما، ومازح جلاديه الذين قالوا له: ”نحن آسفون يا سيدي .. ولكنه الواجب وأكل العيش“.

ولكن سيدة همست لي: عندما أخبروه أن لحظة تنفيذ حكم الإعدام قد حانت، سبقهم إلى المقصلة، وقال ضاحكا لمن حوله من الجلادين: ”قولوا لسادتكم، ممن أقنعوكم أنهم آلهة، إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم“ .. ووضع رقبته في المكان الذي ستهوي عليه شفرة المقصلة، وضغط بإصبعه الوسطى على الزر.

وعندما تلفت صوبها اختفت بين غابات العباءات السوداء.

2009/10/22

الورقة

في الطريق إلى العمل كل صباح ومساء ترى نظرات الاهتمام في عيون سائقي سيارات الأجرة والركاب والمشاة ..

وفي مقر عملها ترمقها عيون الجميع من المدير إلى الفراش مرورا بجميع زملائها ..

أما هناك .. في بيتها .. فيضطجع هو على الأريكة الطويلة في غرفة الجلوس .. وعيناه تتجنبان النظر إليها .. وتحملقان في شاشة التلفاز ..

* * * * * * *

في العديد من الصباحات تصادف مروره في ذات الوقت الذي تكون فيه واقفة في ذات المكان تنتظر سيارة سرفيس توصلها إلى مكان عملها ..

وفي العديد من المرات تصادف أن يكون المقعد الفارغ هو المقعد الأمامي .. على يمينه ..

ثم .. لم تعد تلك مصادفة ..

وفي واحد من تلك الصباحات .. ناولته ورقة الدينار ليقتطع منها الأجرة ..وحين أعاد لها الباقي .. لمست يده يدها .. فسرت في جسدها رعدة هزت كيانها ..

- ”آسف“ قال لها ..

لم تستطع الإجابة ..

لمح صفحة وجهها فرآها تنظر إلى اللاشيء طوال ما تبقى من الطريق ..

ولمحت صفحة وجهه فرأته يرتجف ..

- ”هل كانت مصادفة؟“ .. تساءلت بينها وبين نفسها ..

- ”هل كانت مصادفة؟“ .. تساءل بينه وبين نفسه ..

وحين وصلت مقر عملها .. وقبل أن تنزل .. تلاقت عيونهما للحظة .. كانت كافية.

- ”ثمة شيء ما!“ .. فكرت هي.

وفكر هو: ”ثمة شيء ما!“ .

* * * * * * *

نزل آخر ركابه عند نهاية الخط ..

تراكض عليه المنتظرون في الطابور فاعتذر منهم: ”مش طالع يا شباب!“. تركوه متبرمين وسرعان ما جاءت سيارة سرفيس أخرى فتراكضوا نحوها.

أوقف سيارته في مكان قريب في ظل شجرة بعيدا عن طابور المنتظرين .. نزل منها وسار باتجاه مطعم هاشم ..

اختار طاولة فارغة في أول الدخلة وجلس.

جاءه الشاب مبتسما وسأله: ”كالعادة مثل كل يوم؟“ هز رأسه بالإيجاب.

أحضر له صحن الحمص والفلافل وصحن السرفيس وكاسة شاي كبيرة ..

مد يده إلى صحن السرفيس عدة مرات ولكنه كان يمنع نفسه في كل مرة ..

- ”ما بيصير تشم ريحة البصل إذا روحت معي اليوم“ .

* * * * * * *

جلست على أحد المقاعد في صالة انتظار المراجعين تلتقط أنفاسها بصعوبة .. فمن جهة كان صعود الدرج من الطابق الأرضي إلى الطابق الثالث حيث مختبر الفحوصات الطبية قد هدها جسديا .. ومن جهة أخرى كان القلق من النتيجة قد دمر أعصابها ..

- ”أهلا ست ..؟“ قالت موظفة المختبر وهي تبتسم .. وكان واضحا أنها تطلب من المراجعة أن تذكر اسمها ..

نطقت اسمها بين أنفاسها اللاهثة .. فدخلت الموظفة إلى حجرة أخرى وعادت بعد قليل ومعها مغلف كتب عليه اسمها واسم الطبيبة التي كانت قد حولتها إلى المختبر لإجراء الفحوصات ..

- ”طمنيني!“

- ”ح تخبرك الدكتورة لما تشوفيها“

- ”يعني قمحة أو شعيرة؟“

- ”لا تقلقي .. ما بقدر أحكيلك أي إشي .. ح تخبرك الدكتورة“

كانت لهجتها صارمة جدا بشكل أنهى لدى المراجعة أي أمل في الحصول على أية معلومة ..

* * * * * * *

عصر ذلك اليوم كانت في عيادة الطبيبة ..

- ”الدكتورة موجودة؟“

- ”نعم موجودة. استريحي شوية بليز. عندها مريضة تانية .. ح أدخلك بعد ما تطلع مباشرة“

بعد خمس عشرة دقيقة طوال خرجت المريضة الثانية .. فأشارت لها السكرتيرة بالدخول ..

- ”مرحبا دكتورة“

- ”أهلا حبيبتي“

- ”جبت النتيجة“

- ”فرجيني أشوف“

أخذت الطبيبة المغلف وفتحته .. وضعت نظاراتها على عينيها. وكانت عينا المريضة تتابعان بقلق عيني الطبيبة وهما تنتقلان بين كلمات السطور.

- ”مبروك“ قالت الطبيبة مبتسمة.

- ”والله؟“ صاحت بلهفة وهي لا تصدق نفسها

- ”والله!“ ردت الدكتورة وهي تبتسم ابتسامة واثقة.

ولكنها تابعت بعد سكوت .. ”من خبرتي في الحالات اللي زي هيك الزلمة ما بيصدق نتائج الفحوصات إذا كانت مش في مصلحته. لازم تلاقي طريقة لإقناعه إنه لازم يراجع أخصائي ويعمل الفحوصات اللازمة وياخد العلاج. أنت سليمة وما فيكي شي والباقي على جوزك“

خرجت من عيادة الطبيبة وهي تفكر كيف ستنقل الخبر إليه وكيف ستستطيع أن تقنعه بما طلبته الطبيبة

* * * * * * *

تنحنحت عدة مرات لتستجمع شجاعتها .. من لحظة دخوله البيت عائدا من عمله في ساعة متأخرة كعادته وهي تحاول أن تستجمع شجاعتها لتفتح معه الموضوع .. وأخيرا خرج صوتها مرتجفا خافتا كأنه ليس منها:

- ”كنت اليوم عند الدكتورة ..“

وبعد أن أكملت هذه الجملة مباشرة أصابها الرعب وندمت ولكن ما حصل قد حصل وليس باستطاعتها أن تمحو الصوت الذي خرج من فمها كما لو كان مكتوبا بقلم رصاص على ورقة ..

لم ينبس ببنت شفة .. نظر إليها لثوان وكأنه يطلب منها أن تكمل ما بدأته ولكنه سرعان ما أزاح نظره عنها وتشاغل بمتابعة ما يعرض على شاشة التلفاز ..

استمر صمت كأنه دهر .. آه كم يستفزها ويغضبها صمته .. استمدت من غضبها بعض الشجاعة لتقول

- ”أرجوك إحنا لازم نحكي“

- ”إحكي .. مين مانعك؟“

- ”كنت اليوم عند الدكتورة ..“

- ”قلتيها قبل شوي وسمعتك“

- ”طيب ليش عملت حالك مش سامعني؟“

- ”إحكي اللي بدك تحكيه وخلصيني .. تعبان وبدي أنام“

- ”طيب .. اسمعني .. الدكتورة بتقول أنا سليمة وبقدر أخلف“

- ”طيب؟“

قالها بعصبية فتمنت لو أن الأرض انشقت وابتلعتها .. ولكن ما حصل حصل ولا مجال للتراجع ..

- ”حبيبي لازم انت تفحص وتشوف دكتور .. يمكن عندك شوية ضعف .. بتتعالج وكل شي بيصير تمام .. يا حبيبي!“

احمر وجهه وصاح بصوت كأنه الرعد:

- ”اخرسي! أنا ما بشكي من شي“

- ”يا حبيبي أنا ما قلت إنك بتشكي من شي .. أنا قلت إذا عندك شي بتتعالج“

- ”قلتلك ما عندي شي“

ثم بصوت كله استهزاء وسخرية: ”مش بكون زي الثور لما بنام معك؟“

- ”الدكتورة بتقول مو شرط .. يمكن عندك ضعف بـ .. انت فاهم ..“

- ”مش رايح“

- ”لازم تروح“

- ”شو ناقصك؟“

- ”بدي أخلف .. الجارات أكلوا وجهي .. ما في قعدة إلا بيجيبوا سيرة الخلفة وبيبلشوا يرموا كلام إنو أنا ما بقدر أخلف“

- ”اللي بقولك هاد الكلام ما بيفهمش .. لا تختلطي بيهم“

- ”إمك وخواتك بيقولوا نفس الكلام“

سكت .. أغمض عينيه كأنه نائم ..

- ”لا تنام .. ما خلصنا حكي“

- ”مبلا خلصنا“

- ”لأ ما خلصنا .. من حقي أطلب منك هالشي .. قوم لا تعمل حالك نايم .. وفي كمان موضوع تاني لازم نحكي فيه“

- ”موضوع شو؟ خير انشالله؟“

- ”بدي أكمل دراستي“

- ”أهلن أهلااااااااااااان! يا حبيبي! أكيد إمك رجعت تلعب براسك“

- ”إمي ما إلها دخل .. أنت لما أخذتني بابا شرط عليك تسمحلي أكمل دراستي وانت وافقت“

- ”أبوكي ألله يرحمه“

- ”شو يعني؟“

- ”يعني تكميل دراسة ما في“

- ”بس انت وعدت بابا“

- ”وعدت ورجعت بكلامي“

- ”ما بيصير“

- ”مبلا بيصير“

- ”لأ ما بيصير .. الزلمة بيرتبط من لسانه“

- ”أنا زلمة غصب عنك وعن اللي جابوكي وله“

- ”وصلني ع دار أهلي“

- ”ما راح تطلعي من هالبيت“

- ”مبلا طالعة .. وما راح أدخل هالبيت مرة تانية .. ليش هوي هاد بيت؟ حاسبو عليي بيت يا محترم؟ لما تصير زلمة بتعرف دار أهلي“

- ”انتي من زمان بتكرهي أهلي .. ما بدك تعيشي معهم .. والله والله والله لو يطلع براسك شجرة ما بيصير اللي براسك“

- ”إذن طلقني“

- ”نعم نعم نعم .. شو تفضلتي؟ تفكريني أهبل ومش عارف نيتك انتي وإمك .. بدك اياني أطلقك عشان تروحيله مش هيك؟ طلاق ما في .. واللي في راسك انسيه ولا عمرك تحلمي فيه“

- ”وصلني عند دار أهلي“

- ”بتعرفي الطريق لحالك“

- ”بس الدنيا نص ليل!“

- ”نص ليل ولا نص خرا .. اقلبي وجهك لحالك أو بتنادي حدا من إخوانك ييجي ياخدك“

دخلت غرفة النوم .. وضعت بعض ملابسها وأغراضها الضرورية في حقيبة صغيرة .. فتحت الباب .. وابتلعها الظلام

* * * * * * *

لم تطل إقامتها في بيت أهلها .. فقد أفهمت بكل الطرق الصامتة أن وجودها غير مرحب به .. وأن عليها أن تعود بأسرع ما يمكن إلى بيت زوجها. وأصبح كل أملها أن يتصل بها .. ستعاتبه .. وسيعتذر .. وسينتهي كل شيء .. هكذا كانت تمني نفسها .. وفي اليوم السابع دخلت أمها عليها غرفتها .. فهمت من نظرات عينيها أن ثمة أمر خطير تريد إخبارها به ..

