2014/12/21

الحلوان

في طريقي للبيت، ميلت ع سوبرماركت حليم، واشتريت حلوان للي في البيت: 4 حبات سنكرز (أم النص ليرة) ..

وصلت البيت .. وأعطيت مرتي السنكرز .. وقلتلها هدول حلوان إني جبت تقرير ممتاز ..

- مبرووووووك .. هاي بدها كنافة

- لشو الكنافة؟

- حلوان

- يعني السنكرز ما بينفع حلوان؟

- لااااااااا .. الكنافة ما في بعدها للحلوان .. انت ما عليك. اعطيني اربع ليرات ونص وأنا بروح بجيب كيلو كنافة

- طيب .. هاي خمس ليرات .. بس شكلي: نص ناعمة ونص خشنة

- لااااااا .. الخشنة أطيب

- يا ستي زي ما بدك

دخلت غرفتي عشان أتغدى .. مفيش دقيقتين وإذ بمرتي داخلة وفي إيديها كيلو كنافة خشنة ..

بالعربي .. انظحك عليي .. دفعتني حق كيلو كنافة كانت شارييتهم أصلاً .. أنا استوعبت الموضوع .. واعتبرت حالي أنا اللي شاري الكنافة .. بس النص ليرة (باقي الخمسة) ليشششششششش؟

ما دخلني .. بدي النص ليرة أنا

2014/12/19

يا ليت أني

يا ليت أنّي ..

حين قلتِ: أنا أحبّكَ، لم أصدّق، واحتميتُ بسوء ظنّي

يا ليت أنّي ..

لم أسلّم كلّ أسراري .. ومفتاح الفؤادِ .. ولا كتبتُ بشعركِ الغجريّ أشعاري ولا دندنتُ لحني

يا ليت أنّي ..

ليت أنّي ما دنوتُ لمن دنا في الليل لكنْ في الصّباح وجدتُهُ قد ضاع منّي

يا ليت أنّي ..

ليت أنّي ..

ليت أنّي ..

لكنّما العشّاق دوماً أغبياء، وما لهم إلا التمنّي

Enjoy. Bastards!

في لحظة ما، ظهرت لرجل وامرأة رسالة:

This will Start a download .. Do you want to Continue? Press OK to Start!

نظر الرجل إلى المرأة .. احمر خدا المرأة .. واطرقت ..

ضغط الرجل والمرأة على زر: OK

ابتدأ الداونلود ..

وصل مؤشر الداونلود إلى 10% .. ابتهج الرجل والمرأة .. أحضروا كيكة وشمعة .. أشعلوها ثم أطفأوها ..

وصل مؤشر الداونلود إلى 20% .. ابتهج الرجل والمرأة .. أحضروا كيكة وشمعتين .. أشعلوهما ثم أطفأوهما ..

وصل مؤشر الداونلود إلى 30% ابتهج الرجل والمرأة .. وابتهجت أنت أيضاً .. أحضروا كيكة وثلاث شمعات .. غناء .. تصفيق .. أشعلوا الشمعات الثلاثة .. ثم أطفأتها ..

وصل مؤشر الداونلود إلى 100% ..

Download Completed Successfully .. Press OK to Finish!

تضغط أنت على زر OK .. أو يتكفل بذلك بعض من هم حولك ..

يبكي بعض من هم حولك .. وقد تبكي أنت أيضاً .. تغمض عينيك أو يتكفل بذلك بعض من هم حولك .. يحضر من يغسلك ويملأ ثقوبك بالقطن .. يحملونك .. يوارونك الثرى .. يصطف بعض ذويك على جانب طريق الخروج .. البعض يكتفي بمصافحتهم .. البعض يحتضنهم .. قبلات .. و ..

- عظم الله أجركم!

- شكر الله سعيكم!

وتستمر الحياة ..

Enjoy. Bastards!

2014/12/18

Close Friend

بعد معاناة طويلة، استطعت إيقاف إلحاح الفيسبوك المستفز، وأسئلته الخبيثة: في أي كلية درست؟ من أي مدرسة خلصت ال(هاي سكول) .. واقتنع - على ما يبدو - بأنني لم أدخل جامعة ولا (هاي سكول) ولا حتى مدرسة إبتدائية .. وربما هو لم يقتنع ولكنه يئس وقبل مني على مضض ادعائي بأنني لم أدخل جامعة ولا مدرسة ..

المهم .. الفيسبوك حالياً يتدخل بتصنيفي لما يسميهم هو (أصدقاء) ..

وضعت احدهم في قائمة ال (كلوز فرندز) .. وبعد مدة اكتشفت بأنه حذف ذلك الإسم من تلك القائمة ..

- ممكن - لو سمحت - أعرف بأي حق حذفته من القائمة؟

- والله أنا لم أقتنع!

- ليش؟

- لأنه حتى يكون شخص معين في قائمة ال (كلوز فرندز) مفروض يكون عنجد (كلوز فرند)!

- طيب؟

- الشخص اللي حضرتك اعتبرته (كلوز فرند) مش (كلوز فرند)

- يا سلام!

- طبعاً .. عمره (شيرلك بوست)؟

- لا .. هو ما (بيشير) إلا (بوستات) دينية .. وأنا - زي مانتا عارف - معنديش (بوستات) دينية

- طيب .. عمره (كمنتلك) ع (بوست)؟

- ممممممم .. مرات .. يعني .. (كمنت) مرتين او ثلاث مرات

- طيب يا ذكي .. عمره (ليكلك)؟

- آه .. من وقت للتاني (بليك) .. إذا بحبشت بتلاقي .. أقسم بالله بتلاقي بس إنت بحبش

- طيب بوعدك أبحبش .. بس حتى لو لقيت (لايكين) ثلاثة هذا مش مبرر يكون في ال(كلوز فرندز) .. وخاصة إنو بيطنش رسائلك ع الخاص وعمرو ما رد عليها

- أنا حر .. وأعتقد مش من حقك تتدخل في خصوصياتي

- حبيبي روووووق وبلاها العصبية معي .. شكلك مش عارف مع مين بتحكي! ولك أنا الفيسبوك أنا .. فاهم ولا لأ؟

2014/12/06

وبستنّاك بقالي سنين

وبستنّاك بقالي سنين

وكلّ الدّنيا فايتاني

وكلّ ماتخلص الغنوة

تمللّي أعيدها من تاني

وخايفة أنام .. تدقّ الباب

وما اسمعهوش

تقوم رايح وتنساني

وخايفة تجيني تلقاني

على وشّي خطوط العمر

وع العلاّقة فستاني

وخايفة تكون في عزّ الفرْح

وانا غارقة بأحزاني

وأنسى أبوسك وتنسى

حناني ودفء أحضاني

وخايفة تكون نسيتني زمااااااان

واكون في الحلم دفيانة

ولما اصحى الاقيني

ماليش غير برد حرماني

ولاقي الأوضة مليانة

قزايز بيرة فضيانة ..

وْ هوايا هوّ دخّاني

2014/11/30

سوسنة

وعالم من الورود أنتِ، أو فراشة ملوّنةْ

قصيدة، تهزّ خصرها لشاعرٍ،

تفجّر الأنهار في مدوّنةْ

مجموعة من الجيوش، حينما احتللتِهِ

لم يرفع الرّايات فوق مئذنةْ

بل قال لن أقاوم احتلالها،

سوسنة تضمّ سوسنةْ

2014/11/22

جين غباء

من داحس والغبراء

حتى داعش والرايات السوداء

ومروراً بالحلف الوثني بعاصفة الصحراء

آمنت بأن الجين الأوحد في الجسد العربي: جين غباء

حرية سقفها السماء

السماء - في اللغة - هي كل ما هو فوق رأسك .. سقف حجرتك سماء .. سقف سيارتك سماء .. الغطاء الذي تتدثر به وتغطي به رأسك سماء .. لذا فهم صادقون عندما يقولون لك إن حريتك سقفها السماء ..

أما واحد مشكلجي صحيح!

أنذال

انتفض العجوز الجالس على مدخل المسجد ..

- إمكم على إم مصاريكم .. حدا يسألني كيف حالك يا أنذال .. ناقصني برايزكم أنا؟

بتاع كله

- إنت بتشتغل إيه ياض؟

- أنا بتاع كله يا سعادة البيه

- يعني إيه بتاع كله؟ عندي جنينة عاوزة تعشيب. تقدر؟

- شغلتي يا بيه

- وعندي سور العمارة بده قصارة وطراشة

- ولا يهمك يا بيه. لو ما عجبتكش ما تدفعشي ولا مليم

- وعندي كمان مشروع عاوز دراسة جدوى اقتصادية

- احنا بتوع الدراسات كلها يا بيه

- معقولة؟ طيب المدام عيانة والدكاترة ما عرفوش السبب لغاية دلوقت

- دول ما بيفهموش حاجة يا بيه. تلت تيام بس وحتقوم زي الحصان

لقاء مع مواطن

- شو رأيك في الوضع الراهن؟

- رأيي في الوضع الراهن؟ في الحقيقة (توووووووووووووووووووووت).

- شو أمنياتك للمستقبل؟

- أمنياتي؟ والله أمنياتي (توووووووووووووووووووووووووووووووووووووووت).

- طيب .. شو بتحب تقول في ختام اللقاء؟

- والله .. بحب أقول (تووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووت).

- أعزائي المشاهدين نشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم لهذا اللقاء الرائع مع هذا المواطن والذي عبر فيه عن رأيه كما تلاحظون بكل حرية وشفافية .. وإلى اللقاء في لقاءات أخرى

2014/11/21

حيوان إسمه الإنسان

لا تهمني صراعات الأنظمة مع الأنظمة، ولا صراعات التنظيمات مع التنظيمات، ولا صراعات الأنظمة مع التنظيمات .. ما يهمني أن توجه جمعيات الرفق بالحيوان بعض اهتمامها لحيوان اسمه الانسان .. بما يكفي لكي يعامله المذكورون أعلاه كـــ .. إنسان

رغيف

- ليش خلوا رغيف الخبز مدور، مش مثلث أو مربع مثلاً؟

- عشان نظل طول عمرنا هوه بيركض وإحنا بنركض وراه

- شو يعني؟

- ولك يا عمي .. اللي بيقضي عمره يركض ورا الرغيف .. في مجال يفكر بإشي ثاني؟

2014/11/20

حلاقة

يعني بتفكروا اللي بتحلقله حبيبته بيبطل ياكل ويشرب؟ تسؤ .. ما بيبطل.

بيبطل ينام؟ .. أصلاً بيحلى النوم ساعتها.

بيحبس حاله بين اربع حيطان وبيقعد يمزع بشعراته؟ .. بالعكس .. بتبلش شمات الهوا والقياعة.

فـ (لزالك) .. اللي بتفكر (ازا) حلقت لحبيبها بتدمره .. لازم تعيد حساباتها ..

الزقي فيه حتى يلتعن سنسفيل اللي خلفه .. ساعتها بتوصلي لهدفك.

مع تحيات فاعل خير

فاصوليا

نسي فليحان الفاصوليا .. وعندما تذكرها كانت مصفرة ناشفة .. وهم بأن يخلعها ويرميها عندما خطرت له فكرة .. التمعت عيناه وابتسم ..

أخذ فليحان كمية من الفاصوليا المصفرة إلى زوجته .. وقال لها: اطبخيها!

كانت فلحة تخاف من فليحان وتحبه .. فطبختها ..

- كليها!

- ما بدك توكل معي؟

ضحك فليحان بلؤم ..

- لع

أكلت فلحة من الفاصوليا .. رافبها فليحان بكل اهتمام .. ساعة .. ساعتين .. يوم كامل .. لم يحدث لفلحة شيء.

انبسط فليحان .. ولكنه أراد التأكد أكثر ..

كرر العملية عدة مرات .. وفي كل مرة كان يرافبها بكل اهتمام .. كانت تأكل دون أن يحدث لها شيء.

أخبر فليحان أقرباءه وأصدقاءه ومعارفه عن اكتشافه العظيم .. جربوا جميعاً على (فلحاتهم) .. لم يحدث لهن شيء.

ومن يومها .. ونحن (الذكور) نأكل الفاصوليا اليابسة .. بأمان

احتلال لذيذ

لا أحتاج إلى تصريح دخول إلى قلبك

أقتحمه عنوة

وأترك لك مهمة الإحتفال ..

بالإحتلال اللذيذ

2014/11/18

بيتغير حالنا؟

لو كل واحد يعمل واجبه بذمة وضمير، ويضيف عليه رشة إبداع، ويلفه بورق سوليفان من اللي عليهم سمايلي فيس ..

بيتغير حالنا شوي ولا لأ؟

2014/11/17

الكتاب الكبار

الكتاب (الكبار) لا يقرأون لغيرهم، ولا يتفاعلون مع من يقرأ لهم. يجلسون صامتين في أبراجهم، ليتباهوا فيما بينهم بعدد المعجبين والمعجبات.

لهم: متى ستكبرون فعلاً؟

ورقة وقلم وقصيدة

وضعوا القلم على الورقة وقالوا له: اكتب قصيدة!

ضحكت الورقة ضحكة داعرة .. فنكس القلم رأسه.

2014/11/16

جدران

جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل ..

مدان .. مدان .. مدان

وهنالك جدران فصل عنصرية كثيرة ..

أقمناها نحن بيننا

أما الجدار ..

الذي أقمتِه بيني وبينكِ ..

فقد وصل عنان السماء!

2014/11/14

سمك لبن تمر هندي

ليس كل ما ينسب إلى الدين هو من الدين بالضرورة .. وإلا لكان الدين سمك لبن تمر هندي .. ألا ترى معي أن فيه أكواماً لا تحصى مما لا يقبله عقل ولا ضمير؟

2014/11/13

هند

ووقفت هند بنت عتبة على ربوة مطلة على القوم، ومعها ثلة من المزز، بالكعوب العالية والفيزونات .. وأنشدت:

نحن بنات تارئ

نمشي على النمارئ

ان تؤبلوا نعانئ

او تدبروا نفارئ

فراء غير وامئ

فتحمس القوم وامتشقوا سيوفهم والتقى الجمعان وحمي الوطيس

ع الإشارة

عندما تكون في باص، وقعدتك جنب الشباك، وتيجي وقفة الباص ع اشارة ضوئية، ويتصادف ان تكون على يمينك سيارة صغيرة تقودها مزة، ويتصادف ان تلتقي عيناك بعيني المزة، فتبتسم (انت) وتبتسم (هي) .. ثم تضوي الاشارة الخضراء قبل أن ..

ساعنها ستلعن أشياء كثيرة

2014/11/11

فرفورة المول

بتفوت ع المول .. بتشوف فرفورة بتشرح الفلب .. بتبتسملها بتبتسملك .. بتقول لحالك: ليلتنا فل ان شاء الله .. بتحوس في المول وعينك عليها .. بتوقف ع الكاش وبتحاسب .. بتسكر عليك الطريق بابتسامة وبتقولك: مرحبا عمووو .. انا اسمي سوسو من شركة (..) وعندي إلك عرد خسوسي (=عرض خصوصي) .. مكنسة كهربائية بتندف (=بتنظف) سجاد وموكيت وبرادي وفرشة التخت وبتسوي شغلات تانية كتيييييييييييير حلوة .. ب 1350 دينار بس ..

يا عيون إمك إنتي .. يعني أنا وجهي وجه حدا بيشتري مكنسة كهربائية ب 1350 دينار أنا؟ مش شايفتيني اشتريت سجائر فرط؟

عرسان

قاعدين بجنب بعض ع اللوج .. هوه حامل موبايله وبيفسبك:

- اهلا حبيبتي .. اشتأتلك كتير .. إيمتى بأدر أشوفك؟

- أهلا يا روحي .. إي والله تزوجت .. بس بتضلي إنتي وبس اللي بالألب

- أهلا حياتي ..

وهيه حامله الموبايل وبتفسبك:

هاني .. بلوك

سمير .. بلوك

أحمد .. بلوك

عبسميع اللميع .. بلوك

لك يسعدلي هيك عرسان

2014/11/10

الكاتب الكبير

الفيسبوك - أحياناً - (يجاكرني) ..

كيف؟

سأعطيكم مثالاً ..

مرة .. حاولت أن أضع قبل إسمي لقب (الكاتب الكبير) ..

صفن الفيسبوك قليلاً .. ثم قال لي: نعم يا خوي؟ على أي أساس بدك أوافقلك على لقب (الكاتب الكبير)؟

قلت له: مش شغلك .. ومين إنت أصلاً حتى توافق أو ترفض؟

قال لي: من غير عصبية رجاءً .. إنت عضو في رابطة الكتاب؟

- لا

- عضو في نقابة الصحفيين؟

- لا

- طيب كيف بدي أوافق إنك كاتب؟ ولنفترض جدلاً إنك كاتب .. إقنعني إنك كبير!

قلت له: شو المعايير اللي حضرتك بتعتبرها كافية لمنحي اللقب؟

قال: ممممممم .. مثلاً .. عدد الأصدقاء .. عدد المتابعين .. معدل عدد البوستات في اليوم! .. معدل عدد الكومنتات للبوست الواحد .. معدل عدد اللايكات للبوست الواحد .. معدل عدد مشاركات الآخرين للبوست الواحد ..

قاطعته قائلاً: طيب خلص خلص خلص .. سديت نفسي الله يسد نفسك

2014/11/08

تصريح رسمي

نحن لا نصادر حرية أحد، كل ما هنالك، أننا نوفر له مكاناً هادئاً للتفكير، ونحاوره - بكل ديمقراطية - فيقتنع .. وهذا يحتاج، كما تعلمون، إلى بعض الوقت

2014/11/07

بياعين

بالزمانات .. كانت أم عكاب تتنقل بين بيوت البلدة، حارة حارة، وبيتاً بيتاً .. وعلى رأسها لكن كبير .. فيه كل ما يمكن أن تفكر فيه ربات البيوت من خضروات .. تدق الباب فيفتح لها .. تنزل ما على رأسها .. وتشتري ربة البيت ما تشاء .. ثم تضع اللكن على رأسها وتنتقل إلى بيت آخر ..

وكان ابو العبد يأتي الى البلدة من المدينة .. فيدور في الحارات بين البيوت حاملاً على كتفه أثواب القماش، ومسطرة حديدية طويلة يقيس بها عدد (الأذرع) التي تطلب منه النساء أن يقصها من هذا الثوب أو ذاك .. ليذهبن بها فيما بعد إلى الخياطة لتخيط منها الفساتين والتنانير ..

كان هذا زمان وولى .. فقد ظهرت المولات والسيفويات .. ولكن الكاتب هو الوحيد الذي ما يزال يحمل على كتفه (أو في لكن كبير يحمله على رأسه) نصوصه .. لعل وعسى يعود إلى بيته بما يملأ به (أفواها بذي مرخٍ زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرٌ ..)

فلماذا يا جدو؟

قالت الجحوش للحمار العجوز: احك لنا يا جدو قصة ما قبل النوم لننام!

فقال:

(يحكى ان حاكماً كان عنده شعب ..)

قاطعه احد الجحوش: شو يعني شعب يا جدو؟

فقال له: اسمع الحكاية للآخر بتفهم ..

وأكمل:

(.. وكان هذا الحاكم متضايقاً من مصاريف الشعب وكثرة متطلباته وطلباته .. فبدأ بخطة استراتيجية طويلة المدى لتعويد الشعب على الاقتصاد ..

قلص الحاكم النفقات الى النصف .. فمشي الحال ..

ثم قلص النفقات الى النصف .. فمشي الحال كمان ..

ثم قلص النفقات الى النصف .. ولا احلى من هيك ..

انبسط الحاكم .. واطمأن بأنه مهما قلص المقلص .. فسيمشي الحال ..

وذات صباح .. أفاق الحاكم على صوت رئيس الغفر:

- الشعب مات يا مولاي!

حزن الحاكم، أطال الله عمره، فقد كان ذا قلب رقيق، ودمعت عيناه، وقال:

يا للخسارة .. بعد أن تعود قلة الأكل مات!)

استغربت الجحوش كثيراً ..

- فلماذا يا جدو لم يعترض منهم أحد؟

2014/11/06

أوغاد

- هل ترين تلك المرأة؟

نظرتُ إليها .. امرأة منكوشة الشعر .. محمرة العينين .. كانت تجلس وحيدة على مقعد في مكان منزوٍ في الحديقة التي دخلناها للتو ..

- أجل .. ما لها؟

- إذا استفزتكِ بأي شيء فلا تنفعلي!

- ولماذا تستفزني؟

- ها؟ لا شيء .. ولكن .. إذا استفزتكِ .. حافظي على هدوئكِ!

- هل تعرفها؟

- مممممم .. لا .. يعني .. نوعاً ما ..

- ماذا تقصد؟

- لا شيء ..

- لا أفهم!

- طيب .. إنسي .. ليس بالأمر المهم

- ولكنني أريد أن أفهم!

- قلت لكِ .. ليس بالأمر المهم ..

- هل هي قريبتكَ؟

- لا .. مجرد صديقة .. أقصد .. كانت صديقة ..

- كانت؟

- أجل .. تركتُها .. تركتُها عندما أحسستُ بأنها لا تنظر إلي كمجرد صديق

- ماذا تقصد؟

- صارحتْني بأنها تحبني فتركتُها

* * * * * * *

جلسنا على مقعد منزو في الزاوية الأخرى من الحديقة .. كنت أسترق النظر إلى الجهة التي جلستْ فيها المرأة .. ورأيتُها تنظر نحونا .. أكثر من مرة .. بعينين كالجمر ..

* * * * * * *

- أنت! .. أيها الوغد!

نظرتُ إليها ..

- هل تخاطبيننا؟

لم تجبني .. ولكنها تشاغلتْ بالنظر إلى طائر فوق شجرة في الجهة الأخرى ..

- أوغاد .. أوغاد .. أوغااااااااد

انحنتْ إلى الأرض .. أمسكتْ بحجر صغير وقذفَتْه باتجاه الطائر الذي رفرف بجناحيه مذعوراً .. وطار بعيداً ..

* * * * * * *

- هل ترين تلك المرأة؟

نظرتْ إلي .. كنتُ منكوشة الشعر .. محمرة العينين .. أجلس وحيدة على مقعد في مكان منزوٍ في الحديقة التي دخلاها للتو ..

- أجل .. ما لها؟

- إذا استفزتكِ بأي شيء فلا تنفعلي!

- ولماذا تستفزني؟

- ها؟ لا شيء .. ولكن .. إذا استفزتكِ .. حافظي على هدوئكِ!

- هل تعرفها؟

- مممممم .. لا .. يعني .. نوعاً ما ..

- ماذا تقصد؟

- لا شيء ..

- لا أفهم!

- طيب .. إنسي .. ليس بالأمر المهم

- ولكنني أريد أن أفهم!

- قلت لكِ .. ليس بالأمر المهم ..

- هل هي قريبتكَ؟

- لا .. مجرد صديقة .. أقصد .. كانت صديقة ..

- كانت؟

- أجل .. تركتُها .. تركتُها عندما أحسستُ بأنها لا تنظر إلي كمجرد صديق

- ماذا تقصد؟

- صارحتْني بأنها تحبني فتركتُها

* * * * * * *

جلسا على مقعد منزو في الزاوية الأخرى من الحديقة .. كانت تسترق النظر إلى الجهة التي جلستُ فيها .. ورأتني أنظر نحوهما .. أكثر من مرة .. بعينين كالجمر ..

* * * * * * *

- أنت! .. أيها الوغد!

نظرتْ إلي ..

- هل تخاطبيننا؟

لم أجبها .. ولكنني تشاغلت بالنظر إلى طائر فوق شجرة في الجهة الأخرى ..

- أوغاد .. أوغاد .. أوغااااااااد

انحنيتُ إلى الأرض .. أمسكتُ بحجر صغير وقذفْتُه باتجاه الطائر الذي رفرف بجناحيه مذعوراً .. وطار بعيداً ..

2014/11/05

غلطتك أنت

اذا كلمت شخصاً وتجاهلك فتلك غلطته .. أما إذا كلمته مرة أخرى وتجاهلك فتلك غلطتك أنت

أوراق ذابلة

الشجرة ..

التي كانت ذات يوم ..

ترفل بآلاف الأوراق الضاحكة ..

لم يعد لها ..

إلا القليل من الأوراق المصفرة الذابلة

لماذا تصرين على إسقاطها؟

هل تتوقعين أن تكون ممتنة لذلك؟

2014/10/30

النافذة الحمقاء

ما عادت هذي النافذة الحمقاء تطل على ساحات الوردْ

ما عادت تدخل إلا البردْ

نافذة لا تنعش قلباً يبسه الصدْ

أولى بالسدْ

ما أبشع أن يشنق ماضٍ أو يجهض غدْ

مواطن

لست (والحمد لله) من مطالعي الصحف أو متابعي وسائل الإعلام المختلفة .. لأنها كانت تشعرني (كلما طالعتها أو تابعتها) بأنني إنسان غير سوي .. فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية عال العال، وليس في الإمكان أبدع مما كان، فأقتنع (والحالة هذه) أن علي أن أعرض نفسي على لجنة طبية مختصة بالأمراض النفسية والعقلية، (لأن ما أشعر به يتناقض مع (الحقائق) التي تدمغني بها تلك الصحف والوسائل)، لكي أحصل (وعلى نفقتي الخاصة) على العلاج المناسب الذي سيعيدني إنساناً سوياً ومواطناً صالحاً ..

بالمناسبة، حدا يشرحلي شو يعني (بالضبط) كلمة (مواطن)؟

2014/10/29

نؤتتين بنزين

ملابسها آخر أناقة، صيغتها وساعة يدها والاكسسوارات التي ترتديها آخر (فخارة)، حقيبة يدها وحذاءاها بالشيء الفلاني ..

أوقفت سيارتها بقربي وابتسمت في وجهي .. (آه والله ابتسمت) .. وقالت: ممكن سؤال لو سمحت؟

طبعا (وكأي رجل شرقي) استنفرت، وصرت في أعلى درجات التأهب والجاهزية، وقلت: أكيد تفدلي (=تفضلي .. طبعا انا عادة بقول تفظلي) ..

قالت: أأرب (=أقرب)كازية أديش (=قديش) بتبعد من هون؟

وصفت لها بالتفصيل الممل المسافة والطريق بحيث تستطيع الوصول حتى لو اغمضت عينيها .. ابتسمت مرة أخرى (تؤبرني ابتسامتها شو بتجنن) وقالت: شكراً .. بس ممكن أتلب (=اطلب) منك تلب (=طلب) تاني؟

قلت لها: ولوووو! ..