- ”أهلا ماما .. هاتي اللي عندك“

- ”مش عارفة شو بدي أحكي“

- ”إحكي ماما ولا تخافي .. صرت متوقعة أي شي“

- ”ماما الناس بتحكي إنو إمه بتدورله على عروس .. وأنا شايفة أحسن شي تتفاهمي معه وتلمي الموضوع بسرعة قبل ما يتطور ونقول يا ريت اللي جرى ما كان“

- ”طيب ماما مش مفروض ع الأقل يتصل ويعتذر؟“

- ”ماما إفرضي ما اتصل ولا اعتذر؟ بتخربي بيتك بإيدك؟ ماما البنت ما إلها إلا بيت جوزها ..“

- ”بس يا ماما ..“

- ”اسمعي مني ألله يرضى عليكي .. شو ما كان الوضع بيت جوزك أولى بيكي“

- ”بس يا ماما ..“

- ”لا تبسبسي ولا عبالك .. أنا قلت اللي عندي وإنتي حرة .. لا تلوميني بعدين إني ما حذرتك!“

* * * * * * *

في تلك الليلة لم تنم .. تذكرت كل تفاصيل حياتها معه .. استعرضت كل التفاصيل الصغيرة كأنها شريط الأخبار المتحرك في أسفل شاشة تلفاز ..

وفي الصباح اتصلت هي به ..

- ”شو بدك؟“

- ”ليش ما إجيت؟“

- ”وليش آجي؟“

- ”عشان نتفاهم“

- ”ارجعي ع بيتك وبعدين بنتفاهم“

- ”طيب تعال خدني“

- ”ليش إنتي ما بتعرفي الطريق؟“

- ”مبلا .. بس الأصول انت تيجي تاخدني“

- ”مش جاي .. بدك ترجعي ع بيتك البيت مفتوح .. ما بدك انتي حرة“

وأقفل الموبايل ..

* * * * * * *

في نفس الليلة عادت .. عادت لأنها كان يجب أن تعود .. لم يعتذر .. لم يعد بأي شيء .. .. عادت لوحدها كما خرجت لوحدها .. وعندما دخلت كان هو هناك .. مضطجعا على الأريكة الطويلة في غرفة الجلوس .. وعيناه تتجنبان النظر إليها .. وتحملقان في شاشة التلفاز ..

وفي تلك الليلة أيضا كان عنيفا أكثر من أي مرة أخرى .. وكالعادة لم يقبلها .. وكالعادة لم يقل لها أي كلمة حب أو غزل أو إطراء .. وكالعادة لم يعرف من طقوس المجامعة إلا الإيلاج فالانتهاء السريع بلا أي مراعاة لأي شيء .. وكالعادة سرعان ما انقلب على ظهره لاهثا ثم غط في نوم عميق ..

إذن هي نهاية كل أمل لها في أن تضم بين ذراعيها فلذة كبدها .. وهي نهاية كل أمل في أن تكمل دراستها .. ذلك الحلم الذي طالما نامت عليه وأفاقت عليه .. وهي نهاية كل أمل في أن يكون لها بيتها الخاص الذي تكون فيه ملكة لا يشاركها فيه أحد أي شيء ..

* * * * * * *

بعد أن استغرق في نومه العميق لم تستطع هي أن تنام في تلك الليلة

كانت تنظر إليه وتتساءل .. هل هو نفسه ذلك الذي سحرتها نظرات عينيه وارتباكه الطفولي عندما لامست كفه كفها في ذلك اليوم البعيد؟

وهل هو نفسه الذي كان حريصا عندما كان يزورها في بيت أهلها على أن لا يشرب القهوة إلا من يديها؟ وعلى أن تودعه هي بنفسها لوحدها عندما يريد الخروج .. ليضع كفها في كفه .. وليحاول أن يسترق نصف قبلة في غفلة من أهل الدار؟

إنه نفس الوجه .. ونفس الجسد ..

فأين إذن ذهبت لهفته لرؤيتها عندما كان يتصادف ركوبها في سيارة أجرة غير سيارته؟ وأين ذهبت وعوده لأبيها بأن يسمح لها بأن تكمل دراستها حتى الدكتوراة إن شاءت؟ وأين ذهبت وعوده لها بأن تكون لها مملكتها الخاصة بعيدا عن بيت أهله الذي استسمحها قبل انتقالها إليه بأن يكون ممرا لا مقرا؟

هل يعقل أن يكون هو نفسه الذي قال لها إنه لا يمكن أن يسمح لها بإكمال دراستها لأنها ستتركه لا محالة إن هي حققت طموحها؟

وهل يعقل أن يكون هو نفسه الذي كان يمنعها من الوصول إلى ما يجب أن تصل إليه أية امرأة بين ذراعي زوجها بحجة أن ليس من حقها أن تصل كما يصل ولا أن تقارن نفسها به؟

سمعت أذان الفجر فقامت وهيأت نفسها للصلاة .. صلت وعادت إلى سريرها ..

وقبل موعد استيقاظه بنصف ساعة غلبها النوم

2009/09/09

حاااااااااااااااااااااااا

كان الرجل يتصبب عرقا تحت لهيب الشمس

وكان حماره يمشي على أقل من مهله

”هذا الحمار سوف يجلطني“ .. قال الرجل لنفسه

”حاااااااااااااااااااااااا“

وضربه بمطرق الرمان على طيزه

انتبه الحمار ..شنفر أذنيه .. وبعد أن حدد قوة الضربة انطلق لا يلوي على شيء

”هييييييييييييش يا حمار يا ابن الحمار .. مش قادر ألحقك!“

2009/08/31

كوميديا سوداء

استيقظت فجأة على أصوات تبتعد .. لعلها أصوات وقع أقدامهم على الحصى. فتحت عيني فإذا ظلام دامس. ربما كانت عيناي مغطيتين بشيء ما. حاولت أن أحرك يدي لأزيح الغطاء عن وجهي فلم أستطع.

ولكن مهلا .. فليست هذه طريقتي في النوم .. فذراعاي ممدودتان على امتداد جسدي .. وكذلك ساقاي .. وأنا ممدد كمسطرة على إحدى حافتيها.

حاولت أن أرتجف من البرد. حاولت أن أتنفس. ولكن أين الهواء؟ ومن أغلق النوافذ؟ صرخت فلم أسمع صوتي .. لعله كابوس .. كثيرا ما أصابني وكان يذهب في سبيله .. سيذهب في سبيله ..

أغلقت عيني .. سمعت صوتا كالرعد .. ملأني الرعب .. سألني الصوت عدة أسئلة لم أفهم منها شيئا .. ذاكرتي ممسوحة تماما

يبدو أنه قد يئس .. لأنه توقف عن طرح الأسئلة .. وقهقه طويلا وهو يبتعد ..

2009/08/03

الخطيب الصغير

كنت في عمر أصغر قليلا من عمر صاحبك، عندما سرقت مفتاح الجامع، وأغلقته علي من الداخل، وتسلقت درجات منبر الخطيب تسلقا. ووقفت ساعة أخطب في الجمع المحتشد افتراضا في الجامع.

وعندما مللت الخطابة، وشعرت بالجوع، نزلت الدرجات التي تسلقتها واحدة واحدة. وحاولت أن أفتح الباب الذي كنت قد أغلقته فانكسر المفتاح في قفل الباب.

وعندما جاء المصلون ليصلوا الظهر، لم يستطيعوا الدخول. فصلوا في باحة الجامع.

وأحضروا حدادا ليحاول فتح قفل الباب المغلق دون أن يكسره. فمكث حتى ما بعد صلاة العصر، التي صلوها أيضا في باحة الجامع.

وعندما أنهى الحداد عمله خرجت من الجامع طيرانا، كأنني عصفور فتحوا باب القفص الذي حبسوه فيه.

ومن العجيب أن أبي لم يعاقبني على ذلك الفعل.

ولم أحاول بعد ذلك صعود أي منبر لا في جامع فارغ من المصلين ولا في جامع مليء بهم.

2009/07/21

ومرت شهور

.. ومرت شهور، كأنها دهور ..

واختفت طيور، وظهرت طيور ..

وقد توقفت في تلك الشهور عن سرد الحكايات ..

وحدثت خلال تلك الشهور أحداث وأحداث .. بعضها مضحك .. وبعضها مبكي ..

وأسررت بها لمن أثق .. وكانت قد اطلعت على ما كنت سردته من حكايات ..

فنظرت إلي نظرة استغراب واستنكار ..

وقالت لي: لم لا تحكي لنا تلك الحكايات؟ ألم تسمها حكايات لا تنتهي؟ فهل انتهت حكاياتك؟

فقلت لها إن حكاياتي هي أنا .. فلا تنتهي إلا إذا انتهيت!

فقالت لي: أعلم ذلك .. وإنما سألتك استفزازا لك وتشجيعا ..

سألتها بابتسامة ماكرة: وما لي إن فعلت؟

ضحكت ولم تجبني ..

وأظنها قد فهمت .. لأن خديها تلونتا بلون الشفق!

2009/07/15

حنان وقسوة

هل أنت أنتْ؟

أم يا ترى كانت فكنتْ؟

أتحب ضحكتها ..

إذا ضحكت ضحكت وإن بكت فورا بكيتْ؟

ألله ما أقسى الحبيبة يوم أن قالت أحبك يا الحنان وإن قسوتْ

2009/07/13

جريمة صغيرة

هذا المساء

خططت ألف مرة جريمة صغيرة

وكل مرة أهم بارتكابها

أذكر الشرطي!

والشوفير!

والشرابل الشريرة!

فأقعد عاقلا!

وأشطب النداء

2009/07/02

أسراب السنونو

السماء مليئة بعلامات الاستفهام والتعجب .. تطير كأسراب السنونو المسافرة إلى حيث الدفء واليقين ..

ولكن الأرض مليئة بحاملي بنادق الصيد .. يسقطونها واحدة واحدة ..

2009/05/12

مترددة

لأ مش أنا اللي برْسِمك

الريشة والألوان

واللي عزفلك ع الوتر

لا جن ولا إنسان

واللي كتب إسمك قلم

مش قلْب أو وجدان

واللي ندهلك مش أنا

كلْمة ع طرْف لْسان

رقْمي وْعنواني؟ صحيح!

وغْلطْت في العنوان!

2009/04/10

وهم نجوى .. مجرد وهم

• هل عندك اعتراض؟

• وهل أجرؤ على الاعتراض يا مولاتي؟

• العفو يا سيدي .. فأنت مليكي .. وتاج على رأسي

• أنا عبد مطيع بين يديك يا مليكتي

• حسنا .. فكلانا مولى وكلانا مليك .. أنت ملكي ومملوكي وأنا مليكتك ومملوكتك .. أيرضيك هذا ..؟

2009/04/07

إليك يا حبيبتي

إليكِ يا حبيبتي ..

أوجّهُ السؤالْ!