رسمت على وجهها نظرة حزينة وقالت: للأسف مو حاملة مساري (=مصاري) .. ممكن لو بس خمس دنانير عشان أحت (=أحط) نؤتتين (=نقطتين) بنزين بوسلوني (=يوصلوني) للبيت؟

2014/10/28

واقع زنيم

أضحك، ليس لأن حياتنا حلوة، فواقعنا مأساوي، ولكن أمام هذا الواقع المغرق في قباحته أمامك خياران: أن (تطقّع) له، أو (يطقّع) لك ..

أما أنا فقد اخترت أن أخرج لك لساني هازئاً أيها الواقع الزنيم

2014/10/26

آخر معلقات العرب: بوس الواوا - للشاعرة هيفاء بنت وهبي

مما لا شك فيه أن العرب اتسمت بالفصاحة والبلاغة .. وقد اختارت العرب سبع قصائد، علقت على جدار الكعبة، فيما عرف فيما بعد بالمعلقات السبع (وقيل المعلقات العشر) .. وبعيداً عن ذلك الخلاف التاريخي في كونها سبعاً أو عشراً، أبت العروبة إلا أن تثبت أنها ولادة، وأن الزمن لم يمنعها من أن تنجب من يضيفون إلى تلك المعلقات معلقة جديدة .. إنها معلقة (بوس الواوا) ..

وفي حين كانت المعلقات السبع (أو العشر) جميعها لشعراء ذكور .. فإن معلقة (بوس الواوا) تتميز بأنها معلقة (أنثوية) .. فيما ينبغي اعتباره كسراً للاحتكار الذكوري لحقل المعلقات ..

فجزى الله هيفاء وهبي خير الجزاء .. ولا غرو .. فعصرنا هو عصر تحرر المرأة من قيودها لتنطلق في أوتوستراد الإبداع في كافة حقوله ومجالاته ..

وكما كان الشاعر الجاهلي يجمع في قصيدته كل أغراض الشعر .. من غزل وفخر ومدح وهجاء، فإن معلقة بوس الواوا تتكون من أربعة محاور أساسية:

المحور الأول:

ليك الواوا بوس الواو خلى الواوا يصح

لما بست الواوا شلته صار الواوا بح

أما المحور الثاني فهو:

بقربك خبينى اغمرنى ودفينى

انا من دونك انا بردانه اح

المحور الثالث:

الليله احلى سهره عند احبابى

بدو يانى البس احلا تيابى

بلبس لعيونك يا حبيبى

كل جديد ودح

في حين تختتم هيفاء وهبي معلقتها بالمحور الرابع والأخير:

بوثق فيك وبدى تبقى حدى

انت بين الناس الاغلى عندى

و اخر همى شو ما يقولو غلط ولا صح

* * * * * * *

كمقاربة أولى لنص معلقة بوس الواوا، يمكن أن نلمس فيها أبجديات النظرية العلمية الثورية التاريخية الديالكتيكية، وأقصد أبجديات العمل الثوري في علاقة الطليعة الثورية المثقفة بجماهيرها .. فالمثقف الثوري الملتزم بالجماهير وقضاياها سيكون قادراً على التغلب على آلامه وأوجاعه بالتفاف الجماهير المحبة حوله .. فمحبة الجماهير ستنسيه كل تلك الآلام والأوجاع وكأنها لم تكن:

(ليك الواوا بوس الواو خلى الواوا يصح

لما بست الواوا شلته صار الواوا بح)

ويتأكد هذا المعنى بالمحور الثاني من المعلقة .. حينما تحتضن الجماهير المثقف الثوري الملتزم، فتحميه من أعدائها وأعدائه، وتمنحه طاقة ودفئاً وحماساً:

(بقربك خبينى اغمرنى ودفينى

انا من دونك انا بردانه اح)

ويفاجؤنا المحور الثالث من المعلقة بحقيقة مبهرة .. فالمثقف الثوري الملتزم قادر على التجديد الدائم بما يجعله المعبر دائما عن قضايا الجماهير ومصالحها، فلا يتجمد عند مقولات تثبت التجربة والمراس عدم صحتها بل ينقلب على نفسه وعليها مجدداً:

(الليله احلى سهره عند احبابى

بدو يانى البس احلا تيابى

بلبس لعيونك يا حبيبى

كل جديد ودح)

إن المثقف الثوري يثق في نقاء الجماهير وحدسها الثوري وقدرتها الدائمة على تمييز أصدقائها وأعدائها .. هذه الثقة المتبادلة تجعله يمتلك الصلابة الثورية فلا يخشى في الحق لومة لائم ولا يؤثر فيه تشكيك مشكك:

(بوثق فيك وبدى تبقى حدى

انت بين الناس الاغلى عندى

و اخر همى شو ما يقولو غلط ولا صح)

* * * * * * *

والمفاجأة المذهلة في المعلقة هي التكرار اللذيذ لهذا المقطع:

ليك الواوا بوس الواو خلى الواوا يصح

لما بست الواوا شلته صار الواوا بح

وقد اتفق جميع النقاد أن التكرار ممل مخل إلا في هذه المعلقة .. فهو يقوم بدور تأكيدي على ما يسمى (بثيمة النص الأدبي) .. وأعني بها هذه العلاقة الجدلية ما بين الألم (الواوا) ونقيضه (البوسة)!

أما الأكثر إبهاراً في المعلقة فهو مقدمتها .. عندما تردد الشاعرة كلمة (واوا) أربع مرات:

واوا

واوا

واوا

واوا

* * * * * * *

ليك الواوا

* * * * * * *

أما عن (ليك الواوا) هذه .. فحدث ولا حرج!

2014/10/25

دكانتي

قال لي أبو خليل: راح أسكّر الدّكّانة.

فوجئت .. وأحزنني الخبر ..

قلت له: ليش يا زلمة؟ م هيّك قاعد بتتسلّى فيها .. مش أحسنلك من قعدة البيت؟

- والله مهي موفّية معي بالمرّة يا جار .. مش جايبة همّها .. انا قاعد بصرف عليها بدل ما هيه تصرف عليّي ..

- طب ليش؟ وين زباينك؟

ابتسم بحزن ..

- ما ظلّ زباين غيرك انت وأكمّن واحد بسّ ..

- والباقي؟

- الباقي .. الله يسهّل عليهم .. صاروا يشتروا من المولات .. والسيفوي .. والسوبرماركتات الجديدة ..

صفنت ..

يبدو أنّ عليّ أنا، أيضاً، أن أسكّر .. دكّانتي.

2014/10/24

ارتفاع وسقوط

تنقطع أنفاسنا لكي نرتفع. ولكن السقوط لا يحتاج منا إلى أي جهد

إعدام وشمس وهواء

استدعاه مدير السجن وقال له: اسمع يا إبني. سينفذ حكم الإعدام خلال الأسبوع القادم

أجاب بكل هدوء: حقاً؟

- هناك شيء آخر .. ستبقى في زنزانتك لوحدك ولن تخرج إلى باحة السجن بعد الآن

انتفض واقفاً، وقال بغضب واهتياج: أعترض يا سيدي. ليس من حقكم أن تحرموني من الشمس والهواء!

2014/10/23

قناعات

قد لا أستطيع أن أقول ما أنا مقتنع به. ولكنني أستطيع أن لا أقول ما أنا غير مقتنع به.

الحركة والتغيير

الحركة ضرورية والتغيير ضروري .. ولكن الحركة ينبغي أن تكون إلى الأمام لا إلى الخلف. والتغيير ينبغي أن يكون إلى الأفضل لا إلى الأسوأ.

أبواب ورياح

أعتقد ..

أنه قد آن الأوان ..

لإغلاق الأبواب ..

التي لا تدخل منها ..

إلا الرياح الباردة

فلا تكن غيرك

وقال لي:

خلقتُكَ لكي تَكُونَ نفسَك

فلا تكن غيرَكَ

ولا تسمحْ لغيركَ أنْ يغيرَكَ

فإنكَ إنْ فعلتَ أشركْتَ

وإنْ أشركْتَ غضبتُ

وإني أعلمُ أنكَ لي محبٌّ

فكذلكَ خلقتُكَ

2014/10/22

معارضة وموالاة

- لماذا توقفت عن الكتابة في السياسة؟

- لأن .. السياسة .. أصبحت .. هههههههههههههههه

- هل أنت معارض؟

- ههههههه .. معارض؟ .. ههههههههه

- إذاً أنت من الموالاة

- موالاهاهاهاهاهاهاااااااااااااااااااااا

هز المحقق رأسه بيأس .. ووجه كلامه لزميله: اكتب يا إبني .. يخلى سبيل المتهم .. وأقفل المحضر بتاريخه وتوقيعنا

مشغولة

سألته: ما أخبارك مع فلانة؟

قال: إنها من أعز أصدقائي .. موجودة في قائمة Close Friends .. ولكن .. سبحان الله يا أخي! .. بمجرد دخولي إلى الانترنت يتصادف خروجها منه!

- وكيف عرفت؟

- يكون على يمين إسمها في قائمة المتواجدين كلمة Web أو Mobile

- ثم؟

- ثم تختفي لتحل محلها 1m

ابتسمت في سري ولكنني قلت:

- نعم نعم .. سبحان الله! ولكن يا صديقي .. لا ألاحظ أبداً أنها تتابع ما تكتب .. لا تعليقاً ولا إعجاباً

قال: أنا أقدر أنها مشغولة ولا ريب .. لذلك أضع في صندوق رسائلها نسخة من كل ما أكتب

قلت: جميل .. وبماذا ترد على رسائلك؟

ارتسمت على وجهه ملامح ضيق شديد .. وقال: لا ترد ..

ثم قال بعصبية واضحة: ألم أقل لك إنها ولا ريب مشغولة جداً؟ ألا تفهم؟

ابتسمت في سري مرة أخرى .. وقلت له: صحيح .. سامحني فقد نسيت

2014/10/17

لا تستغرب

عندما تدوس أنت على كرامتك، لا تستغرب إذا داسها الآخرون

عالم آآآآآآآآآخر تماماً

جميع الفيسبوكيين رائعون .. إنهم ليسوا أولئك الذين (يدافشوننا) في طوابير المولات والباصات وأمام صناديق الدفع في شركات المياه والكهرباء والاتصالات .. إنهم ليسوا أولئك الذين يسوقون سياراتهم بأسلوب (شارع أبوي وأنا حر فيه) .. إنهم ليسوا أولئك الذين يحولون أي مكان يذهبون إليه لتقضية ساعتين زمان في أحضان الطبيعة إلى مزبلة .. إنهم ليسوا أولئك الذين يضربونك (إسفين مرتب) عند رئيسك في العمل فيطلع الدخان من راسك بدون أن تولع سيجارة ..

يا أخي شو بدك بالحكي .. الفيسبوكيون عالم آآآآآآآآآخر تماماً

2014/10/16

النوري

كلما مررنا بخرابيش النور .. وإذا كانت الغزالة رايقة .. أنظر في مرآة السيارة إلى بناتي الجالسات في المقعد الخلفي وأقول:

- بابا .. هدول قرايبكم

في البداية ذهلت الفتاتان ..

- عنجد عنجد هدول قرايبنا؟

- اها ..

أصمت قليلاً لمزيد من الحرقصة للفتاتين .. ثم أضيف:

- بابا .. في إشي أنا وإمكم خبيناه عنكم ..

تتطلع الفتاتان إلي بانتباه وفضول شديدين ..

- الحقيقة .. أنا وإمكم لقيناكم ورا النور .. و .. تبنيناكم .. و .. ربيناكم ..

- عنجد بابا؟ يعني إنت مش بابا؟

- اها .. حتى .. إسألوا إمكم!

- ماماااااااااااا .. عنجد إنتو لقيتونا ورا النور؟

تدخل زوجتي في الدور ..

- آه يا ماما ..

- يعني إنتي مش إمي؟ وبابا مش بابا؟

- آه ..

تنبسط هنادي ..

- ياااااااااي .. ما أحلاها أصلاً عيشة النور

أما ديانا فتنفعل .. وتدمع عيناها .. زي اللي عنجد ..

تندمج زوجتي أكثر في الدور .. وتوجه سؤالها للفتاتين:

- طيب .. افرضوا النور إجوا وقالوا بدنا بناتنا .. بتقبلوا تروحوا معهم؟

تصهلل هنادي:

- آه .. ليش لأ .. أصلاً ما في أحلى من عيشة النور

أما ديانا فتنفجر فيما يشبه البكاء

- ما بقبل .. ما بقبل ..

أتذكر .. وجه أمي الأبيض يحمر غضباً عندما كان يرتفع منسوب الشقاوة في دمي:

- والللللله لأورررررررريك .. يا نوري! بيجي أبوك وبتشوف!

نظرت في مرآة السيارة إلى الفتاتين في الكرسي الخلفي .. كانت هنادي تنظر بإعجاب إلى الخرابيش الملونة .. وديانا تمسح زجاج نظارتها من بقايا الدموع ..

النصوص الأولى

النصوص الأولى للكاتب، تشبه تلك الأشياء، التي تتراكض ربة البيت وبناتها لإخفائها، كلما رن جرس الباب منذراً بقدوم الضيوف ..

كم أحب هبل تلك النصوص البسيطة والصادقة

2014/10/15

قلبك أنت

تبسمك في وجه قلبك أنت صدقة. صدقني يا عزيزي، غرفة المعيشة أولى بالاهتمام من غرفة الضيوف

لست أدري

لست أدري

أنت يومي .. أم غدي .. أم أنت أمسي

كل ما أدريه أني .. عند بحثي عنك .. قد ضيعت نفسي

2014/10/13

طبيب

خلع الطبيب نظارته ووضعها على مكتبه .. نظر إلي بأسى .. وقال:

- كم نصاً كتبت حتى الآن؟

- مممممم .. لا أعلم بالضبط .. ولكنها خمسمائة وبضعة وسبعون نصاً ..

- اها .. ممتاز .. لأنني مضطر لإخبارك بأنك لن تكون قادراً على كتابة نصوص جديدة ..

- ماذا؟ لن أستطيع كتابة نصوص جديدة؟

- للأسف!

- أليس هناك حل يا دكتور؟ أدوية؟ مقويات؟ فيتامينات؟ أي شيء؟

هز الدكتور رأسه ..

- إنه سن اليأس يا رجل! ألم تسمع بسن اليأس؟

- ولكن يا دكتور ..

قاطعني ..

- عليك أن تتقبل الأمر .. أنت رجل واقعي وعقلاني ومؤمن .. ألست كذلك؟

وقف ماداً يده نحوي لمصافحتي .. منهياً النقاش:

- لا تحزن .. ما كتبته حتى الآن يعتبر إنجازاً .. قليلون في عمرك من كتبوا هذا العدد من النصوص

مددت يدي لمصافحته .. ولكنها اصطدمت بالكومودينة الملاصقة للسرير .. فأفقت!

2014/10/11

قنزحة

على فكرة .. القنزحة مش صعبة أبداً ..

واللهي ما بدها إشي .. وأي واحد بيقدر يتقنزح

راسمالها .. اذا حدا ابتسملك .. تعمل حالك مش شايفه

وإذا قلك مرحبا .. تعمل حالك مش سامعه

وإذا مد إيده يسلم عليك .. تعمل حالك مش منتبه

وإذا صدف واجت عينك في عينه وما في مجال لأي مما سبق .. تقوله: هاي .. عن ازنك كتير مشغول .. بنشوفك أكيد .. بااااااااااااي

شايفين قديش القنزحة سهلة؟

كان في مرة طفلة زغيرة

كان في مرة طفلة زغيرة

عم تلعب بالحارة

بتلعب معنا سبع حجار

بتسرق من اهلا دينار

بتوزع علينا قلول

بتشاركنا المنقوشة

ونعطيها سيجارة

كبرنا شوي وصرنا نحلم

انها تشاركنا الأسرار

وتحكينا أسرارا

ولما شفتا واحنا كبار

قالت كيفك يا ختيار

قلتلا يسعد هالطلة

بتضلك حلوة ومحتلة

قلبي يا أحلاها فلة

صبية وختيارة

2014/10/06

خمسيناية

على الطريق الصحراوي من العقبة إلى عمان عشرات الدوريات الخارجية .. توقفك الدورية فتقف .. يلقي أحدهم نظرة على من في السيارة .. ثم يقول لك: اتسهّل ..

قالت ديانا: لما أشوف الدوريات بنبسط .. بحس بالأمان ..

وافقتها هنادي .. وهزت زوجتي رأسها موافقة أيضاً ..

لمحت دورية من بعيد متوقفة على يمين الطريق .. وقد توقفت أمامها سيارتان أو ثلاث .. نظرت إلى عداد السرعة .. كلشي تمام .. الحزام في مكانه .. أوكي .. زوجتي تضع الحزام أيضاً .. رائع .. لا يوجد أي سبب لتأنيب الضمير وتوقع مخالفات من أي نوع .. أشار لي الشرطي بالتوقف .. خففت السرعة تدريجياً حسب الأصول إلى أن توقفت أمام الدورية بهدوء المواطن الصالح وابتسامته ..

أشار الشرطي للسيارات المتوقفة أمامي بالانطلاق: الله معك .. ثم توجه نحوي وهو يخاطب الضابط بصوت عال: هاي هي السيارة المعمم عليها سيدي!

- رخصك!

- مددت له يدي برخصتي ورخصة السيارة ..

- هويتك كمان!

بحثت عن الهوية وسلمتهه إياها ..

- سيد محمد؟ عليك تعميم .. مخالفة رادار، وعدم الاستجابة لإشارة الدورية بالتوقف! هاي الضابط .. إحكي معه!

حركت السيارة قليلاً متوجها إلى المكان الذي يقف فيه الضابط ..

- أولاً كل عام وإنت بخير

- وانتو بخير

- .. والحمد لله ع السلامة ..

- الله يسلمك!

- سيد محمد سيارتك عليها تعميم .. مخالفة رادار، وعدم الاستجابة لإشارة الدورية بالتوقف! وهاي مخالفتها خمسين دينار. إذا دفعتها هسه بنسمحلك تمشي عادي .. إذا ما بدك تدفعها فيها سحب رخص وحجز السيارة .. شو بتحب تدفع ولا نسحب الرخص ونحجز السيارة؟

- بدفع ..

- اوكي .. 50 دينار لو سمحت!

ناولته ورقة خمسيناية .. فطواها بين أصابعه بعناية .. ثم أمسكها بكلتا يديه ..

- سيد محمد .. إنت دفعت الخمسين دينار .. وهاي الخمسين دينار إنت دفعتها للدولة .. صحيح؟

- صحيح!

- كل عام وانت بخير ..

- وانت بخير ..

- وإحنا بنقدم الخمسين دينار عيدية منا لعائلتك .. ثلاثين دينار لزوجتك .. وللبنتين اللي ورا كل واحدة عشرة .. لمين بتحب نسلم الخمسين؟

- للماجستير

- مين الماجستير؟

- البنت الكبيرة ..

نظر الضابط إلى البنات في الكرسي الخلفي .. ابتسم وقال: لأ .. إذا استلمتهم الكبيرة بتاخذ المصاري وما بتعطي البنت الزغيرة إشي ..

وسلم الخمسيناية إلى ديانا ..

في الأثناء كان الشرطي قد أوقف خلفنا سيارة أو سيارتين ..

- توكل يا حاج .. الله معك .. توصلوا بالسلامة وكل عام وانتو بخير ..

ثم وجه كلامه إلى أحد رجال الدورية: حلّيتوهم؟ جيبوا حلّوهم

أحضر الشرطي علبة شوكولاتة .. وحلونا ..

قالت ديانا: لما أشوف الدوريات بنبسط .. بحس بالأمان ..

وافقتها هنادي .. وهزت زوجتي رأسها موافقة أيضاً ..

2014/10/03

آباء آخر زمن!

صارلي فترة ما شفت هنادي .. فجأة وجدتها تفتح باب غرفتي ..

- بابا .. انا زعلانة منك

- ليش؟

- صارلك فترة (مطقعلي)!

- أنا؟

- آه إنت .. مطنشني ع الفيس وع الموبايل!

طبعا أنكرت ..: يا بابا والله تعب .. وضغط عمل .. الخ

بعد أن ذهبت هنادي إلى الغرفة الأخرى لتأكل حصتها وحصة ديانا من الكوسا المحشي وورق العنب .. بحبشت في الإنبوكس تبع الفيسبوك:

رسالة في 17 سبتمبر: بابااااااااااااااااااااااااااااا

(انا مش هون)

رسالة أخرى في 27 سبتمبر: عندما اقرأ كتاباتك اشعر بالفخر .. الأمل .. والقوة ..

مساك ورد

(انا مش هون)

وفي الإنبوكس تبع الموبايل:

رسالة في 1 اكتوبر: بحبك

(انا مش هون)

آسف يا بنتي .. (شكلي) عن جد كنت مطقعلك ..

آباء آخر زمن!

صواريخ ودبابات

بعد الإضافة تبادلا (اللايكات) .. ثم (الكومنتات) .. ثم فاجأته بقذيفة صاروخية عابرة للقارات من نوع (شير) جعلت الدنيا تلف به فأصابه الدوار ..

- نتقابل؟

- اوكي!

في المكان والزمان المحددين جلس ينتظر .. دخل (صاروخ) فدق قلبه بعنف وانشرحت أساريره .. ولكن الصاروخ استقر على طاولة أخرى .. دخل (صاروخ) ثاني .. ”واااااااااااااو“ .. ولكنه - ايضاً- استقر على طاولة أخرى في الجهة الأخرى من المكان .. بعد نصف ساعة امتلأ مدخل المكان ب (دبابة)

- ”لالالالالالالالالالالالالا“ ..

جالت الدبابة بفوهة مدفعيتها في أرجاء المكان .. ثم اتجهت نحوه .. بهدوء .. وثقة

تركيز صفر

أفقت من نومي .. ذهبت إلى الحمام .. ثم إلى المطبخ .. بدأت بإعداد كاسة ثري ان ون ..

- احنا صايمين. ما بدك تصوم؟

- لأ

- يا زلمة حرام .. هوه يوم في السنة

- لأ مش حرام .. صيام يوم الوقفة سنة مش فرض

- يا زلمة النهار قصير هسه مش زي أيام رمضان واحنا كلنا صايمين

- اللي بده يصوم يصوم .. مين مانعه؟

كنت قد أنهيت تسخين الماء وصبه في الكاسة وتحريك المحتويات

- ع فكرة انت تركيزك صفر!

نظرت إليها متسائلا .. كانت تحضر الفطور كعادتها في كل أيام العطلة .. وفي فمها علكة تطرقع .. وفي منفضة السجائر أعقاب سجائر طازجة ..

2014/09/27

سيدة الصد

هيَ سيّدةٌ تتفنّنُ في ألوانِ الصدْ

إنْ يدنو منها عاشقُها تمعنُ في البعدْ

العاشقُ حرٌّ ويداهُ لا تهوى القيدْ

هلْ أنتِ إلهٌ سيّدتي؟ أمْ هوَ لكِ عبدْ؟

2014/09/26

جدران وقلوب

على جانبي الطريق الصحراوي، اللاهث من العقبة جنوباً إلى عمان شمالاً، تترامى - هنا وهناك - أنقاض بيوت قديمة من الطوب، غرفة غالباً .. أو غرفتان أحياناً، أرضياتها من تراب، لا سقوف لمعظمها، بلا أبواب ولا شبابيك، مجرد جدران أربعة، تدير ظهرها للطريق، ويلوذ بها عابرو السبيل ..

على بقايا جدرانها قد ترى قلوب حب، رسمتها - بحجر من حجارة الصحراء - أيدٍ مراهقة، تخترقها سهام، وعلى جانبي كل سهم منها كتب - بخط رديء - اسمان: أحدهما لفتاة، والآخر لشاب .. تلك القلوب والسهام والأسماء - ربما - هي كل ما تبقى من قصة حب، عاشها - أو توهمها - شاب أو فتاة، مر - أو مرت - من ذلك المكان، قصة حب ربما نسيها أبطالها، ولم تعد تتذكرها سوى جدران آيلة إلى السقوط ..

اكتبوا حكاياتكم على أي جدار تصادفونه .. فسوف تتذكرها تلك الجدران حتى عندما تنسونها أنتم .. أو ينساكم أحباؤكم.

2014/09/20

على القبضة

بعناد عجيب أتعمد أن ألبس قميصي بطريقة تخفي الحزام .. وأرفض أن أصلي جماعة مع زملاء العمل لأن ذلك يعني أن أضطر لخلع الحذاء .. وأصر على أن لا يكتب لي الطبيب أية حقن وأن يستبدلها بالأقراص أو الكبسولات ..

وفي كل صباح، في تلك الدقائق العشرين التي أنجز فيها كل الفعاليات الصباحية (من ذهاب إلى الحمام، وتمشيط الكشة، وتبديل الملابس، ومحاولة احتساء ما تيسر من كاس النسكافيه، الخ .. الخ .. الخ) .. أتخذ قراراً تاريخياً .: (على القبضة) سأشتري زوجاً جديداُ من الجوارب بدلاً من هذه الكرات المهترئة والممتلئة بالثقوب .. وطقماً من الغيارات الداخلية بدلاً من هذه الأسمال البالية .. وحزاماً جديداً بدلاً من هذا الحزام الذي تزداد فيه التشققات كل يوم ..

هل قلت (على القبضة)؟ .. نعم .. أحاول أن أقنع نفسي بذلك .. وبأنني (فقط) قد نسيت!

2014/09/18

نافذة وستائر

وأخيراً وضع اللمسات الأخيرة .. ألقى نظرة متباهية على ما صنعته يداه .. ”كم أنت رائعة .. إنك في غاية الجمال يا حبيبتي“ .. احتضنها .. وضع شفتها السفلى بين شفتيه وأغمض عينيه .. ”لا تذهبي إلى أي مكان .. دقائق قليلة .. أغتسل وأعود إليك!“ .. واتجه إلى الحمام.

لم يكن التمثال الأول الذي يصنعه، ولكنه كان مختلفاً تماماً عن كل التماثيل الأخرى التي صنعها .. وضع فيها كل خبرته .. وكل مشاعره .. لقد بقي لشهور لا يغادر غرفتها إلا ليعود إليها أكثر شوقاً .. يحدثها .. يقص عليها حكايات طفولته ومراهقته وشبابه .. يبتسم .. ويضحك .. ويبكي .. ويناقشها .. ”ما رأيك بهذه التسريحة لشعرك؟ أليست جميلة؟“ .. ”هذا الفستان سيكون أجمل .. سيخفي عن أعين الناس كنوزك .. كنوزي .. هكذا أفضل .. لا ينبغي أن يراها كل عابر طريق“ .. ”لا تخافي .. إخفاؤها سيجعلها أكثر حضوراً .. سيحسون بها ولكنني لن أدعهم يرونها .. صدقيني إنهم لا يستحقونها .. ثم إنهم سينظرون إليها قليلاً ثم يذهبون لتخيلها في أجساد نسائهم .. أنا فقط من سيبقى يؤنس عتمة لياليك“.