إلى متى

أظلُّ في غياهبِ الإهمالْ؟

وما الذي جنيتُ حتى صرتُ في عينيكِ آخرَ الرجالْ؟

وكيفَ يصبحُ الحبيبُ فجأةً

بحجمِ ملقطٍ معلّقٍ على الحبالْ؟

* * * * * * *

لكلِّ رمشٍ مِنْ رموشِ قطّتي

أوجّهُ السؤالْ

ما اشتقتِ لي؟

ما هدّكِ الحنينُ للوصالْ؟

ما عادَ لي

يا صاحبي

ما كانَ لي

مِنْ طاقةِ احتمالْ

أطلتُ يا شرّيرُ وقفتي

على التي

أسميتُها أطلالْ

اللهَ ما أقساكِ يا وديعتي

وما أمرَّ دمعتي

في ليلةٍ تنوءُ باحتمالِها الجبالْ

* * * * * * *

أتمنّى أنْ أستنسخَ نفسي

عدّةَ مرّاتْ

وأوزّعَني في كلِّ الطّرقاتْ

فلعلَّ .. لعلَّ .. أقولُ لعلَّ

أحداً مِنْ نُسَخي

يتمكّنُ أنْ يصطادَكِ

يا الحوريّةُ

في بحرٍ

تملؤُهُ السّمَكاتْ

* * * * * * *

حبيبتي

أعلم أنك

مثلي

تأتين متخفية

وتقفين حيث لا أستطيع رؤيتك

مثلي

تراقبين من تلقي علي تحية الصباح والمساء

وتقرئين باهتمام كل الرسائل والتعليقات

مثلي

تراقبين كل تحركاتي

وتنهين كل ليلة هذا الصداع

بابتلاع كل ما لديك من مسكنات

ثم تنامين

أحيانا على مرارة

وأحيانا على وهم سعيد

* * * * * * *

أتحدّاكِ أنْ تُنْكِري

كلُّ لاءٍ تقولينها

نَعَمٌ .. مُحْرِقَةْ

* * * * * * *

لا مانعَ عندي

إطلاقاً

أتلصّصُ مِنْ ثقْبٍ في البابِ

إذا كانتْ في البابِ ثقوبْ

* * * * * * *

هكذا هِيَ الحياةْ

تَبْدأُ بأحلامٍ كبيرةْ

ولكنَّها تصغرُ يوماً بعدَ يومْ

إلى أنْ تنتهي بحلمٍ بسيطٍ جدّاً ..

أنْ ننامَ بلا كوابيسْ!

* * * * * * *

ورغْمَ كلِّ شيءْ ..

ما زلْتُ أحبُّكِ.

تخيّلي!

* * * * * * *

كلُّ مقاييسِ الآخرينَ للجمالِ ..

لا تهمُّني!

فــ عندي مقياسٌ واحدٌ:

أنْتِ.

* * * * * * *

صباحَ الوردْ

إلامَ الصّدْ؟

أما احْترقَتْ ..

بلا نارٍ ..

حصونُكِ بعْدْ؟

* * * * * * *

حينَ أراجِعُ نفسي

أجدُ أنَّ سببَ كلِّ خلافاتِنا

أنّكِ لَمْ تقرئي جيّداً

قصّةَ ليلى والذّئْبْ!

* * * * * * *

هلْ هُوَ مَوسمُ تبديلِ جلودِ الثّعابينْ؟

مجرّدُ سؤالٍ بريءْ!

* * * * * * *

اعتذارْ:

كلُّ الذّئابِ بريئةٌ مِمّا اتّهِمِتْ بِهْ

ذئْبُ يوسُفْ

و

ذئْبُ ليلى

أمّا الأفاعي

فمِنْ حقّها أنْ تغيّرَ جلدَها

بجلدٍ آخرَ جميلْ

* * * * * * *

طعنتُكِ لَمْ تُمِتْني بَعْدْ

أنْقذيني

أو

أجْهزي عَلَيّْ

* * * * * * *

حبيبتي (؟!)

* * * * * * *

وبعد أن بقيت صامتة ..

فها أنا ..

أكتب رسالتي الأخيرة

(أرفض أن أتحوّل لـمجرّد رقم فى حياتك .. فـحياتى لا تقبل ان تكون إحدى ترتيباتك .. بل إن أردت: أكون فى حياتك ”حياتك كٌلّها“ .. أو لا أكون)

2009/04/04

16- أسئلة جلنار

على هامش حكايات لا تنتهي، سألتني جلنار بعض الأسئلة .. وقد وعدتها بالإجابة عليها .. وأعترف بأن تلك الأسئلة صعبة وتحتاج إلى من هو أكثر مني علما وخبرة وتجربة .. كما تحتاج إلى ما هو أكثر من حكاية واحدة من هذه الحكايات.

خلاصة تلك الأسئلة – لمن لم يطلع عليها هناك – هي:

1- لماذا لا يرتزع ذكوركم في عش واحد مع أنثى واحدة بدل النطنطة والبصبصة من شجرة إلى شجرة ومن غصن إلى غصن؟

2- هل النطنطة والبصبصة وفراغ العيون شيء وراثي في الذكور يتوارثونه جيلا بعد جيل أم هو حالات خاصة لدى البعض؟

3- ما هو دور إناثكم في الموضوع؟ مع؟ أم ضد؟ أم لا مع ولا ضد؟

أما السؤال الأول فالإجابة عليه مضحكة مبكية .. إذ أن ضيق ذات اليد تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض في حين أن سعة ذات اليد تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض الآخر ..

هذه من زاوية الإمكانيات

أما من زاوية الاقتناعات فإن ضعف الاقتناع بالحاجة إلى عش تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض في حين أن شدة الاقتناع بالحاجة إلى أكثر من عش تصلح أن تكون جوابا لتفسير تصرف البعض الآخر ..

حيرتكم. أليس كذلك؟ ولكن الموضوع محير فعلا .. فكما يبدو أن السبب والسبب المضاد وأن الشيء وعكسه كلاهما يؤديان إلى نفس النتيجة .. أي النطنطة والبصبصة وفراغ العين ..

أما السؤال الثاني .. وراثي أم مكتسب؟ حالة عامة أم حالات خاصة؟ فأنا شخصيا لست من أنصار القول بأن السلوك الاجتماعي للطيور أو غيرها من مخلوقات الله هو شيء وراثي ينتقل من الآباء إلى الأبناء كما ينتقل لون العيون أو الريش أو شكل المناقير والأعراف والمخالب .. بدليل أن طيور الغابات الأخرى التي عاشت وتعيش ظروفا أخرى مختلفة يختلف سلوك ذكورهم عن سلوك ذكورنا سواء في موضوع النطنطة والبصبصة أو غيره من المواضيع ..

أما السؤال الثالث فجوابه كالأول مضحك مبكي

فأما من شافت وفهمت ورفضت فأعلن احترامي التام لها

وأما من شافت وفهمت واضطرت للموافقة والسكوت فمعذورة لاضطرارها

وأما من شافت وما فهمت أو ما شافت وما فهمت وانطلت عليها الحيلة فمعذورة بجهلها وضعف بوصلتها فلها الله وتعاطف المتعاطفين أمثالي

وأما من شافت وفهمت وانبسطت وشجعت فلي منها موقف لا يختلف عن موقفي ممن مارس فعل النطنطة والبصبصة مع سعة ذات اليد .. سواء توفر الاقتناع بالعش أو تعدد الأعشاش أم لم يتوفر

15- أسوار وجدران وحيطان نعناعة

نعناعة زعلانة مني .. ونعناعة نادرا ما تزعل .. ولكن نعناعة عندما تزعل تظل نعناعة .. يعني: تزعل زعلا هادئا وجميلا وعقلانيا ..

أما سبب زعلها فما ذكرته في الادراجين السابقين من هذه الحكايات من أنها تعمل بنشاط دءوب وهادئ على بناء أسوار وجدران وحيطان تفصلها عما حولها ومن حولها ..

وأما وجه اعتراضها فنقطتان: أولهما أن تلك الأسوار ليست بيني وبينها وإنما بينها وبين الآخرين من طيور غابتنا. وثانيهما أن تلك الأسوار ليست مرتفعة جدا .. فهي لم تصل إلى ضخامة سور الصين كما تقول ..

قلت لها: أما التذرع بأن تلك الأسوار ليست بيني وبينك وإنما بينك وبين غيري من طيور الغابة فأمر لا أوافق عليه ولا أقبله .. إذ أن موافقتي على هذه الصفقة تعني أنني نذل وأناني ولا أظنني كذلك .. فأنا أرفضها جميعها وإن لم تكن بيني وبينك ..

وأما أن تلك الأسوار ليست مرتفعة كثيرا، فالأسوار يا عزيزتي أسوار مهما كانت سماكتها أو ارتفاعها .. وهي جميعها بشعة وكريهة وبغيضة ومرفوضة وفاشلة وكئيبة. يستوي في ذلك ما تم بناؤه لأسباب أيديولوجية كجدار برلين .. وما بني لأسباب طائفية كالتي بنيت وتبنى في العراق لتقطع أوصال المدن المختلطة طائفيا هناك .. وما بني لأسباب عنصرية كجدران الفصل العنصري في فلسطين .. وما كان أسوارا اعتبارية كتلك التي قسمت لسنين وسنين بيروت إلى بيروتين شرقية وغربية ..

كل تلك الأسوار .. الحقيقية والاعتبارية .. كلها على الإطلاق كانت بشعة وكريهة وبغيضة ومرفوضة وفاشلة وكئيبة. وكلها إما أنها هدمت أو أنها في طريقها إلى الهدم يوما ما ..

فهل بعد ذلك لا زلت تريدين بناء تلك الأسوار؟

2009/04/03

14- هل كان عيدا سعيدا؟

لا أدري عنكم. ولكن عن نفسي ..فأعترف أنه لم يكن عيدا سعيدا

كم كانت كئيبة هذه الشجرة في العيد .. وكم كانت موحشة .. وكم كانت حزينة ..

كم أتيت وانتظرت رغم إصابتي بالأنفلونزا .. فما وجدت سوى البرد والعتمة والرياح الباردة والمطر ..

* * * * * * *

المفاجأة الوحيدة الجميلة أن سعاد حضرت مرة في غيابي .. نعم .. نعم .. سعاد .. وأكيد أنكم قد استغربتم كما استغربت. وقد قالت أنها لا تزال مشغولة في التحضير للكتكوت. وأنها ستطير قريبا إلى عشها في الغابة البعيدة .. وأنها لم تنس وعدها في أن تلوح لي بمنديلها الأحمر من وراء شباك عشها الجديد

* * * * * * *

نعناعة ما زالت – وإن أنكرت – مشغولة في بناء أسوار وجدران تفصلها عما حولها وعمن حولها.

* * * * * * *

أمينة فاجأتني أنها وللمرة الأولى لم تقم بتحضير المعمول. وفاجأتني أنها غاضبة من شيء ما لم تصرح عنه .. وكالعادة لا تظهر إلا فجأة ولثوان معدودات. لتسلم ثم تختفي ..

* * * * * * *

أما المليونير فلا يزال مشغولا بملايينه. وعموما فلم أعد أراه على شجرتنا إذ أن الله قد فتح عليه من واسع ورزقه بشجرة أخرى

* * * * * * *

ودودة سمعت أنها مريضة مثلي .. وقد اختفت ولم تختف .. لم أعد أراها وإن كنت لا أزال أحس بحضورها الطاغي

* * * * * * *

ولا زالت أم مالك حزينة كعادتها في كل عيد .. وقد علمت أيضا أنها مريضة.

* * * * * * *

جلنار مريضة مثلي بالأنفلونزا. لم أنس يا جلنار وعدي لك وأعرف أنك لا تزالين تنتظرين أجوبتي على أسئلتك.