عندما عاد إلى غرفتها لم يجدها .. كانت النافذة مفتوحة .. والستائر تتراقص في الظلام.

* * * * * * *

لماذا احتضنتني وقبلتني؟ ألم تدرك أن تلك القبلة حولتني من صخرة صماء إلى امرأة؟ امرأة حقيقية تحس كما تحس كل النساء؟ وتتمنى كما تتمنى كل النساء؟ عندما وضعت شفتي السفلى بين شفتيك وأغمضت عينيك لم أستطع إلا أن أغمض عينيّ. لم أستطع إلا أن أستحيل فراشة تبحث عن لهب سراج .. فحملتني أول نسمة هبت عليّ في غيابك ..فعدت ولم تجدني .. تركت لك نافذة مفتوحة .. وستائر تتراقص في الظلام ..

* * * * * * *

بحث عنها في كل مكان .. على مقاعد الحدائق العامة .. في نوافذ الحافلات .. بين النساء الخارجات من المساجد بعد صلوات التراويح .. في الطاولات المنزوية في زوايا الملاهي الغارقة في رائحة الخمور والإنارة الخافتة .. في ملامح قمر ظهر لدقائق معدودات بين سحابتين تعدو إحداهما وراء الأخرى ..

خرج ولم يعد .. وبقيت النافذة مفتوحة .. والستائر تتراقص في الظلام.

* * * * * * *

كلا سيّدي .. لم نجد معه أية أوراق تدل على هويته. نعم سيّدي .. نشرنا صورته في الجرائد لمدة ثلاثة أيام ولم يتعرف عليه أحد. حاضر سيّدي .. تمام سيّدي. علم سيّدي ..

وبقيت النافذة مفتوحة .. والستائر تتراقص في الظلام.

2014/09/12

نصف تفاحة

خرج جميع الحضور من القاعة ما عداها .. تلكأت .. وتقدمت منه باستحياء .. كان يلملم أوراقه المتناثرة على المنضدة ..

- كلماتك جميلة، أستاذ!

نظر إليها .. ”طفلة في عمر ابنتي .. أو لعلها أكبر قليلاً“

- شكراً يا بنتي ..

اغرورقت عيناها ..

- الله! من زمان ما سمعت هالكلمة، أستاذ

رق لها قلبه ..

- تسمحلي أرافقك لسيارتك؟

ضحك .. وأشار بيده إلى حذائه:

- هاي سيارتي

ابتسمت ..

- وين ساكن، أستاذ؟

- في (..)

- ممتاز .. في طريقي .. تسمحلي أوصلك؟

سار معها إلى المكان الذي ركنت فيه سيارتها .. أخذت مكانها في مقعد القيادة وفتحت له باب السيارة ..

* * * * * * *

- هون لو سمحتي .. شكراً يا بنتي!

أوقفت السيارة أمام مدخل العمارة .. مد يده إليها مصافحاً .. استبقت كفه في كفها ورفعت إليه عينين تترقرق فيهما دمعتان ..

- تسمحلي أقولك بابا؟

اجتاحته موجة حنان، فقال:

- بكل سرور

* * * * * * *

كان يتهيأ للنوم عندما رن هاتفه ..

- أزعجتك؟

- لا بالعكس ..

- كويس .. ما كانش ممكن أنام قبل ما أسمع صوتك ..

تحدثت طويلاً .. تحدثت بعفوية وتلقائية كأنما تعرفه منذ كانت في المهد .. تحدثت كثيراً وبكت كثيراً وضحكت كثيراً .. وعندما أحست بالجوع اصطحبته معها إلى المطبخ مواصلة الحديث عن لا شيء وعن كل شيء .. انقطعت المكالمة فجأة فأحس بالقلق .. فكر أن يتصل بها ليسألها عن السبب إلا أنه عدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة .. غلبه النعاس فنام

* * * * * * *

أخرجت من حقيبتها تفاحة وسكيناً .. قسمت التفاحة إلى نصفين وقدمت له واحداً .. مد يده ليأخذه ولكنها هزت رأسها:

- هئه

قربت نصف التفاحة من شفتيه وكأنها تأمره فامتثل .. قضم منه قضمة واحدة .. قضمت من النصف الآخر قضمة صغيرة وناولته إياه .. أخذت مغمضة العينين تتهجى بشفتيها حروف فمه التي انطبعت على النصف الذي أكل منه ..

* * * * * * *

استيقظ على رنين هاتفه .. كانت الشمس تتوسط إطار النافذة ..

- صباحووو يا أحلى أب في العالم!

إذاً فقد كان مشهد التفاحة حلما؟ .. أحس بخجل شديد وشكر الله أنها لا تستطيع من مكانها رؤية ملامحه في تلك اللحظات ..

- قلقت عليكي يا بنتي لما انقطع الخط وكنت بدي أرن عليكي .. خير شو صار؟

ضحكت ببراءة ..

- خلص الرصيد

* * * * * * *

تكررت اللقاءات والمهاتفات .. أخذته بسيارتها إلى أماكن كان يسمع بها ولم يرها قط .. وعندما يخلو المكان إلا منهما كانت تغني وترقص وتضحك ..

* * * * * * *

خلعت حذاءها ..

- بابا!

- عيون بابا!

- تسابق؟

- يللا!

ولكنها سبقته ..

ارتمى لاهثاً على الأرض تحت شجرة صفصاف باسقة وأسند ظهره إلى جذعها .. فارتمت إلى جانبه متضاحكة ..

- يا عجووووووز!

أسندت رأسها على صدره فاحتضنها .. وبحنان بالغ سوى خصلات شعرها المتناثرة فلثمت راحته ..

* * * * * * *

- بابا!

- عيوني

- سأتزوج

حدد بالضبط ماهية مشاعرك!

- مبروك يا بنتي!

حدقت في عينيه الغائمتين .. احتضنته وطبعت قبلة على خده ..

- ما أجملك وما أجمل قلبك .. أيها العجوز!

ثم قالت بعد صمت:

- راح تيجي تحضر العرس .. بخنقك لو ما جيت!

* * * * * * *

كانت عيناها تجوبان صالة الأفراح بحثاً عنه .. استبد بها القلق .. من الزاوية البعيدة أشار إليها بيده فتهلل وجهها فرحا .. همست في أذن العريس فهز رأسه موافقاً .. تقدما نحوه ..

- بابا .. عريسي جمال

تصافحا ..

- تشرفنا!

- مبروك يا إبني .. مبروك يا بنتي

أخذته من يده .. أجلسته على طاولة قريبة من اللوج ..

* * * * * * *

عزفت الفرقة موسيقى هادئة .. همست في أذن عريسها مرة أخرى فهز رأسه موافقاً .. تقدمت منه مادة يدها ..

- قوم!

- وين؟

- ح ترقص معي

- لأ

جذبته من يده فكان لا بد أن يمتثل .. تمايلا على أنغام الموسيقى الهادئة .. احتفظ بجسده بعيداً بعض الشيء لئلا تسمع دقات قلبه المتصاعدة .. ولكنها التصقت به وألقت برأسها على صدره هامسة:

- مش ح تبعد عني شو ما صار .. ما رح أسمح لك!

* * * * * * *

أخرجت من حقيبتها تفاحة وسكيناً .. قسمت التفاحة إلى نصفين وقدمت له واحداً .. مد يده ليأخذه ولكنها هزت رأسها:

- هئه

قربت نصف التفاحة من شفتيه وكأنها تأمره فامتثل .. قضم منه قضمة واحدة .. قضمت من النصف الآخر قضمة صغيرة وناولته إياه .. أخذت مغمضة العينين تتهجى بشفتيها حروف فمه التي انطبعت على النصف الذي أكل منه ..

2014/09/08

مسمار بولاد

صحيح أنني مسمار .. ولكنني لست مجرد مسمار .. رغم أنني في نظركم مجرد مسمار بولاد .. تم خلعه من مكانه على الحائط .. وملئ الثقب الذي كان يشغله بالمعجون .. تمهيداً لإعادة طلاء سقف البيت وحوائطه بالأملشن .. في إطار ورشة تجديد شاملة لديكورات البيت وأثاثه ..

قبل ثلاثين سنة دقني سيدي رحمه الله في هذا المكان .. وفي هذا المكان أصر سيدي على بقائي .. كان يحبني .. فقد كنت المسمار الوحيد الذي استطاع أن يخترق صلابة الجدار وأن يبقى صامداً طيلة تلك السنوات .. وأن يحمل بحب وحنان حطته وعقاله وعباءته وما هو أكثر من ذلك .. وكنت أحبه .. فأستلم منه ما يعلقه علي بلهفة وحنان .. وأحتفظ به كما تحتفظ سيدتي بالرسالة الوحيدة التي أرسلها ابنها الذي غاب عنها لسنوات ..

في هذا المكان ظللت طيلة تلك السنوات .. أستمعت سعيداً لهمسات سيدي وسيدتي الملونة .. وشاركتهما سعادتهما بقدوم هند ومهند وفاطمة ودعاء .. وشاركتهما حزنهما ودموعهما كلما كان مهند يعود قبيل الفجر فيقابل اسئلتهم القلقة بالصراخ والشتائم .. وشاركتهما فرحتهما بزفاف هند وفاطمة .. وذرفت معهما الدموع برحيل دعاء المفاجئ والتي انقطعت برحيلها الضحكات المشاغبة والابتسامات الحانية ..

لم أكن مجرد مسمار تم خلعه من مكانه .. ولم أكن الوحيد الذي تم خلعه .. فبالأمس .. حمل مهند سيدتي إلى دار المسنين .. وحمل معها عكازها .. وصرة صغيرة وضعتني فيها مع أشياءها الحميمة .. وحطة سيدي وعقاله وعباءته

2014/09/06

عقوبة

عايش ليهم واحد واحد؟

زيّ الشّمعة تدوب لياليك؟

زيّ الماسورة والميّه

بترويهم بسّ بتهريك؟

ولمّا تصدّي بعد سنينك

بيتطلّع فيك وبيرميك؟

وبتزعل لمّا يبكّيك

اللّي مفروض يهنّيك؟

وبعد ما تدّيله اللّي ف نفسه

بيتمقطع وبيجحر فيك؟

هيّه عقوبة ربّك يمكن

عمّاله بينضّف فيك

2014/09/05

درس ديني

كنت أجر قدمي جراً، عائداً إلى البيت، بعد يوم عمل شاق .. وقفت على رأس ممر المشاة أتهيأ لعبور الشارع عندما انشقت الأرض فجأة عن أربعة رجال بلحى طويلة وشوارب محفوفة، يرتدون دشاديش بيضاء قصيرة وأغطية رأس ستايل أفغاني ..

- السلام عليكم ..

- وعليكم السلام!

مد أحدهم لي يده مصافحاً فمددت يدي، فالثاني، فالثالث، فالرابع .. لا بد أن الرابع أكبرهم لأن الشيب في لحيته كان أكثر منه في لحى رفاقه رغم أنه قد صبغه بلون بين الأصفر والأحمر .. لم يفلت بعد المصافحة يدي بل احتفظ بها بين يديه ..

- أخي الكريم .. ندعوك - بارك الله فيك - لحضور درس ديني في المسجد بعد صلاة العصر

نظرت مرة أخرى في وجوههم ..

- درس ديني؟ لمين؟

- إخوة في الله

- طب عن شو؟ قصدي شو موضوع الدرس؟

- يذكر بعضنا بعضاً بما فيه خير الإسلام والمسلمين إن شاء الله

- آآآه .. يا ريت والله بس أنا ..

قاطعني أصغرهم سناً:

- إنت مش فلان؟

- آه أنا .. مين حضرتك؟

- يا زلمة معقول صرت ناسيني؟

دققت في ملامح الرجل .. أعرفه ولا أعرفه ..

- يا زلمة أنا فلان!

آه .. تذكرت .. كان زميلي .. لم نكن في نفس الصف .. كان أكبر مني .. وسمعت أنه كان ممن ذهبوا لل(جهاد) في أفغانستان ..

وجه كلامه لكبيرهم: شيخنا هاظ فلان .. كان زميلي بالمدرسة .. ابوه فلان الفلاني بتتذكره؟

جمدت ملامح الرجل .. كان من الواضح أنه يعرف أبي، رحمه الله، وكان من الواضح أنهما لم يكونا على علاقة طيبة جداً .. ولكنه ابتسم وهز يدي .. وقال كما لو أنني بعير أضاعه ثم وجده بعد يأس وعناء:

- بالله؟ ما شاء الله ما شاء الله. وين بتشتغل؟

- في بنك

أجفل وترك يدي تفلت من يديه كما لو كانت رأس أفعى .. ولكنه استمر:

- ما شاء الله ما شاء الله

كان يقولها بنبرة لها معنى واحد: ”أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“ .. أكد هذا المعنى عندما قال وهو يهز رأسه:

- بس أبوك كان راجل فاضل .. سبحان الله!

ثم أضاف:

- طالما أبوك فلان معناتو أكيد لازم نشوفك اليوم في الدرس بعد الصلاة!