13- عيد سعيد

نعناعة

بدأت استعداداتها للعيد بنشاط دءوب هادئ في بناء أسوار وجدران تفصلها عما حولها وعمن حولها. لكنها لم تنس أن تعطيني محاضرة عن الأكل السليم في العيد السعيد بما لا يتنافى مع تعليمات الطبيب

* * * * * * *

أمينة

بدأت تحضيراتها للعيد مبكرا. مشغولة في تحضير المعمول لأن ذلك يفرح سي السيد والعيال ياسين وفهمي وكمال وخديجة وعايشة. تظهر فجأة بدون موعد ولثوان معدودات. أنا طالعة بس حبيت أسلم. ثم تختفي

* * * * * * *

المليونير

أتمنى له المزيد من الملايين. وعقبال تصير ملياردير يا رب. الله كريم. مش هيك؟

في المقابل أتمنى له أن يكون الله في عونه. فقد سمعت أن الثعلب ينشط بشكل مش طبيعي في محاولاته للإيقاع بأم مالك

* * * * * * *

ودودة

مزيد من الطيبة. ومزيد من التأهيل والتسهيل والترحيب. مع تمنياتها للجميع بعيد سعيد. مما سيزيد الجميع إحساسا خاطئا أن ثمة وراء هذا الدفق العاطفي عاطفة ما .. له شخصيا .. خص نص.

هل هي سعيدة؟ يا رب تكون كذلك

* * * * * * *

سعاد

تواصل اختفاءها. سمعت أنها تنتظر كتكوتا. وتحلم.

يبدو أنها نسيت وعدها أن تلوح لي بمنديل أحمر من وراء شباك عشها الجديد

* * * * * * *

أم مالك

حزينة كعادتها في كل عيد. فالعيد مجرد مناسبة لتذكر المواجع. تكره العيد لأنها ستضطر لأن تعايد على من لا يستحق بما لا تحس. وتكره العيد لأنه لها مثله لي مجرد كابوس مالي. وتكره العيد لأنه يبعد من هم مثلي عنها فترة أطول من الوقت

* * * * * * *

جلنار

لم نلتق منذ أوصلت لي رسالة جميلة. لا أدري شيئا عن مخططاتها للعيد. أعتقد أنها لا تزال تنتظر أجوبتي على أسئلتها. وأعتقد أنني سأفي لها بوعدي الجديد كما وفيت لها بوعدي القديم

2009/04/02

12- جلنار

ذكية .. لماحة .. لبيبة

رأيتها تتهامس مع صديقة لي على غصن قريب وكانتا تنظران إلي.

وفي اليوم التالي فوجئت بها أمامي وعيناها في عيني مباشرة .. وقالت لي: لك معي رسالة .. أمانة.

سألتها: ممن؟ أجابتني: من جميلة.

وجميلة هي حرباء أراها على شجرتنا أحيانا أو قريبا منها .. وكانت تحب أن تسمع كلامي ..

والحرباء هي دويبة على شكل سام أبرص ذات قوائم أربع .. دقيقة الرأس .. مخططة الظهر .. تستقبل الشمس نهارها وتدور معها كيف دارت .. وتتلون ألوانا. ويضرب بها المثل في الحزم والتلون. فيقال: أحزم من حرباء. ويقال: تلون تلون الحرباء. ويقال: أصرد من عين الحرباء، لمن اشتدت إصابته بالبرد.

سألت جلنار: وما هي رسالتها؟ قالت: إن جميلة غاضبة منك لأنك وصفت تلون ذكور طيور شجرتنا بتلون الحرباء. وتعتبر ذلك إهانة للحرابي. قلت: وكيف ذلك وأنا لم أذكر اسم الحرباء لا من قريب ولا من بعيد؟ فقالت: ألم تقل في الفاصل غير الإعلاني الأخير إن الواحد من ذكور طيور شجرتنا ينتقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. ليتصيد الإناث واحدة بعد أخرى ويتفنن في ابتكار الأساليب ..

فمن كانت متدينة فرش أمامها سجادة الصلاة وصلى

ومن كانت متحررة منطلقة تحرر أمامها وانطلق

ومن كانت متدفقة العاطفة جاراها في نظم القصائد

ومن كانت ذات ميول للمنطق والعقل ارتدى أمامها ملابس أفلاطون وأرسطو

قلت: نعم لقد قلت ذلك. ولكن أين ذكر الحرباء في ذلك كله؟ قالت: إن جميلة تقول إنك صحيح لم تذكرها صراحة ولكنك ذكرتها تلميحا. وذلك من جبنك. فإن قيل لك لم ذكرتها بسوء أمكنك القول إنك لم تجب سيرتها. وإن قيل لك لم لم تذكرها بسوء أمكنك القول بأنك لمحت والتلميح أفصح من التصريح.

ولما لاحظت جلنار سكوتي قالت: كما أن جميلة تقول لك يا فصيح إن هنالك فرقا جوهريا بين تلونكم وتلون الحرابي. قلت: وما هو؟ قالت:

الحرباء تتلون بما يناسب بيئتها، لكن الفرق بينها وبين ”ذكور طيور غابتك“، أنها تغير لونها كوسيلة للبقاء، بينما هم يتلونون للإيقاع بفريستهم!

فالحرابي تتلون لتحمي نفسها من أعدائها. أما حضراتكم فتتلونون ليسهل عليكم الانقضاض على ضحاياكم. فمن منكم أسمى خلقا؟

وعدت جلنار أن أستجمع جرأتي وشجاعتي وأن أكتب ذلك. قالت لي وهي تبتسم ابتسامة حيرتني: سنرى.

وطارت بعيدا.

وهاأنذا أحاول أن أفي بوعدي لجلنار.

وأرجو أن أكون قد فعلت.

وأن لا أكون قد تأخرت.

2009/04/01

11- فاصل .. أيضا وأيضا

ومن العقد النفسية لدينا نحن ذكور طيور غابتنا .. اعتقادنا بأن الأنثى كائن ناقص وضعيف .. يسهل اقتناصه .. وأكل حقوقه .. واحتقاره .. واستغلال طيبته .. واستثمار عواطفه وأحاسيسه ومشاعره والتلاعب بها ..

ولا أدري كيف نحكم .. ولا بأي ميزان نزن .. ولا بأي مكيال نكيل .. ولا بأي مسطرة نقيس

وواحدنا ينسى أو يتناسى أنه ما كان ليكون ما هو عليه لولا أن أنثى ما .. ضحت بنفسها أو بمالها أو بعمرها أو براحتها ليكون ما كان

فكم من أب لم يجد من يعينه في كبره وضعفه غير ابنته

وكم من أخ لم يجد من يأخذ بيده ليكون نفسه غير أخته

وكم من إبن أهمله أبوه فلم يجد من ينشئه ويربيه غير أمه

وكم من حبيب لم يجد من يسنده ويسانده غير حبيبته

ومع ذلك فقد كثر فينا الجحود وإنكار الفضل والمعروف

فمعظمنا لا يرى ولا يحب من الأنثى إلا ما ارتبط مباشرة بشهواته وغرائزه

فينتقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. ليتصيد الإناث واحدة بعد أخرى ويتفنن في ابتكار الأساليب ..

فمن كانت متدينة فرش أمامها سجادة الصلاة وصلى

ومن كانت متحررة منطلقة تحرر أمامها وانطلق

ومن كانت متدفقة العاطفة جاراها في نظم القصائد

ومن كانت ذات ميول للمنطق والعقل ارتدى أمامها ملابس أفلاطون وأرسطو

فالحاجة أم الاختراع

والتمكنن حتى التمكن فلسفة العصر وحكمته

10- روح الثعلب

روحه روح ثعلب ويفوق الحمائم في هدوئها وتهذيبها وأدبها .. ويسمي نفسه أسد الكواسر

طار في شبابه إلى غابة بعيدة جدا .. وعاد إلينا ومعه حمامة بيضاء .. أكرر: حمامة بيضاء .. جدا! ومعهما حمامتان صغيرتان

ومنذ أن بدأ يتردد على شجرتنا اتخذ لنفسه مكانا قريبا جدا من المليونير .. فتعرف فيمن تعرف على أم مالك ولما كان الطبع يغلب التطبع فقد بدأت تحركه غريزته للإيقاع بها

* * * * * * *

رأيتك فأعجبتني .. أريدك على سنة الله ورسوله .. لقد تحولت حياتي إلى جحيم ولن تستطيعين أن تتخيلين مقدار تعاستي .. قتلتني الوحدة وبرد الفراش ..

* * * * * * *

وصل هذا الكلام إلى المليونير فاستفسر منه عما ينويه فأخبره أن ظروفا استجدت وأنه سيصرف النظر عن موضوع أم مالك .. ولكنه استمر في محاولاته لإقناع أم مالك بأن الصبر مفتاح الفرج .. وإلى أن يأتي الفرج لا مانع ولا ضرر من جلسات الغزل ومطارحات الغرام ..

2009/03/30

09- أيضا .. فاصل غير إعلاني .. وبعده نواصل

عودة إلى موضوع العقد النفسية التي لدينا نحن ذكور الطيور في هذه الغابة ..

فمنها أيضا أننا نعتقد أن إناث الطيور البيضاء في الغابات البعيدة مبهورات بفحولتنا .. وأنهن يقفن أمامها كما وقفت صويحبات يوسف عندما مررته التي هو في بيتها أمامهن بعد أن أعطت كل واحدة منهن سكينا وتفاحة

ومنها أيضا أننا نعتقد أن إناث الطيور البيضاء في الغابات البعيدة هن الإناث حقا .. وهن وبس والباقي خس .. وهن اللواتي يستأهلن كلمة أخ ذات الخاء المشددة مع عضة على الشفة السفلى وهزة رأس توافقية مثل حركة رقاص الساعة

وخلاصة الاعتقادين إن ذكورنا أفضل من ذكورهم وإن إناثهم أفضل من إناثنا

ونتيجة لهذا الاعتقاد كثرت حالات سفر ذكور طيور غابتنا إلى الغابات البعيدة جدا. ومنهم من يبقى هناك. ومنهم من يعود ومعه بيضاء ناصعة البياض.