- يا ريت .. بس عندي مشوار ضروري اليوم .. خليها فرصة ثانية

لم يكن عندي مشوار .. لا ضروري ولا مش ضروري .. ويبدو أنه أحس أنني أكذب ..

في تلك اللحظة، مر بالجوار رجل آخر .. فتعربشوه وتركوني ..

قبل أذان المغرب بنصف ساعة رن جرس الباب .. فتحته .. كان هناك أربعة رجال بلحى طويلة وشوارب محفوفة، يرتدون دشاديش بيضاء قصيرة وأغطية رأس ستايل أفغاني ..

- أخي الكريم .. ندعوك - بارك الله فيك - لحضور درس ديني في المسجد بعد صلاة المغرب!

2014/09/03

وين يا مسهّل؟

تصحو من النوم .. تحس بالرغبة في العودة إلى النوم .. ولكنك تقاوم ذلك الإحساس (لأن عليك أن تسعى في مناكبها لتأكل من رزقه) .. تفتح عيناً واحدة نصف فتحة .. تحرك الماوس (لترفرش) شاشة اللابتوب لتعرف كم الساعة الآن .. ولكنك لا تستطيع تمييز الأرقام الصغيرة .. تمد يدك اليمنى لتبحث عن نظاراتك على راسية التخت و (الكومودينة) .. تجدها بعد تخبيطات خفيفة على راسية التخت .. تلبس نظاراتك وتوسع فتحة عينك قليلاً .. اللعنة! السابعة إلا عشرة دقائق! معك ربع ساعة فقط لكي تذهب إلى الحمام وتحلق وتعمل كاسة 3 في 1 وتشربها وتبدل ملابسك وتمشط (الكشة) وتبحث عن النظارات وباجة الدوام والمحفظة والموبايل والمفاتيح وباكيت الدخان والولاعة وتضع كل ذلك في جيوبك وتركض إلى حيث يجب أن تكون واقفاً عندما يمر الباص الذي سيأخذك إلى العمل!

في الساعة السابعة وسبع دقائق بالضبط كنت جاهزاً .. ومشيت (كجلمود صخر حطه السيل من علٍ) إلى باب الشقة .. حيث تقابلت مع زوجتي وهي تخرج من باب المطبخ

- وين يا مسهّل؟!

- ع الشغل. متأخر. ليش ما صحيتيني؟

أطلقت زوجتي ضحكة عالية .. وقفت و (بنجت) .. نظرت إليها بعينين تملأهما الدهشة والتساؤل.

- طيب روح جيب خبز قبل ما يأذن المغرب عشان نفطر!

- يأذن المغرب؟ نفطر؟

أطلقت زوجتي ضحكة ثانية .. فصحصحت!

2014/08/26

قلة أصل

قال الشّجرْ للفاسْ

اسمعْ يَ إبْن النّاسْ

راسكْ حديدُو مو عجبْ

يحْقدْ على جنْس الحطبْ

لومي على قلّةْ أصلْ

إيدكْ .. بقولو منْ خشبْ

2014/08/23

تخيلات

يا سلااااااااااام .. لو هسه يرن جرس الباب .. وأقوم أفتحه .. ألاقي (قال زي أفلام السينما السورية-المصرية المشتركة) واحد بيقولي: لو سمحت وقّع هون! أوقّع .. وأتطلع ع الورقة وأوقع من طولي ع الأرض .. ويصحوني بالنشادر .. وكل ما أصحى يرجع يغمى عليي .. ويقولولي وقعت قلوبنا شو مالك؟ أقوللهم طلعلي عم مليونير في فنزويللا .. مات وتركلي لحالي ثلطاشر مليون وخمسمية وسبعة وستين ألف وأربعمية وثلاثة وعشرين دولار و 72 سنت!

طيب بلاش .. عارف إنها جعطة كبيرة ولو انها مجرد تخيل .. تخيل على قدك يا ولد!

يا سلاااااااااااام .. لو هسه يرن جرس الباب .. وأقوم أفتحه .. ألاقي إبن صاحب الشركة اللي كنت أشتغل عنده قبل خمسة وعشرين سنة بيقوللي: هظول رواتب الخمس شهور ونص اللي إلك بذمتنا .. أبوي وهو بيموت تذكرهم وحلفنا إنه نعطيك إياهم .. بنترجاك تقبلهم وتسامحه!

برضو كبيرة؟

طيب بلاش ..

يا سلااااااااااااام .. لو هسه يرن جرس الباب .. وأقوم أفتحه .. ما ألاقيش حدا .. وأتطلع ع الأرض ألاقي كرتونة فيها علبة دخان وحبة سنكرز وباكيت تشيبس وربطة خبز وعلبة سردين بالفلفل!

قولكم بتصير؟ ولا هاي كمان من المستحيلات كالغول والعنقاء والخل الوفي؟

2014/08/22

مين قدي؟

مبارح وانا مروح من الشغل اتصلت فيي مرتي

في العادة أنا من يتصل، أسألها: بدكو إشي؟ فتقول لي: إنتا وين؟ أقول لها: عند الصرح .. فتقول: مممممم .. لأ .. ولا إشي .. ولكنني لم أتصل أمس لأنني تفقدت ما في جيوبي فكانت 35 قرشاً .. فقط .. لا غير.

- جيب معك خبز .. بنص دينار بس

- بنص دينار؟ كل اللي معي 35 قرش

- ممممممم .. طيب .. بلاش .. بندبر حالنا بشو ما كان

قبل قليل .. فتحت الخزانة .. تفقدت جيوب كل الجاكيتات والقمصان والبنطلونات .. بحححح ..

رفعت فرشة التخت لعل وعسى ورقة 20 دينار أو 10 دنانير أو 5 دنانير أو حتى دينار واحد طيرها هواء المروحة فاستقرت هون ولا هون .. أبيش لا 20 ولا 10 ولا 5 ولا حتى نص دينار .. ولكنني وجدت بريزة ..

صار معي 45 قرش .. مين قدي؟

2014/08/21

إبراهيم والجن

حدث ذلك قبل أكثر من ثلاثين عاماً .. كان محمد شقيق زوجتي، حينها، ما يزال طالباً في جامعة اليرموك .. وكان في تلك الأيام يسكن وحده في بيت يملكه أخوه، الذي كان يعمل ويقيم في الكويت.

كان البيت مكوناً من طابق واحد، به عدة غرف، وتسوية صغيرة تتكون من غرفتين صغيرتين ومطبخ وحمام .. في البداية كان يسكن إحدى غرفتي التسوية ولكنه كان عاشقاً للمطالعة وشراء الكتب، فلما ضاقت الغرفة به وبالكتب تركها ليسكن في إحدى غرف الطابق العلوي، فتحولت غرفته السابقة إلى (مكتبة) .. لكنها في الحقيقة لم تكن مكتبة بالمعنى (الحضاري) للكلمة .. بل أكداساً من الكتب على السرير وأكداساً من الكتب على طاولة المكتب، وأكداساً من الكتب على الكرسي القديم، وأكداساً أخرى تناثرت على الأرض هنا وهناك ..

في تلك الليلة كان إبراهيم، إبن عمه، ضيفاً عنده. وفي السهرة، انتقل الحديث من موضوع إلى موضوع، ومن بين تلك المواضيع، الجن .. والسحر .. والأشباح .. والقطط السوداء التي تتلبسها أرواح الشياطين .. و .. و ..

كان محمد قد قرأ عدة كتب في هذا الموضوع، فاستطاع، بشكل أو بآخر، أن يقنع ابن عمه بأنها موجودة .. بل هي معنا أينما نكون .. وأنها ترانا ولا نراها .. وأن بعضها طيب وأكثرها شرير .. وأن الشرير، منها، يستطيع، إذا ما أراد، أن يفعل بنا ما يحيل حياتنا من النقيض إلى النقيض ..

- يا زلمة .. عن جد بتحكي؟

- آه والله .. حتى إذا بدك بفرجيك الكتب اللي عندي عن الموضوع.

- زي شو؟

- كتاب (كذا) ..

- مين المؤلف؟

- فلان الفلاني

- روح جيبه

- لااااااااااااااا .. بخاف .. اذا بدك روح جيبه انتي

- يا زلمة هاظ عن جد انتي خويف .. انا بروح بجيبه

وصف له محمد الطريق التي عليه أن يسلكها لغرفة المكتبة في طابق التسوية ..

- بتطلع من باب الطابق الأول .. بتنزل الدرج .. وبتمشي في العتمة .. وبتلف وبتفتح باب الحديد تبع التسوية .. بعدين بتفتح باب الغرفة .. بعدين .. فيه على يمين الباب مفتاح كهرباء .. بتكبس عليه ..بتجيب الكتاب وبتيجي

أخذ إبراهيم مصباحاً يدوياً ونزل ..

في تلك الأثناء خرج محمد من باب الطابق الأول .. نزل الدرج .. ومشى في العتمة .. ولف من جهة (الحاكورة) .. كان باب الحديد (تبع التسوية) مفتوحاً .. وكذلك باب الغرفة .. وكان إبراهيم ينحني على إحدى أكداس الكتب باحثاً عن الكتاب .. أطلق محمد صوتاً ما .. صوتاً لم يسمع إبراهيم مثله من قبل .. صوتاً ذكره في عدة أجزاء من الثانية بالجن .. والسحر .. والأشباح .. والقطط السوداء التي تتلبسها أرواح الشياطين .. و .. و .. استدار ليجد شبحاً يقهقه في ما يشبه الظلام ..

كان إبراهيم يرتجف .. وكان المصباح اليدوي في يده يرتجف .. وكان الكتاب في يده الأخرى يرتجف ..

- بسماللاااااااااااه الرحمن الرحيم .. بسماللاه الرحمن الرحيييييييييييم .. عذبالله من الشششششيطان الرجيم ..عذبللا من الشيطاااااااان الررررررجيييييييييييييييم ..

التقينا بعدها، لأول مرة، بعد ثلاثين سنة .. التقينا في عرس .. صافحته وعانقته .. كان يقول: محمد؟ من زمان ما شفتك يا إبن عمي! ثلاثين سنة .. ياااااااااااااه!

أدركت أنه يظنني محمد، إبن عمه

- على فكرة .. أنا صحيح محمد .. بس أنا مش محمد إبن عمك .. محمد إبن عمك هسه بييجي .. وعلى فكرة من أسبوع كنا بسيرتك ..

- بسيرتي أنا؟

في تلك اللحظة وصل محمد ..

صافحه وعانقه .. وكان إبراهيم يقول: محمد؟ من زمان ما شفتك يا إبن عمي! ثلاثين سنة .. ياااااااااااااه!

2014/08/20

حواء

قلت لرئيسي في العمل:

- ساعة زمان وبتكون الدراسة والتوصيات جاهزة ع مكتبك

وضعت سماعة الهاتف مكانها فرنّ .. نظرت إلى ساعة الكمبيوتر .. كانت العاشرة والنصف .. موعد ذهابي الى الكافتيريا! .. ولكن .. ما هذا؟ ألم أذهب إلى الكافتيريا قبل ساعة ونصف؟

بعد نصف ساعة تقريباً نظرت إلى الملف الذي كنت أقوم بإعداده على الكمبيوتر .. أين ذهبت التوصيات التي أعددتها؟ نظرت إلى ساعة الكمبيوتر فصعقت .. إنها العاشرة صباحاً .. وبعد ساعتين من العمل المتواصل اختفى الملف تماماً .. ورأيت نفسي واحداً من مئات الموظفين الذين يتركون مكاتبهم عائدين إلى وسائط المواصلات التي قدموا فيها إلى مقر العمل .. كنا نسير إلى الخلف .. اكتمل ركاب الباص فسار بنا إلى الخلف .. عندما وصلت المكان الذي أصعد فيه إلى الباص نزلت .. التفت إلى ساعة الموبايل: السابعة والنصف صباحاً .. دخلت بيتي .. استبدلت ملابس العمل ولبست البيجاما .. تثاءبت ورحت في نوم عميق ..

بمرور الأيام صرت أكثر شباباً .. وبعد أن كان شعري قد ابيض ثلاثة أرباعه صار يسود تدريجياً .. ثم ظهرت هنا وهناك شعيرات بيضاء .. صرت استخدم ملقط الشعر الذي تستخدمه زوجتي لتزبيط حواجبها في نتفها .. ولكنني بعد مدة لم أعد بحاجة إلى ذلك فقد اختفت الشعيرات البيضاء تماماً ..

السيارة التي اشتريناها قبل سبع سنوات عادت جديدة .. ثم اختفت .. ولم تكن هي وحدها التي اختفت .. فقد عادت إلى الظهور في الطرقات والشوارع عربات الكارو التي تجرها الأحصنة فيما يجلس الحوذي في مكانه خلف الحصان يطرقع بسوطه ويغني لأسمهان وعبد الوهاب وعبده الحامولي ..

خرجت من غرفة الصف الأول كما دخلت إليه: من تحت ساقي الأستاذ أبو الأزور .. أمسكني أبي من يدي وعاد بي إلى البيت .. استقبلتني أمي على الباب فرحة بابنها الذي سيذهب إلى المدرسة ليصبح (دكتور قد الدنيا) .. كنت متعباً فنمت .. وبعد ان استيقظت وجدتني على حجر أمي والداية تقول لأبي: الصلاتو على محماااااااد .. شوف ما أشلبو وما أزهاه! خلص سميه محمد .. محمد زاهي ..

عدت إلى بطن أمي .. وكانت أمي تلعب في حوش دار سيدي عندما رآها أبي وقال لسيدي: يابا .. هدى قبال هدى ..

اختفى يوسف العزيز .. بحثوا عنه كثيراً فوجدوه في السجن يشرح لصاحبيه حلميهما .. بعدها بسنوات كان يمر على صويحبات المرأة التي تحبه: يعطي كل واحدة منهن سكيناً فتنظر إليه مصعوقة بجماله .. بعدها بسنوات خرج من الجب راكضاً نحو أمه التي احتضنته وغمرته بقبلاتها ..

كان قابيل يبكي على قبر أخيه نادماً على قتله .. لم يكن وحده من يبكي .. فعلى مقربة منه كان الغراب نادماً أيضاً على قتل صاحبه .. حفر الغراب كومة التراب التي أهالها على صاحبه .. رآه صاحبه فابتسم .. وتعانقا .. ثم حلقا معاً بعيداً .. ابتسم قابيل ولم يضع وقتاً .. وبعد دقائق كان يعانق أخاه .. أمسك بيده وانطلقا إلى البيت ..

استيقظ آدم من نومه .. هل كان كل ذلك حلماً؟ هل كان هابيل وقابيل حلماً؟ تفقد أضلاع صدره: زوج .. زوجان .. ثلاثة أزواج .. إثنا عشر .. إنها كاملة .. أربعة وعشرون ضلعاً كاملة! إذاً من هي حواء؟ وأين هي؟ أين أنت يا حلمي الجميل؟

2014/08/10

رجائي فيك

أقلّي ملامي، قلّةُ اللّومِ أنجعُ

وصلّي لأجلي، حينَ أصحو وأهجعُ

وإنّي أظنُّ اللهَ لا بدَّ غافرٌ

ذنوبَ محبٍّ كلّما ضلَّ يرجعُ

إلهي، رجائي فيكَ مثلُكَ، شاهقٌ

رجاءُ رضيعٍ كلّما جاعَ يرضعُ

ينامُ قريرَ العينِ حينَ تضمُّهُ

ضلوعٌ وإنْ نامتْ، تراهُ وتسمعُ

فإنْ كنتُ ذا برٍّ، ففضلُكَ واسعٌ

وإنْ كنتُ ذا ذنبٍ، فحلمُكَ أوسعُ

2014/08/09

سجائر السماء

تعتقد زوجتي أنني قادر على تحويل أي موقف، أو حوار، إلى قصة .. ويحدث أن يجري أمامي حوار ما .. فتنظر إلي زوجتي وتقول لي: محمممممممماااااااااد؟ شوووو؟ دنننننننننغ؟ .. هذا الاعتقاد بنته بعد عدة نصوص كتبتها وقرأتها لها تتضمن موقفاً ما، أو حواراً ما، كنت طرفاً فيه أو شهدته ..

وهذا الاعتقاد، على أية حال، سلاح ذو حدين. فمن جهة، صارت تحضني وتحثني على كتابة نصوص حول مواقف أو أحداث معينة: محمد. اكتب عن التوجيهي وضرورة تنزيل معدلات القبول .. محمد. اكتب عن السيارات اللي بتظلها طول الليل صارعتنا والشباب اللي لا بيناموا ولا بيخلونا ننام .. محمد .. اكتب عن السوريين اللي عبوا البلد واخذوا كل فرص العمل وما خلوا لإبن البلد شغلة يشتغلها .. محمد ..

ومن جهة إخرى، صارت تخاف مني، وتحذر الآخرين مني .. ديروا بالكو هسه محمد راح يفضحكو ع الانترنت .. إسكت إسكت والله هسه قصتك راح كل الناس يقروها وتصير فضيحة بجلاجل .. وكأن كل مشتركي الانترنت ما عندهم لا شغلة ولا عملة إلا الجلوس وأيديهم على خدودهم بانتظار محمد ونصوص محمد!

وهذا ما حدث ذات سهرة، ليلة العيد أو الليلة التي تلتها، فما أن أفطرنا وتمغطنا حتى مددت يدي إلى باكيت الدخان، طلت سيجارة، أشعلتها، وبدأت أمج منها وأنفخ دخانها في الهواء ..

نظر إلي أبو عادل:

- شووووو؟ راجع اتدخن؟

- آه والله

- طب ليش يا زلمة؟ إنت مش تركته؟

- تركته .. ورجعتله

- ليش؟

- تياسة .. بعيد عنك!

ولأن الكلام بيجر الكلام .. بدأ أبو عادل يحكي حكايته مع السيجارة، أيام المراهقة والشباب ..

قاطعته زوجتي:

- دير بالك هسه محمد راح يكتبها ع الانترنت زي ما كتب قصة إم العبد ..

إم العبد هي رنا .. بنت أبو عادل .. التي كانت طفلة ذات اربع سنوات عندما سحبنا عليها جميعاً الصغير والكبير والوسط فيلماً .. وكنت قد كتبت قصة ذلك الفيلم وسارت بها الركبان في الجبال والوديان حتى وصلت ديار بني أبي عادل في الكويت في نفس الليلة التي كتبتها فيها أو في صباح اليوم التالي على أبعد تقدير ..

وعلى أية حال، يبدو أن أبا عادل لم ير مشكلة في أن تصير حكايته مع السيجارة قصة يتداولها الفيسبوكيون، فهو ليس له أكاونت على الفيسبوك أصلاً .. وطالما أن الفيسبوكيين لا يعرفونه فلم لا؟

استمر أبو عادل متجاهلاً تحذيرات زوجتي:

”كنت أسرق من كروز الدخان اللي بيشتريه أبوي .. في البداية كنت أسرق سيجارة .. فما ينتبه .. ثم سيجارتين .. ثم ثلاثة .. ولما اتولعت بالدخان أكثر صرت أسرق باكيت من الكروز .. بس مش من طرف الكروز .. من نصه .. وبعدين أشتري باكيت ثاني أحطه مطرحه“

”المهم .. كنا ساكنين أيامها في حوش .. يعني غرف من هون وغرف من هون وبينهم ساحة مكشوفة .. وكان في حاجز بين الغرف اللي هون والغرف اللي هون .. حاجز خشبي .. وكان فيه باب بنص الحاجز .. وكنت عامل خزق زغير في الحاجز عشان اشوف أبوي وضيوفه من الخزق.“

”كنت واقف أدخن وأتطلع من الخزق عشان أول ما أحس بأبوي بده ييجي أطفي السيجارة وأخفيها ..

مش عارف شو صار يومها .. تفاجأت بأبوي بيقوم من مطرحه وبيمشي باتجاه الباب اللي في الحاجز .. تكركبت وما عرفت شو بدي أسوي بالسيجارة .. أول ما خطرلي في لحظتها إني أرمي السيجارة وهي مولعة على سطوح الغرفة اللي من جهة أبوي والضيوف .. وفعلاً رميتها .. لكن .. الهواء رجعها .. وما شفتها إلا واقعة ع الأرض قدام ابوي بالزبط“

”أبوي بنج .. شو هالسيجارة هاي اللي نازلة من السما؟ .. وشكله شك أنه في حدا ع سطوح الغرف .. لأنه طلع ع السطوح .. ما شاف حدا .. أنا كنت في هالوقت راكض ع الفراش وعامل حالي في سابع نومة .. أبوي فتح الباب .. اتطلع علينا .. كلنا نايمين وبنشخور“

قالت زوجتي: خلص .. اعتبر قصتك صارت عالانترنت

ضحك أبو عادل: عنجد راح تكتبها؟

- إبشر أبو نسب .. ولو .. كلها كام يوم وبتقراها على المدونة

- وشو راح تعمل عنوانها؟

صفنت شوي .. ثم قلت:

- سجائر السماء

والسيدة حرمه

على سريرين متجاورين في قسم الأطفال حديثي الولادة، طفل وطفلة ..

- بسسسسسست

التفتت الطفلة إلى مصدر الصوت

- بتبسبسلي يا قليل الأدب؟

- قصدي شريف والله .. إنتي شو إسمك؟

- لسه .. أبوي وإمي ما سموني .. وإنتا؟

- ولا أنا

ضحكت الطفلة ..

- طيب .. مبدئياً .. انت اسمك فادي وأنا فادية .. ماشي؟

- بتموني .. تؤبشني هالضحكة الحلوة

- عنجد؟ ضحكتي عجبتك؟

- ولك مش بس عجبتني .. ضحكتك شقلبتلي كياني

ضحكت الطفلة مرة أخرى

- يا خرابييييييييييييي .. هاتي بوسة!

- لأ .. اخطبني من ماما وبابا بالأول!

- أخطبك؟

- طبعاً .. مش معقولين إنتو .. شو؟ بتفكروا بنات الناس لعبة؟

- مش القصد والله .. بس أنا لساتني ما كونت حالي

- مش شغلي .. ما في ولا بوسة قبل الخطبة

دخلت الممرضة .. حملت الطفل بيد والطفلة باليد الأخرى .. فانضغط على صدرها جسدا الطفلين .. استغل فادي الموقف وقبل فادية .. فبكت

- حيوان .. حقير .. قليل أدب ..

- والله ما كان قصدي

- مبلى كان قصدك .. هلأ هلأ هلأ بدك تخطبني من ماما وبابا! مامااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

كان لا بد أن يصلح فادي غلطته .. وفي مساء ذلك اليوم كان على سريرهما باقة ورد .. وعليها بطاقة: السيد فادي والسيدة حرمه .. بالرفاء والبنين!

2014/08/08

طويل العمر

يحكى أن أحد (أولي الأمر) سمع أن النسوان الأوكرانيات حلوات و (بيحلن عن حبل المشنقة) .. المهم .. الزلمة (نزلت ريالته) .. فنادى الحاجب وأمره: هاتولي رئيس الوزراء! .. رئيس الوزراء كان يأكل رزاً مع الملائكة .. أفاق مذعوراً على رنة التلفون .. ولما سمع صوت الحاجب (فز زي الزمبرك) .. خلال دقائق كان واقفاً بين يدي طويل العمر ..

- بدي أربعة!

- أربعة شو يا مولاي؟

- أربع أوكرانيات يا ذكي

- هاي بسيطة يا مولاي .. بكرة المسا بيكون عندك أربعين

- أستغفر الله العظيم. بدي اياهن بالحلال يا معود

- بس إنت عندك أربعة هسه يا مولاي!

- طلقولي إياهن!

- بس يا مولاي فيهن ثنتين ما بتقدر تطلقهن .. بعدين بيزعل اوباما ونتنياهو يا مولاي وإحنا مش حمل زعلهم!

- آه والله صح .. طيب دبرها يا مدبر .. أنا ليش حطيتك رئيس وزراء؟

- حاضر يا طويل العمر. بس هاي بدها ..

- شو بدها؟

- بدها وقت ومصاري

- خذ مصاري قد ما بدك. اما موضوع الوقت .. منتا عارف .. ما ظل وقت يا معود .. انا يا مصابح يا مماسي

* * * * * * *

صدع رئيس الوزراء بأوامر طويل العمر .. واشتغلت المليارات ودخل الأوكرانيون (الإسلام الوسطي المعتدل) عن بكرة أبيهم .. ثم اشتغلت المليارات ونشأت تنظيمات اسلامية متشددة تكفر الوسطيين المعتدلين وتدعو إلى خلافة إسلامية راشدة .. ثم اشتغلت المليارات وبدأ الربيع الأوكراني .. ثم اشتغلت المليارات وظهرت في إيدي المتشددين الأسلحة .. ثم اشتغلت المليارات فذبح من ذبح .. ثم اشتغلت المليارات فتدافع الأوكرانيون والأوكرانيات إلى المخيمات ..

* * * * * * *

نزل طويل العمر من سيارته الفارهة ..صافح بيده الكريمة الرجال .. ولمس بيده الكريمة خدود الغلمان ومسح بيده الكريمة على رؤوسهم .. ونظر بحنوه وعطفه المعهودين إلى الفتيات والنساء ..

- يا معود

- أوامرك يا طويل العمر!

- بسم الله ما شاء الله .. هاي

- حاضر يا طويل العمر

- بسم الله ما شاء الله .. وهاي كمان

- حاضر يا طويل العمر

- بسم الله ما شاء الله .. وهاي كمان

- بس يا مولاي .. هيك صاروا أربعة!

- دبروها .. وين المفتي؟

المفتي كان يأكل رزاً مع الملائكة .. أفاق مذعوراً على رنة التلفون .. ولما سمع صوت الحاجب (فز زي الزمبرك) .. خلال دقائق كان واقفاً بين يدي طويل العمر ..

2014/08/02

جارنا ابو ازحاق

جارنا ابو ازحاق زلمة شراني .. يا أخي كل مدة ومدة ما بنسمع إلا وهالزلمة هايظ على مرته وولاده وهات يا مسبات وظرب ..

مسكت جاري ابو صطام: يا أبو صطام يعني عاجبك هالحكي؟ قال آه والله عاجبني .. النسوان ما بدهم غير تكسير راس تا يعرفن إنو ألله حق!

تركت أبو صطام ورحت لجارنا الثاني شنيور .. يا شنيور، برظيك اللي بيصير بدار ابو ازحاق؟ قال وشو يعني اللي بيصير؟ المرا شرانية ومقوية عيون ولادها ع أبوهم وطول نهارها بتنشر غسيلاتها على حبالنا وكل ما نقلها هاي حبالنا وهظاك حبلك بتقول السطح النا كلنا مش الكو لحالكو ..