وكل يكون قبل ذهابه قد أقسم بأغلظ الأيمان لواحدة من إناثنا إنه عائد قريبا .. ليحملها على حصان أبيض .. من عش أبيها إلى عشها الجديد

08- أم مالك

أمنية حياتها

حلم نومها

محور تفكيرها

الهدف الذي هي من أجله مستعدة للبذل والتضحية بأي شيء وبكل شيء

هو فرخ صغير

تهدهده

تلاعبه

تناغيه

تزقزقه

تعلمه فنون الطيران والحب والحرب

من أجله صبرت وستصبر

ومن أجله تحملت وستتحمل

ومن أجله انتظرت وستنتظر

ومن أجله رضيت بالهم وسترضى

ومن أجله تجرعت المر وستتجرع

ولأنه لن يتأتى إلا إن شاركت أحد ذكور طيور الغابة عشه

فقد رضيت بنذالته

وقسوته

ودناوة نفسه

وتحملت نتانة رائحة جسده وأنفاسه

إلى أن حصلت على ما حلمت به

بيضة صغيرة داخلها كتكوت صغير

ولكنها لم تفرح طويلا بها

فما أن علم بالأمر حتى استشاط غضبا

وانهال عليها ضربا ولكما ورفسا وشتما

ورمى بالبيضة بكل قوته فارتطمت بصخرة وضعتها الأقدار تحت العش

ثم طردها من عشه فعادت كسيرة ذليلة جريحة مهانة إلى عش أهلها

ومرت الأيام وهي تنتظر وتبكي

وتحلم بالحظ والمكتوب

ونظرا لكبر قلبي

وكبر عقلي

وكبر سني

فقد قررت تعييني مستشارها الشخصي لشؤون .. كل شيء

وسأبقى كذلك

إلى أن تستغني هي عن خدماتي

2009/03/29

07- فاصل غير إعلاني .. وبعده نواصل

أعترف أن لدينا نحن ذكور الطيور في هذه الغابة عقد نفسية كثيرة .. منها اعتقادنا أن الأنثى التي تعبر عن مشاعرها نحونا تلميحا أو تصريحا .. كأن تسمح لنفسها أن تعطينا قبلة في الهواء أو تغمز لنا بعينها أو تكتب في أحد منا قصيدة حب .. أو تأتي على رجليها لتقف أمامه وتنظر في عينيه مباشرة وتقول له يا هذا أنا أحبك .. أو .. أو .. أو .. هي أنثى لا تصلح أن تكون شريكة العش وأم الأفراخ .. وأنها لا تصلح إلا أن تكون لقمة سائغة سهلة للتسلية وتزجية أوقات الفراغ .. لا لشيء إلا أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

ومنها اعتقادنا أن فشل أي شريكين في عش واحد لا بد أن يعني بالضرورة أن سبب الفشل هو الأنثى ولا غيرها .. لا نتيجة تحقيق أو بحث أو استقصاء أو تحليل ولا لأي سبب سوى أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

ومنها اعتقادنا أننا جنس الله المختار .. وأن لنا من الحقوق ما ليس لهن .. لمجرد أننا ذكور .. ولمجرد أنهن إناث .. بما في ذلك حقنا في ممارسة هواية جمع (الزوجات) لا لضرورة ولا لحاجة ماسة ولا لأي سبب سوى أن الذكر ذكر والأنثى أنثى وليس الذكر كالأنثى.

لم تنته عقدنا النفسية ولكنني مللت الموضوع وقرفت منه حاليا .. وربما أعود إليه وإلى نتائجه لاحقا.

06- سعاد

ليست سعاد حسني التي نعرفها جميعا ..

ولكنها تملك من صفاتها أشياء وأشياء ..

فكلتاهما جميلتان روحا وجسدا

وكلتاهما مرحتان .. تحبان النطنطة .. إلى حد استفزازك لتتخلى عن وقارك إن كنت وقورا .. وتنطنط معها مقهقها ..

ولكنها لم تمكث هنا على شجرتنا طويلا ..

فقد اختفت ..

لأنها ..

ببساطة ..

انتقلت إلى عش جديد ..

سألتني إن كنت سأحضر حفلة زفافها .. فضحكت ..

لأنني لو بعت نفسي عدة مرات فلن أجمع تكاليف الحضور ..

وضحكنا معا ..

قالت إن عشها سيكون بعيدا جدا ..

لكنها ستزورنا في شجرتنا كلما تمكنت ..

وستلوح لي بمنديلها الأحمر من وراء قضبان شباكها في عشها الجديد ..

تذكرت موقفا مشابها لسعاد حسني في أحد أفلامها ..

اكتأبت ..

ولكنني لم أخبرها بذلك ..

2009/03/28

05- ودودة

طيبة إلى أقصى حدود الطيبة ..

إذا زرتها تحس مباشرة بالدفء والأمان والطمأنينة .. وتهريك تأهيلا وتسهيلا وترحيبا ..

وإذا غبت عنها تبحث عنك إلى أن تجدك .. وتهريك أسئلة واستفسارات .. أين كنت ولماذا أقلقتنا عليك ..

تمتدحك وتثني عليك وتشعرك أنك مهم ومحبوب ومش مقطوع من شجرة ..

لذلك كثر محبوها ومريدوها ..

ولذلك أيضا كثرت مشاكلها ..

فالجميع فهمها غلط ..

ولربما أعطى لنفسه حقوقا عليها بناءا على انه فهمها غلط ..

ولأنها لا تستطيع أن تؤذي نملة .. ولأنها لا تستطيع أن تجرح مشاعر أحد حتى من جرح مشاعرها ..

فإنها أحيانا تختفي ..

وأحيانا تلجأ إلى الإبهام والغموض ..

ونادرا ما تصرخ حتى تصل صرختها إلى عنان السماء ..

قلت لها لكي أطمئنها: يا عزيزتي .. لست ولادة بنت المستكفي، ولست ابن زيدون. وأنت في عمر ابنتي فاطمئني.

هل اطمأنت؟

لست متأكدا ..

04- المليونير

أنا أكبر منه سنا .. ولكن شعوري نحوه مثل شعور المراهق نحو أبيه .. يحبه ويكرهه.

أما لماذا أحبه، فلأنه بكل بساطة (حباب)، جذبني مثلما جذب الكثيرين والكثيرات، بل الكثيرات والكثيرين، بحلاوة صوته، وجمال أدائه، وتنوع أساليب وألوان تغريده، وفوق ذلك كله جمال مظهره ونقاء جوهره.

وأما لماذا أكرهه، فلأنه طويل وأنا لست كذلك، ولأنه جميل وأنا لست كذلك، ولأنه – وهو الأهم – يحرمنا نحن ذكور الشجرة من إناثها!

فترى الواحد منا وليس معه سوى اثنتين، وترى الواحد منا وليس معه سوى واحدة، وترى الواحد منا وليس معه ولا واحدة. أما هو فـــــــــــــــــــــــــــــــــــ .. اللهم لا حسد!

إذن .. فهي الغيرة يا رعاك الله، نجانا الله وإياكم منها ومن شرورها ..

ولقد أسر لي بعضهم أنه يذهب كثيرا ليكون على الغصن الذي يقف عليه المليونير .. أو قريبا منه .. لعل وعسى .. فمن يدري!

03- أمينة

مكافحة دائما: هناك في عشها الذي بنته قشة قشة .. حتى صار مضرب الأمثال وملتقى الأنظار .. وهنا على هذه الشجرة.

ذات مبادئ صلبة .. وكل الطيور تعرفها وتحترمها وتهابها وتلجأ إليها ..

أمينة ليس اسمها .. ولكنه الاسم الذي اتفقنا بيننا عليه لها .. من باب المزاح والمداعبة .. وأمينة كما تعلمون هو الاسم الذي اختاره نجيب محفوظ لزوجة سي السيد في الثلاثية المعروفة .. وقد اقترحت هذا الاسم للتناقض ما بين مواصفات الشخصيتين ومن باب تسمية الأشياء بأضدادها .. وهكذا كان.

منذ البداية قالت لي إنها إذا زعلت من أحد الطيور هنا لا تعاتبه ولا تلومه .. بل تشطبه فورا من القائمة

وهكذا كان

فلسبب لا أزال أجهله قالت لي بدون أن تبتسم إنها سوف تنقطع نهائيا عن القدوم إلى هذه الشجرة .. وإن أتت فسوف تكون زيارات خفيفة ومتباعدة .. سألتها عن السبب فلم ترد .. وسألتها إن كنت قد أسأت لها من دون أن أدري فأجابت بالنفي ..

لم تخفف ولم تنقطع .. ولكنها أصبحت تقف على غصن بعيد .. لا تكلمني ولا تنظر إلي ..

لقد شطبتني من القائمة!

2009/03/26

02- نعناعة

جميلة، وهادئة، وعاقلة.

وجميلة لأنها هادئة وعاقلة.

وهادئة لأنها جميلة وعاقلة.

وعاقلة لأنها جميلة وهادئة.

أعرفها منذ أن عرفت هذه الشجرة، وكانت تجلس بكل جمالها وهدوئها وعقلانيتها وحيدة صامتة.

سألتها ممن تختبئين، فردت بضحكة جميلة وهادئة وعاقلة. فأصبحنا أصدقاء.

أمامها أكون على طبيعتي. أكون نفسي تماما. أحدثها عن كل شيء .. حتى عن نزواتي ومغامراتي .. ودائما تستمع بهدوء وابتسامة .. وتفاجئني دائما بقدرتها على التفهم والغفران والمسامحة: لم تخطئ .. ما فعلته طبيعي جدا. هكذا .. بكل بساطة .. تعيد إلى وجهي لونه الطبيعي .. وإلى دمي ضغطه الطبيعي .. وإلى أنفاسي انتظامها ..

تفاجئني أحيانا بخبر: بكيت الليلة كثيرا. بهدوء وابتسامة تعلمتهما منها أقول: لم تخطئي .. ما فعلتيه طبيعي جدا.

أحيانا أعود بها ومعها إلى الطفولة .. نمرح معا .. نمزح معا .. وعندما تتعب ويداعب النعاس أجفانها .. وبدون مقدمات .. تلوح لي بجناحها وتطير بعيدا ..

01- بداية الحكاية

صحيح أننا – نحن الطيور – أجناس .. ولكنني توصلت إلى قناعة مفادها أننا على اختلاف أجناسنا نبقى طيورا .. وأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا .. فأصررت على أن لا أنسب نفسي إلى جنس بعينه .. مكتفيا بالقول إن الطيور جميعها إما أليفة أو كواسر .. وإنني من النوع الأول .. وأكره النوع الثاني.

أكره الأقفاص .. وأعشق التنقل من شجرة إلى شجرة .. ومن غصن إلى غصن .. وأحب من البشر الغجر .. وهم فئة من البشر .. يرفضون القيود ويتطلعون دائما إلى الإنعتاق والحرية والسماء والأفق البعيد البعيد

لي عش صغير .. إلا أن رفيقتي قسمته إلى غرف صغيرة .. وغالبا ما تختلي بمن تيسر ممن كانوا ذات يوم أفراخها .. في إحدى تلك الغرف .. وأظل وحيدا .. فأصبحت أمل البقاء فيه ..

وبما أن الحاجة أم الاختراع .. فقد دلتني حاجتي إلى شجرة .. يجتمع على أغصانها من الطيور كل من دفعته أسبابه إلى القدوم ..

وعلى أغصان تلك الشجرة .. كانت لي ولهم ولهن صباحات ومساءات .. وكانت لنا أوقات .. ربما أقص لكم منها ذات يوم بعض الحكايات ..

2009/03/25

بقر .. وطيور .. وخنازير

ما بين جنون البقر .. وأنفلونزا الطيور .. وأنفلونزا الخنازير .. تتقاذفنا - نحن الكائنات القاطنة في هذا المكان من الكون (البهيج) - أرجل لاعبين .. أو تتعامل معنا مختبرات (أقوام) باعتبارنا فئران تجارب

كم هو (بهيج) هذا الكون

وكم نحن فيه (محترمون)

مجرد موبايل

- سمحت لنفسي فهل تسمحين؟

- عفوت فأنت من الطلقاء. ما أروعك .. أنت تشبهني كثيرا

- ماذا تريدين مني؟

- أن تحبني إلى أن تموت

* * * * * * *

- اقتربي أكثر .. أكثر .. أكثر ..

- إلى أي درجة؟

- إلى درجة تمازجنا روحين وجسدين

- قد .. نحترق

- لا يهم ما دمنا سنصبح واحدا

* * * * * * *

- أحبك فهل ستحبينني؟

- نعم .. أحبك معنى

- هل ستتركينني يوما؟

- نعم. إن أحببتك أكثر

- ستعاقبينني بتركي؟

- بل إن تركتك أكافؤك

* * * * * * *

- أحبك

- وأنا أيضا. أنت منظم لدقات قلبي

* * * * * * *

- حبيبتي .. اشتقت لك فأين أنت؟

- حبيبي .. اشتقت لك فأين أنت؟

* * * * * * *

- لم أنت مكتئب

- أخشى أن أخسر السباق

- لست في سباق فلا تكتئب

* * * * * * *

- أنا متعبة .. فلا تحملني فوق أحمالي ما لا أطيق

- لم أحملك شيئا

- بل حملتني نفسك وهمك .. أنت ثقيل وهمك ثقيل .. سأستبدلك بموبايل آخر

صعق .. لم يصدق ما سمعه أول الأمر .. صحيح أنها أصبحت تنزعج من سماع صوته في الفترة الأخيرة ولكنه لم يتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة. وأخيرا خرج صوته مخنوقا كأنه قادم من بئر عميقة

- لماذا؟

- لا تحاسبني .. أنا حرة أفعل ما أشاء وليس من حق أحد أن يحاسبني!

- أنا لا أحاسبك .. أنا فقط أسأل .. من حقي أن أعرف السبب .. هل قصرت في شيء؟ ألا أفعل كل ما تطلبين مني فعله .. إذا كنت بحاجة إلى تصليح فصلحيني؟

- كلا لم تقصر .. ولا عيب فيك إطلاقا .. ثم إنني لا وقت لدي لإصلاحك إن احتجت لإصلاح .. ولكنني رأيت موبايل آخر .. إنه أخف منك وأقل هموما .. وقد أعجبني .. سأستبدلك

- أرجوك!

- ترجوني ماذا؟

- لا تفعلي

- من أنت حتى تأمرني؟ أنا التي أقرر هنا ما أفعل وما لا أفعل وليس أنت!

- لم أقصد أن آمرك. لقد قلت أرجوك

- بل قصدت. وهذه ليست أول مرة

- أنا؟

- نعم أنت

- ليس صحيحا

- لا تكذبني

- أقسم أنني ..

- لا تقسم. ثم .. من أنت حتى تناقشني فيما أقرر لنفسي؟ أنت مجرد موبايل

- لم تعامليني أبدا على هذا الأساس

- هذا لا يغير من الأمر شيئا فأنت مجرد موبايل وسأستبدلك

- لقد كنت أكثر من موبايل .. ولطالما لمستني بحنان .. ونظرت إلي بإعجاب .. وألصقتني بخدك وأذنك .. وكنت قريبا من رموش عينيك .. ولطالما لفحني لهيب أنفاسك .. ولطالما أسمعتني كلاما ..

- لقد أسأت الفهم .. أنت لا تفهم. كل ما ذكرت لا يعني شيئا .. لا يعني أبدا أنك أكثر من مجرد موبايل. سأستبدلك .. أنا التي تقرر هنا وقد قررت

- وماذا ستفعلين بي؟ هل ستبيعينني؟

- أبيعك؟ ومن سيقبل أن يشتريك؟ وبكم سأبيعك يا مسكين؟

- عندما اشتريتني كنت أساوي الكثير

- صحيح ولكنك لا تساوي شيئا الآن

- أرجوك .. احتفظي بي على سبيل الاحتياط للموبايل الجديد

- ربما أفعل .. على أن تكون عاقلا

- ألم يكن ما أعجبك بي هو جنوني؟

- لا تتعبني .. هي كلمة وقد قلتها .. وأنت حر في أن تقبلها أو ترفضها!

- حاضر .. سأكون عاقلا

- على أن لا تطالبني بشيء

- لن أفعل

- وأستعملك إن شئت متى أشاء وكما أشاء وبالطريقة التي أحددها أنا

- حاضر

- لا تطالبني بأكثر من شحن بطاريتك إن نفذت واستبدالها إن رأيت أنا ذلك مجديا

- حاضر

- توقف عن ترداد هذه الكلمة .. أين كرامتك وشخصيتك؟ أليس عندك كرامة وشخصية؟

- بل عندي

- أففففففففففففففف .. لا أريد أن أسمع صوتك إلا إن أنا طلبت منك ذلك

2009/03/24

لقد مرت تتأبط ذراعه

مكثت آلاف القرون، واقفا على المنعطف، أترقب مرورها.

وعندما مرت، كنت قد هرمت، إلى درجة أنني لم أستطع أن أراها.

بعد أن مرت، قالوا لي: ما وقوفك هنا؟

قلت: أنتظرها.

قالوا: يا مسكين، لقد مرت تتأبط ذراعه

اشهد يا الله

اشهد يا الله

أني حاولت

واشهد أني

قد حاربت إلى أن سقط السيف

واني قد قاومت الريح

وما أفلحت

2009/03/23

لا بحر إلا بحرها

لا بحر إلا بحرها

لا بر إلا برها

لا حر إلا حرها

لا حبر إلا حبرها

لا حرب إلا حربها

لا حب إلا حبها

لا رب إلا ربها

لا رحب إلا رحبها

لا ربح إلا ربحها

فاذهب بعيدا يا المزيف في القصيد

عن رموش عيونها

واذهب بعيدا يا بعيــــــــــــــــــد

عن أقحوان جنونها

سأحاول

• واضح أنك عاشق .. لا تنكر

• لا أنكر

• حكايتك حكاية .. احكي لي

• لا أستطيع

• جبان

• ليس جبنا .. ولكنه عهد ووعد

• من هي؟

• لا أستطيع

• أرجوك

• لا تحاولي

• طيب .. لن أحاول .. ولكنك تعيس فلماذا؟

• لأنها سرقت

• كيف؟

• لا أستطيع

• جبان .. لو لم تكن جبانا لما سرقت منك

• ليس جبنا .. أحببتها وتركتها لغيري ظنا مني أنه سيسعدها أكثر مني

• مجنون

• لماذا؟

• لو كنت تحبها لما فرطت فيها

• أقسم أنني أحببتها .. ولا أزال

• إذن .. قاتل لاستعادتها .. المرأة لا تحترم إلا من يقاتل من أجلها

• سأفعل

• ستفعل .. عدني أن تفوز

• سأحاول

2009/03/22

لماذا

لماذا ..

أغلقت هاتفي ..

عندما أحسست ..

أن ثمة من لديه ..

ما يهمسه في أذني؟

لماذا ..

كلما اقترب جرحي من الالتئام ..

نكأته؟

لماذا ..

كلما اقتربت من آخر الشوط ..

أعدت نفسي ..

بحيلة ما ..

إلى بدايته؟

لماذا ..

أجعلك تعتقد ..

أنني لا أحس بوجودك؟

لماذا ..

أحفظ كلماتك عن ظهر قلب ..

وأدعي أنني ..

لم أسمع باسمك ..

إلا اليوم؟

لماذا ..

أهرب من نظرات عيني في المرآة ..

عندما تحدق فيّ؟

لماذا ..

وأنت آخر شمعة لي ..

في هذا الليل البهيم ..

أطفئك ..

وليس معي عود ثقاب؟

2009/03/19

همس الجنون

في هدأة هذا الليل

تتحسس أصابعي الافتراضية

منطقة مفترضة

أسمع صمتا يتنقل مثل لصوص الليل

ما بين الأقمار

قمرا قمرا

فأقول

”ثمة ليلة قدر هذي الليلة؟“

فيقولون

”يا مجنونا رسميا

ليس الثلث الآخر من رمضان!“

”يعني؟“

”لا تكفر“

”لم أكفر

أوليست في القدر تفتح أبواب النعمات؟

أوليست في هذي الليلة منه إلي ثلاث لغات؟“

”توضأ ثم تعال“

ذهبت

توضأت من الماء ثلاثا

عدت

رأيت خيولا تتسابق في مرعاي

”ما هذا؟

لن أسبق كل خيول الأرض!“

”تأدب!“

تأدبت

”اذهب وتمدد في مرآب السيارة يا هذا حتى الفجر“

ذهبت

وقلت: ”جميل جدا

يشتاقك قومك إن مدوا في الليل أياديهم

فينادوك“

لم أسمع شيئا

إلا أن اليوم الثاني والثالث والرابع والـ ..عشرين

صلبوني

وقرأت على عتبة باب البيت كلاما لم أفهمه

واسما آخر لا يشبهني

”من أنت؟“

”بل من أنت؟“

”أنا صاحب هذي الدار“

”بل داري“

فسكنت الخيمة بين الماء وبين الماء

وقلت: ”جميل جدا هذا الوضع الشيطاني جميل جدا“

أنبني كل رجال الحي

قهقهت النسوة والخنساء

نعم .. قهقهت الخنساء

”حتى الخنساء؟“

”نعم والله

حتى الخنساء“

قامرت: سأفتح دكانا وأبيع جميع الأشياء اليعشقها سكان الحي

سأثبت أن العقل وضد العقل سواء

سأثبت أن الحوت ضروري جدا للبحر

وأن الوقت مساء

قامرت: سأعلق في دكاني خرزات زرقاء

ليست للبيع وليست للإهداء

وقلت: ”سيأتي يوم يتوضأ أعدائي من نفس الماء

من نفس الماء

من

نفس

الماء“

2009/03/18

لترجع منك إليك

متى يدرك الإنسان ..

أن الهوى ..

حالة انعتاق ..

لا حالة عبودية؟

متى يدرك الإنسان ..

أن كل السرقة حرام ..

إلا القبلات ..

لأنها في حقيقتها عطاء لا أخذ؟

لا ..

ليس صحيحا

القبلة تذكرة باتجاهين ..

حين تتلامس الشفاه ..

لا يكون الفعل عملا من طرف واحد

ألا يسمونه: تبادل قبلات ..

فتتصل الروح بالروح ..

عبر الجسد ..

بعملية تبادل واضحة؟

النظرات ولغتها كالقبلات

فالثواني التي تستغرقها ..

هي ..

حوار متبادل ..

قبلات مقدرة ..

فاعلها هو أو هي ..

مرفوعة بحكم رفعها المفعول به عن الأرض ..

إلى عالم ثان

فيكون ظرف مكان

وتتحكم به الأمكنة والأزمنة

كوني معي ..

في أي من جهاتي الست

(ظرف مكان)

المهم أنه في لحظة ما ..

(ظرف زمان)

تتلاقى منا المتقابلات جميعها

المكان والزمان مسألة نسبية

الجهات الست نكتة سمجة

فما هو على يميني أنا ..

يكون على شمالك أنت ..

إن كنت تقابلني

وما هو فوقي ..

تحتك أنت ..

إن كنت تعاكسني

لا تهربي ..

من الشهوة إلى الكوميديا ..

من اللهاث إلى الضحك ..

من آهاتك تخفينها لكي لا أسمعها ..

تكظمينها لئلا تنطلق من بين شفتيك ..

صرخة الانسحاق الأنثوي ..

الانعتاق الأنثوي ..

الغرق الأنثوي

الغرق؟

من الغريق

ومن الغريق فيه؟

كلاهما يغرق

كل في لهاث الآخر ..

في دمعته ..

في جمعته ..

في جعبته

كلاهما غريق

وكلاهما غريق فيه

وإذن؟

اضحك

(أو فاصرخ)

حتى يخرج كل الشد اللاعضلي المتمكن منك

واسترخ على لحن صوفي بعض الوقت

لترجع منك إليك

2009/03/17

مقطع من حوار لم يكتمل

- صديقتي!

- نعم

- ما هي أخطائي؟

- من أي ناحية؟

- من كل النواحي

- هذه حياتك. أنت تعرف أخطاءك. ثم إن الخطأ قد لا يكون من الإنسان. قد يكون الخطأ ممن حولك

- أرجوك. أريد جوابا صريحا

- لا أعرف

- الصديق من صدقك

- لا أخطاء لك معي. ولو كنت أعرف ما هي أخطاؤك مع الآخرين لأخبرتك

- لو كان كلامك صحيحا لما كنا دائما على خلاف

- لسنا على خلاف

- قد لا نكون الآن. ولكننا بشكل عام على خلاف. أرجوك. أسألك وأريد جوابا صريحا. يجب أن يكون هنالك سبب. لا يعقل أن يكون كل هذا الخلاف بلا سبب. كوني صريحة حتى لو كانت الصراحة مؤلمة

- لا أعرف والله. ليس من الضروري أن تفكر بذلك أبدا. يكفي. لا تنبش في الماضي

- الماضي؟

- الثانية التي مرت قبل قليل صارت ماضيا. إذا أردت أن تفكر فيها، لماذا وكيف، ستتعب. لقد قدر الله ما حصل فحصل. ومرت الثانية. لا تستطيع أن تعيدها ولا أن تصلحها

2009/03/15

تحدي وانتصري

أنا بجانبك

لا تكتئبي

تحدي

وانتصري

ليس الحزن قدرا

ومن حقك ..

أن تعيشي حياتك

كما يعيشها ..

كل من يوجهون لك سهام التجريح

لأنهم لم يكونوا اختيارك ..

عندما قررت الاختيار

2009/03/14

إنسانا لا نصف إله

أن تحبها:

يعني ..

أن تغتسل من أنانيتك

ويعني ..

أن تفصد أحد عروقك ..

ليخرج من دمك كل خبث ..

يؤهلك لأن تتحول عدوا لها

ويعني ..

أن تواجه نفسك ..

بأنك إن لم تستطع أن تكون لحبيبتك مصدر سعادة ..

فلا أقل من أن لا تكون لحبيبتك مصدر شقاء

ويعني ..

أن تتنحى لها عن باب القبو الذي حشرتها وإياك فيه ..

لتخرج إلى الهواء والنور ..

والانبهار بالخيول الصاهلة ..

وصهيل الخيول

أن تحبها:

يعني ..

أن تصبح إنسانا ..

لا نصف إله

2009/03/13

كائنا من تكون

أرجوك ..

أيها المجهول ..

كائنا من تكون

أنا لا أحبك

إنما أرجوك ..

أن لا تخيب أملها فيك

وكن تماما ..

كما الصورة المرتسمة في خيالها

أرجوك

2009/03/10

حواس

إذا كان الحب وسيلتي ..

فالنظرات طريقي

إذا كان الحب هدفي ..

فدقات قلبك لحني

إذا كانت أهدابك حائط دفاعي ..

فيديك سلاحي

2009/03/09

كل عام وأنا جميعا بخير

- مساء الخير

- أهلا! مساء النور

- كيف الحال؟

- تمام. الحمد لله. كيف حالك أنت؟

- الحمد لله. ماشي الحال. داحلة. صحيح، كل عام وأنت بخير

- كلك ذوق يا صديقي. وأنت كمان كل عام وأنت بخير

- يا الهي شو انا واياك متشابهين. حتى تاريخ ميلادنا نفسه

- نعم

- أكيد أنت مثلي ما راح يسأل عنك حدا. اللي نسي واللي تناسى واللي ما كلف نفسه أصلا عناء السؤال

- نعم. راح يكون يوم عادي ويمر مثله مثل كل الأيام. لا عزومة ولا هدية ولا حتى رنة تلفون

- إسمع. شو رأيك نحتفل سوا؟ بنجيب كعكة وكم شمعة وقنينة بيبسي. وبنغني لبعض هابي بيرثدي تو يو؟

- والله فكرة!

- المشكلة إنا تركنا السجائر وما بنتعاطى المشاريب، وإلا كنا عمرناها للصبح

- لا. أعوذ بالله. مستحيل طبعا

- مش تنشغل مع حبيبتك وتنسى الموعد؟

- ..

- مش يوخدوك صحابك سهرة من العمر وينسوك اياني؟

- يا زلمة وحد الله. هم وين الأصحاب؟

- غريب والله. عاد إنتا دايما بتسأل عليهم وبتوديلهم مسيجات بمناسبة وبدون مناسبة!

- خليها على الله. الناس بهمها عمرك مش تاريخ ميلادك، وبهمها شكلك وقديش معك مش افكارك ومشاعرك.

- وبلكي أنا وياك طلعنا هيك مشوار شمة هوا بالسيارة إذا الجو كان حلو

- والله مش غلط. أحسن من قعدة البيت

- والا اقولك؟ شو رأيك أجيب معي الدفتر اللي بخربش عليه اقرالك منه كم شغلة؟

- لأ دخيلك مش ناقصنا نكد!

- لا تنسى! سلام

- أهلين. هلا. سلام. الله معك

2009/02/16

قطة

أنا مستدامُ الخطايا

سأذهبُ للنومِ هذا المساءَ – ككلِّ مساءٍ – بدونِ التحايا

وقدْ أستفيقُ على قطةٍ تعتليني وتنسى أظافرَها في جراحي التي حفرتْها بعمقِ صراخِ الحنايا

تموءُ: أحبكَ، لاهثةً ثمَّ تغفو مكورةً أرضَها في فضاءِ المسافاتِ بينَ الخبايا

إذنْ، هذهِ راحتاي، أفيقي لنقرأَ بينَ خيوطي تفاصيلَ ما سوفَ يأتي إذا ما فككنا رموزَ الحكايا

وما سوفَ يأتي إذا ما قرأنا حقيقةَ كلِّ الأمورِ بوعي الضحايا

أنتِ البدايةُ والنهايةُ والوسطْ

وأنا الحنينُ المستمرُّ إلى الغلطْ

أنا نقطةٌ كانتْ على خطٍّ سقطْ

وبقيتُ لا حولي ولا فوقي ولا تحتي أنا وحدي فقطْ

مِنْ بينِ آلافِ النقطْ

ذهبوا إلى أضدادِهِمْ وبقيتُ طولَ الليلِ أنتظرُ الشبيهةَ كي تموءَ كما القططْ

تأتي إذا رغبَتْ بأنْ تأتي السحابةُ فاحترمْ سُحُبَ السماءْ

وإذا أتتْ فلها الخيارُ بأنْ توزّعَ خيرَها أنّى تشاءُ كما تشاءُ لِمَنْ تشاءْ

ولكَ الخيارُ بأنْ تصلّيَ أو تجدّفَ شرطَ أنْ لا تَسْمَعَ السُّحُبُ النّداءْ

واقلِبْ إذا شئْتَ الرّداءْ

أو فاعتدلْ .. لا فرْقَ يا هذا .. فلا شيءٌ يبدِّلُ ما قضتْ كتبُ القضاءْ

نارٌ هنا .. أو بعضُ إعصارٍ يدمِّرُ أبرياءْ

عطَشٌ هنا .. وهناكَ ماءْ

2009/02/10

عن التوازن .. والحضور .. والغياب

- إن قل حبي لك تركتك .. وإن زاد تركتك .. فتوازن على حبلك المشدود في الفضاء .. واتزن إن استطعت ما استطعت

- مساؤك ياسمينة عابقة .. ونغم سماوي .. ونسيم كهمسة حبيب .. وحبيب كهمسة نسيم

- ما أروعك

تلفت حولي فلم أجد غيري فاعتبرتها قيلت لي

ولكن الصوت نفسه أكمل:

- أيها الغائب الحاضر في زمن كل من ظل فيه من الحضور غياب

* * * * * * *

كل الجهات الست منزلق خطير والحرف – حتى الحرف – محسوب علي

اصمت ولا تصمت، تعال ولا تجئ الله ما أقسى النعيم الأنثوي

والكون متسع، ولكن خارجا وجدار سجني كالبويضة دائري

لا وقت عند حبيبتي لتقول لي: إني أحبك، يا الحبيب المعنوي

* * * * * * *

ثمة شيء أجهله .. كان يجب أن أفعله .. ولكنني لم أفعله .. أو .. شيء أجهله .. ما كان يجب أن أفعله .. ولكنني فعلته

لذلك أنزف

2009/02/09

اكتمال واكتحال

أنتأنت
حلميقلمي
وأحداقيوأوراقي
وقلادتيوقصيدتي
أنتأنت
الكحلالعقل
والأهدابوالأعصاب
بدونكبدونك
كيفكيف
أكتحل؟أكتمل؟

2009/01/31

أين إيفا؟

أين إيفا؟

أي إيفا؟

أي إيفا كيف؟ هل في الكون إيفا

غير إيفا؟

لست أدري أين إيفا

ربما تبحث في ألبومها عن صور العرس وتدمع

ربما تقرأ إحدى قصص النوم لطفل وهو يسمع

ربما تكتب شيئا عن مضلع

ربما راحت إلى السوق لتأتي بسجائر

ربما تحفظ جزءا من كتاب الله كي تأتي البشائر

ربما تكوي لساعات بلا جدوى قميصا

دون أن تشبك سلك الكهرباء

ربما الآن أحست أنها جائعة منذ الغداء

ربما بالصمت تذبحني وأنا أصرخ ماااء

أمينة سي السيد

قلبي انقسم نصين .. نص بيعشقك

والتاني مش عارف يضخ الدم إلي ولا إلك

وعقلي كمان نصين .. نص بيفهمك

والتاني ع الريموت بيتوجه ع كبسة إصبعك

حاضر يا سي السيد أمينة ف خدمتك

حتى ولو ع الموت بروح من غير حتى ما أسألك

2009/01/28

أريدك أن لا تموت

تقولين لملم جراحك واحزن أو اسعد ولكن أريدك أن لا تموت

أقول سأبذل جهدي لأبقى بقربك رغم اكتمال الحصار ورغم السكوت

تقولين تكتك لتكسر هذا الحصار الغريب أقول سأفعل بعد صلاة القنوت

وسوف أحاول ألا أقاتل

حروب الصراع على بقجة حدفتها على شاطئ البحر بعض القوافل

ولا حرب كسرى لكي يسترد سوارا بأيدي القبائل

وسوف أحاول ألا أصدق هذا الكلام الكثير عن الانتصارات بالسيف والرمح في شط غزة أو سهل بابل

وإني أحبك فانسي جميع المقاصل

أحبك فانسي جميع المشانق وانسي جميع القنابل

أحبك نامي بكل هدوء السنابل

أنا بارع في تتبع حلمك من منبع النهر حتى المصب أغنيه إن شئت كي يدخل الحلم بعض البلابل

وصوت خرير الجداول

2009/01/27

عن الذبح صمتا

ما الذي يجعل النساء يصمتن فجأة ..

دون أسباب ..

دون مقدمات ..

دون تفسير ..

دون مبالاة ..

بمن يذبحهم صمتهن ..

من الوريد إلى الوريد؟

2009/01/19

وقائع الدقيقة الأخيرة من حياة بعوضة

أيها الخنزير .. كم أنت غبي وإن تسميت بالرجل الحكيم .. وكم أنت مقرف مثير للاشمئزاز رغم بياض لون جلدك وزرقة لون عيونك ..

وززززززززززززززززز

..

طرااااااااااااخ

..

أيها الحقير .. خلخلت الهواء فأفقدتني التوازن قليلا .. إلا أنني لا أزال هنا .. وسأريك ماذا بإمكاني أن أفعل لإزعاجك ..

وززززززززززززززززز

..

طرااااااااااااخ

..

أييييييييييي .. أيها .. السافل .. أظنك .. كسرت .. أحد .. أطرافي .. إلا .. أنني لا زلت .. قادرة .. على .. منعك .. من .. النوم ..

وزززززز .. وززززز .. وززز ..

..

طرااااااااااااخ

..

تقلب الرجل الحكيم في نومه .. فابتعد بذلك إلى الطرف الآخر من السرير

..

هي .. هي .. هييييييه .. ألم .. أقل .. لك .. إنني .. قادرة .. على .. الانتصار .. ع .. ل .. ي .. ك؟

وز ..ز ..ز

2009/01/14

طراطير

مِنْ غِيْرْ كلامْ صَعْبِ وْكِبيرْ

ما بْيِفْهموشْ حتّى الّلي قالُهْ وْهوّهْ نايِمْ عَ الحرِيْرْ

الوضْعِ مشْ عايزْ كِتابْ أخْضرْ ولا تنْظيْرْ كِتِيْرْ

الوضْعِ عايزْ حَدِّ حُرٌّ وْلُهْ ضمِيْرْ

يِصْرَخْ في وِشِّ الأنْظمَةْ

إنْتو الّلي بعِْتُونا قُصادْ

كرْسيْ وِكاسْ ويْسْكي وِكَمْ حبّةْ فِياغْرا وْوَحْدَةْ نايْمَةْ عَ السّريْرْ

مِنْ غِيْرْ كلامْ صعْبِ وكِبِيْرْ

مِنْ غِيْرْ فتاويْ مْفصّلَةْ وْتَفْسِيْرْ نُصُوْصْ يِرْضِيْ الأميْرْ

والّليْ بِيُؤْمُرْ عَ الأميْرْ

الوضْعِ عايزْ مُنْتَظَرْ تاني وكَمْ جَزْمَةْ لِكٌلّْ طَرْطُوْرْ حَقِيْرْ

لماذا لم تتحركوا

من غزة إلى العالم أجمع

مهما كانت جنسياتكم .. ومهما كانت قومياتكم .. ومهما كانت أديانكم

إن كنتم فلسطينيين فنحن مثلكم .. فلماذا لم تتحركوا؟

وإن كنتم عربا فنحن مثلكم .. فلماذا لم تتحركوا؟

وإن كنتم مسلمين أومسيحيين فنحن مثلكم .. فلماذا لم تتحركوا؟

وإن كنتم بشرا فنحن مثلكم .. فلماذا لم تتحركوا؟

وإن لم تكونوا فلسطينيين ولا عربا ولا مسلمين أو مسيحيين ولا بشرا .. فماذا أنتم؟

ومن لم تحركه وطنيته ولا قوميته ولا دينه ولا إنسانيته .. فماذا سيحركه؟

2009/01/13

مليكة مملكة الأحلام

مالكتي

ومليكة مملكة الأحلام

يبكيها ما يحدث هذي الأيام

وما اكتشفته بمحض الصدفة أن البحر الميت سوف يصير الإسم الأوحد للبشر المنثورين هباء من طنجة حتى الفاو مرورا ببلاد الشام

يبكيها أيضا أني ما عدت كتبت بعينيها شعرا مذ بدأت معركة الأرقام

في زمن ما

ومكان ما

أتمنى أن تتبادل كفانا وبشكل ما

كل الكلمات اللائي أخفيناها عن نفسينا يوما ما

والكلمات اللائي لم نجد الوقت الكافي كي نحكيها بين الغارة والغارة كل صباح ومساء

هل صار الأسهل عد الناجين من الأحياء

أم عد الجرحى والشهداء

مالكتي

ومليكة مملكة الأحلام

تتمنى أن يتوقف هذا القتل قليلا كي تتمكن من إقناع امرأة ثكلى أن ملايين الأسماء

معها يبكون على الأشلاء

أو إقناع مراهقة حسناء

فقدت ساقيها أن الحكمة كل الحكمة فيما صار وأن المستقبل أحلى دون حذاء

مالكتي

تدرك أن الكذب ضروري جدا حين يكون الصدق بطعم الموت ولون الزيف ورائحة الأعداء

2009/01/10

حرف الهاء وإعادة التعريف

في موضوعي المنشور يوم الأربعاء، كانون الثاني 07، 2009، بعنوان أردوغان وشافيز، أقترحت .. وبشدة أن نعيد تعريف الوطنية والقومية والدين.

واعترضت صديقتي حرف الهاء بقولها: (لن نحتاج لتعريف العروبة ..علينا فقط أن نكشف البطاقات المزورة لملايين (المحتالين) الذين زوروا إسم العروبة ولبسوا لباسها ..واستخدموا لغتها).

ولكنني أجبتها بأنني أصر على ضرورة إعادة التعريف وسحب كل الهويات وإعادة منح هويات جديدة لمن ينطبق عليهم التعريف .. فقط .. لا غير. لأن الهويات الموجودة في جيوب حامليها .. قد لا تكون مزورة ..

ويبدو أن صديقتي حرف الهاء قد اقتنعت بضرورة إعادة التعريف .. ولكنها أثارت إشكالية لم أكن قد فكرت فيها من قبل. وهي: (من هو الذي (سيعيد التعريف)؟ ..أو مدى الصلاحية. لأنه قد يكون مزيفاً هو الآخر أو (يحتاج لإعادة تعريف (أيضاً)

وقد أجبتها بأننا .. ربما .. ربما .. ربما .. سنحتاج الى صلاة استعادة مؤقتة للشهداء لعلهم هم من يقوم بإعادة التعريف لمن لم يستشهد بعد جبناً او قلة قناعة او لأنه لم يحن دوره بعد.

وحتى لا يتهمني البعض بالتخريف (أي الخرفنة) أقول إن هنالك سابقة لعملية الاستعادة المؤقتة .. افتحوا معي المصحف الشريف، سورة البقرة، الآيتين 72 و 73. ولنقرأ معاً: (وإذ قتلتم نفساً فادّارءتم فيها، والله مخرج ما كنتم تكتمون. فقلنا اضربوه ببعضها، كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).

فالذي حصل هو أنهم قتلوا القتيل وأنكر كل منهم مسؤوليته عن قتله فعلمهم الله كيف يقومون بعملية الاستعادة المؤقتة للقتيل الى الحياة لينطق باسم قاتله أو قاتليه.

كما أن الشهداء برأيي هم وليس غيرهم الأنسب للقيام بإعادة التعريف. لأنهم، حيث هم الآن، أقدر منا جميعا على القيام بهذه العملية.

فهم أصفى ذهنا، وأحد رؤية، وأوضح تفكيراً، وأبعد عن المصالح والمطامح والمطامع منا جميعا.

وأعتقد جازماً أنهم ليسوا مثلنا مصابين بالتعصب التنظيمي، أو الديني، أو الطائفي، أو المذهبي، أو الإقليمي، أو العرقي.

وأعتقد جازما أنهم ليس لديهم طموح بمنصب إداري، أو نيابي، أو وزاري، أو سياسي، أو خلافه.

ما رأيكم، إذن، بالفكرة؟

ألا تستحق المحاولة؟

2009/01/08

البحر ال .. كامل

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

شايْفِ الْكَمالِ ازَّايْ فِيْ غَزَّةْ شامِلُ؟

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

شايْفِ الْجَمالِ ازّايْ بِتِيْجِي الطّائِراتْ

تِسْرَحْ وِتِمْرَحْ وِالْعَرَبْ يِتْجاهَلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

أحْلَى بُحُوْرِ الدّنْيا فِيْ غَزّةْ خَبِيْبِيْ

لُوْلا كُوْمِةْ لاجِئِيْنْ بِيتّتاقَلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

سِتّيْنْ سَنَةْ عايْشِيْنْ هِنا فِ حْلُوْقِنا

لا عاشُوا زَيِّ النَّاسْ وَلا بْيِسْتاهَلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

شُوْفِ السِّياحَةْ ازّايْ لَوْ نِضِفِ الْمَكانْ

شَمْسُ وْهَوا وْمايُوهاتِ وْناسْ بِيْصَهْلِلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

دُقِّيْ يَ مَزِّيْكا أزِيْزْ الطّائِراتْ

أحْلَى عُرُوْبَةْ وْدِيْنْ:يَلّلا تْفَضَّلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

كَمٌلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُوْرِ الْكَامِلُ

مَعْبَرْ رَفَحْ سَكَّرْ وِأكْمَلْنا الْحِصارْ

يَلّلا تَعالُوا تْفاءَلُوا وِتْفاعَلُوا

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُو

2009/01/07

أردوغان وشافيز

حتى الساعة السابعة من مساء امس

الثلاثاء 06/01/2009

660 شهيدا فقط!

منهم 215 طفلا

و89 امرأة

أما الجرحى فهم 2950

يا بلاش!

أردوغان .. أكثر .. فلسطينية .. منا

شافيز .. أكثر .. فلسطينية .. منا

أردوغان .. أكثر .. عروبة .. منا

شافيز .. أكثر .. عروبة .. منا

أردوغان .. أكثر .. إسلاما .. منا

شافيز .. أكثر .. إسلاما .. منا

أقترح .. وبشدة: أن نعيد تعريف الوطنية والقومية والدين!

وشكرا .. لمن سيشتمني

فقد يكون أكثر فلسطينية وعروبة وإسلاما مني

2009/01/03

إنت مش غزاوي

إنْتَ مشْ غَزّاويْ يا ابْنيْ

يجْرَى إيْهْ لَوْ هَدّوا غَزّةْ

إنْتَ مالْ أهْلَكْ وِمالْهُمْ

مِشْ تِخَلّيْهُمْ فِيْ حالْهُمْ

مِشْ تِخَلّيْكِ فْ مَصالْحَكْ

أوْ دُرُوْسَكْ أوْ وَظِيْفْتَكْ

يَعْنِيْ إيْهْ أُمَّةْ وْعُرُوْبَةْ

يَعْنِيْ إيْهْ بُنْيانْ وِطُوْبَةْ

يَعْنِيْ إيْهْ راسِ وْكَرامَةْ

يَعْنِيْ إيْهْ نَخْوَةْ وْشَهامَةْ

إنْتَ تِعْرَفْ قَبْلَهْ إيْهْ مَعْنى الْمُقاوْمَةْ

إنْتَ تِعْرَفْ قَدِّ إيْهْ حِلْوِ التَّنازُلْ وِالْمُساوْمَةْ

إنْتَ إرْهابِيْ

وِصَدّامِيْ

وِحَمْساوِيْ

وِسِتِّيْنْ ألْفِ تُهْمَةْ

إنْتَ بِتْجِيْبِ الْكَلامْ مِنْ أنْهِيْ داهْيَةْ

لَمَّا أمْرِيْكا بِتِسْألْ مِيْنْ إلَهْكُمْ تِبْقَىْ هِيَّهْ

2009/01/01

بيان لم يصدر بعد

ندين .. ونشجب .. ونستنكر .. العدوان الهمجي السافر الذي تقوم به نساء وأطفال وشيوخ غزة .. على الضحايا الأبرياء من جيش الدفاع الإسرائيلي ..

ونهيب بالرأي العام العربي والإسلامي والعالمي أن يقف في وجه هذه الهجمة الفلسطينية البربرية .. والتي لا تعبر عنا .. ولا عن قيم ومبادئ وأخلاقيات شعوب هذه الأمة ..

ونرجو من الإدارة الأمريكية أن تزود ملائكة الرحمة مجندي ومجندات جيش الدفاع الإسرائيلي بكل الأسلحة اللازمة لتخليص الإنسانية من أهل غزة ومن يقف في صفهم