حكيت مع كل الجيران ولا حدا منهم قبل يتدخل ..

المهم .. قد ما حاولت معاهم قالولي يا زلمة وانتي شو بدك بوجع هالراس؟ لويش مدوش حالك بهالقصص الطرمة؟ قلتلهم يا جماعة والله ما هو هاينلي بهالمرا .. كل اسبوع مطبوشة ونازل دمها ..

رحت للشيخ نواف .. الشيخ نواف صفن .. الصحيح إنه زلمة نشمي .. وقللي اسمع يا خوي .. انت انتخيتني وانا اخوك .. ومن هالشوارب هاي كل ما تنفشخ هالحرمة او حدا من ولادها ماكون الشيخ نواف اذا ما عالجته ع حسابي ..

وفعلا الزلمة راح عالصيدلية وجاب قطن وشاش وميكروكروم ..

ها ولا شلون؟ مهو الناس لبعظ .. ولا انا غلطااااااان؟

2014/08/01

تبت يداك أبا لهب

تبّتْ يداك أبا لهبْ!

تبّتْ يداك، وما ملكْت، ومنْ ملكْت من العربْ!

قارون، قبْلك، لم تفدْه خزائن ملئتْ ذهبْ

ومضى، كما تمْضي الشّياه، إذا نفقْن بلا سببْ

ولسوف تمضي، أيّها المأفون، يوماً، حين يشْتعل الغضبْ

ولسوف يلْفظك التّراب إلى المزابل حيث تحْرق كالحطبْ

2014/07/24

توقيعان و22 بصمة

ونزولا عند رغبة الشيخ سام بن عبد السلام، وقع الطرفان على وثيقة الصلح والسلام، ونصبت الخيام، وذبحت الخراف والأغنام، وتعاهد الطرفان على المحبة والانسجام، وأقيمت الولائم، وحضرها وجوه القوم ولابسي العبي والعمائم.

وكان مما كتب في الوثيقة، أن بني إسماعيل وبني إسحق تذاكرا معا روابطهم العريقة، وأنهما ينتميان معا إلى ذات الجدود، فلا مجال إذن للاختلاف والاقتتال والنزاع على الحدود، وأن ما اشتجر بينهما كان مجرد سحابة من الهموم، وتشنج لا مبرر له من ذوي المرحوم، وأن من مصلحة الطرفين أن يضربا بيد من حديد، على يد كل مغرض وحقود وعنيد. وكبادرة حسن نية، نصب شيوخ بني إسماعيل خيمة بنية، وتعهدوا بحمايتها من كل سيئ طوية، لتكون سفارة وداد، ترعى شؤون بني إسحق ومصالحهم في البلاد.

وعلى هذا وقع الطرفان، وطافت على القوم بالكؤوس الغلمان، ورقصت الجواري الحسان، فسبحان ربك ذي الجلال والإحسان.

مقاومة

سأيقى أقاوم ما دمت حيّاً

وما زلت حيّاً

2014/07/23

يا يتم غزة

ما حَكَّ جلْدَ امْرئٍ إلّا أظافرهُ

وليسَ ينفعُهُ جارٌ بِهِ جربُ

ولا ارْتوى ظامئٌ إلّا بما احتملَتْ

قرابُهُ حينما تخْتانُهُ السّحبُ

فكيفَ مَنْ صارت الصّحْراءُ موطنَهُ

وكانَ جيرانهُ قوْماً بِهمْ عطبُ

يرْمونَ خيراتِهمْ في حجْرِ زانيةٍ

شقْراءَ قدْ لوّنتْ أجفانَها الحقبُ

أعْرابُ لا ترْتجى منْهمْ مناصرةٌ

إذا الشّقيقُ تنادى أيّها العربُ

تدثّروها عباءاتٍ مقصّبةً

بلا إلهَ سوى كأسٍ بها شربوا

يا يتْمَ غزّةَ لا ترقبْ مؤازرةً

هُمُ البغاثُ إذا اسْتأزرْتَهمْ هربوا

2014/07/17

لكنعان نسل

أحبك جدا .. وأعلم أن الطريق إليك طويل طويلْ ..

وأني سأرحل قبل احتضان شواطئ يافا وغزة بعض قطوف كروم الخليلْ ..

ولكنني يا فتاتي البهية أؤمن أن بقاء الكيان البغيض من المستحيلْ ..

لأن لكنعان نسل سيبقى كزيتونة لا تموت وتمتد من بحر إيلات حتى الجليلْ

2014/07/12

أنا .. والمقاومة

المكان: الموصل - شارع الدواسة

الزمان: ظهيرة أحد أيام صيف 1981 .. في (عز دين الشوب) .. وفي (عز دين) الحرب العراقية الإيرانية .. حينما كان الجندي العراقي (العائد من الجبهة في إجازة ليومين أو ثلاثة)، يعتبر نفسه كالعائد مؤقتاً من الموت إلى الحياة، فيعب من متعها ما استطاع لأنه لا يضمن عودته إليها ثانية ..

في ظهيرة ذلك اليوم، كنت، وخطيبتي، وأختها، وصديقات أختها القادمات من بغداد، خارجين من أحد مطاعم شارع الدواسة، متجهين إلى مقر الاتحاد، لنحتمي به قليلاً من القيظ. لم يكن بيننا وبين بوابة ذلك المقر سوى خطوات قليلة عندما رأيت شخصاً، بالزي العسكري، يمد يده متحرشاً بواحدة من الصبايا اللواتي كن برفقتي .. فلمسها في منطقة حساسة من جسدها .. لم أتمالك نفسي، فوجهت له لكمة .. لكمة واحدة .. لكمة يتيمة .. وفي أقل من لمح البصر كان هنالك العشرات ممن تطوعوا لنصرة (الشرف العسكري العراقي) الذي (يعتدي عليه أعداء العراق) .. فوجدت نفسي مستهدفاً بعشرات اللكمات والشتائم والمسبات .. لم يكن في وسعي، وأنا ممدد على الرصيف، سوى أن أرد على الشتائم بأقذع منها .. شتائم لم تقتصر على اولئك المتكالبين علي، بل امتدت لتطال كافة (الرفاق) المتسلسلين هرمياً من الأرض السابعة إلى السماء السابعة، أو ما دونها بقليل ..

وبعد كل هذه السنوات .. أتساءل: هل كان ممكناً مثلاً، لكي أكون (واقعياً)، و (عقلانياً)، و (حكيماً)، أن أغض الطرف عن يد ذلك العسكري، فأتركه (يحسس) ما شاء له (التحسيس)، على أجساد الصبايا؟ أو أن أطالبه أن (يحسس) بطريقة (حضارية) (مثلاُ)؟ برقة؟ بنعومة؟ برومنسية؟

أتذكر ذلك، وأنا أرى حمم القنابل والصواريخ التي تنهال على غزة، فترد عليها المقاومة بصواريخ (خجولة)، لا تسبب للعدو سوى القليل من (الانزعاج) ..

لا ألوم نفسي .. ولا ألوم المقاومة .. فكلانا قام بما يمليه عليه واجبه .. بغض النظر عن النتائج الكارثية التي أصابتني أو أصابت غزة ..

2014/07/08

شعشبون ع السكف

أما (الشعشبون) فهو العنكبوت (بالعربي) أو الـ spider (بالإنجليزي) .. وأما (السكف) فهو (السقف) بلهجة بعض مناطق فلسطين .. وهكذا فإن (شعشبون ع السكف) هي إن تفاصحنا وفصحناها هي (عنكبوت على السقف) ..

طب شو يعني؟ .. شو بدك تحكي بالضبط؟

أيوااااااااااااان .. سألتوني مش هيك؟

هاظ، والحكي للجميع، بالزمانات، كان في معسكر مرمي في الصحرا، وكانت طبعا الحراسة بالليل مناوبة .. كل واحد يمسك الخفارة ساعة او ساعتين او ثلاث ساعات (ع هوا عدد العسكريين اللي في المعسكر هديك الليلة) ..

وعلشان يقدر أي واحد يدخل للمعسكر لازم يكون عارف (سر الليل) .. وسر الليل هو كلمة أو أكثر لازم تكون متطابقة مع سر الليل الموجودة مع الشخص اللي واقف في الحراسة .. يعني إشي زي الباسوورد تبع الكمبيوتر أو تبع الفيسبوك ..

المهم .. كان العسكري (س) في الحراسة .. خلصت مناوبته .. ففات على المهاجع تيصحي العسكري (ص) اللي دوره وراه بالحراسة .. صحي (ص)، حمل بندقيته، وسأل (س) وهوه مغمض من النعاس:

- شو سر الليل؟

- شعشبون ع السكف.

التقط (ص) سر الليل وهو ما يزال نصف نائم .. وخرج ليستلم الحراسة ..

لم تكن شعشعبون ع السكف هي سر الليل الحقيقي .. ولكنها نوع من تخفيف الدم الذي كان (س) يحب أن يقوم بها من وقت لآخر ..

سأدعكم تتخيلون ما يمكن أن يحدث إن مر شخص وطلب منه (ص) سر الليل .. فلا(ص) يعرف أن سر الليل الحقيقي مش شعشبون ع السكف .. ولا أحد من خلق الله - غير (س) - يعرف أنه لازم يقول شعشبون ع السكف لكي يسمح له (ص) بالمرور الآمن ..

الوضع العربي عموما .. والفلسطيني خصوصاً .. هو تجسيد لهذه المعضلة .. فلا أحد غير التنظيم المجهول الذي قام باختطاف وقتل الأولاد اليهود الثلاثة يستطيع أن يفهم لماذا قاموا بذلك .. ولا أحد يستطيع أن يجيب على سؤال أم الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير (مثلاً) على سؤالها الملح:

”لماذا قتل ولدي؟“

2014/07/06

سلعده

في رمضانات خلت، كانت مائدة الإفطار (منوّرة) بأمي الثانية .. نجلس جميعاً على المائدة .. وبمجرد أن يرتفع صوت المؤذن في التلفزيون الأردني، أو في المسجد المجاور، حتى نبتدئ الهجوم على ما تيسر .. أما عمتي، أمي الثانية فكانت تصر إلحاحاً (أو تلح إصراراً) على صلاة المغرب قبل أن تلتحق بالكتيبة المهاجمة .. ولربما كان بعضنا قد (افرنقع) قبل التحاقها ..

وعلى سيرة التلفزيون الأردني .. أعتقد أنه فقد بانتقال حماتي إلى الرفيق الأعلى مشاهده الوحيد .. فلا أظن أن غيرها كان لديه ما عندها من ولاء ومتابعة للتلفزيون الأردني بكل برامجه .. فقد كانت تعرف كل مذيعي ومذيعات الأخبار، ومقدمي ومقدمات البرامج، واحداً واحداً، وواحدة واحدة .. وكان جهاز التلفزيون في بيتنا لا يتزحزح عن الفضائية الأردنية طالما هي في بيتنا .. اللهم إلا عندما تتمرد زوجتي بانقلاب أبيض (مؤقت طبعاً) لمشاهدة مسلسل ما على قناة أخرى ..

المهم .. كان مكان حماتي على مائدة الإفطار دائما إلى جانبي .. على يساري أنا تحديداً .. فحماتي تحبني، وأنا أحبها، وكلانا يتشارك حب نفس الأشياء .. الملح .. والبصل بأنواعه (وخصوصاُ البصل الأخضر) .. وكل ما اخضر لونه وطاب مذاقه من أعشاب المائدة كالجرجير مثلاً ..

وعلى سيرة الملح .. كنا (هي وأنا فقط) نتشارك صحن الملح .. لذلك كانت تقول دائماً: أنا ومحمد بنقرب لبعض .. من دار الملّاح .. عندما قالتها لي في المرة الأولى لم نستوعب تلك الحقيقة ..

قالت زوجتي:

- بس يمّا .. أنتي مش من دار الملّاح!

- امبلى .. أنا من دار الملّاح .. ومحمد من دار الملّاح .. وإنتو (عن مرتي وأولادي) ما بتقربولنا ..

كان الملح هو القرابة التي جعلتني وعمتي من عائلة واحدة .. دار الملاح ..

وكنا، عمتي وأنا نتشارك في نظرتنا لرمضان .. في البداية سمعتني أقول عن رمضان (فراقه عيد) .. فاحتجت ..

- ولك! كيف بتقول فراقه عيد؟

- يا عمتي .. مش بعد رمضان بيجي عيد؟

- آه

- شفتي؟ فراقه عيد ولّا لأ؟

اقتنعت عمتي ..

- آه والله مزبوط .. فراقه عيد

وهكذا كسبت عمتي إلى صفي .. وصارت تردد معي دائما: فراقه عيد ..

كانت تحب دائما أن تحكي .. وكنت أحب أن أسمع حكاياتها .. كانت تبدأ في أي موضوع وتنتقل بسلاسة منه إلى آلاف المواضيع الأخرى .. وأنا أسمع .. وأستمتع .. وأبتسم .. وكان أي موضوع لا بد أن يتحول بطريقة ما إلى احدى حكايات أولادها .. لم أر أبداً حب أم لأولادها كحب عمتي لأولادها .. فإذا كان الحديث عن (عناية) لا بد أن تتبع اسمها بـ (الله يخلي جوزها) .. عناية (الله يخلي جوزها) قالت كذا .. عايدة (الله يخلي جوزها) عملت كذا .. انتصار (الله يخلي جوزها) سوّت كذا .. أما إذا كان الحديث عن أحد أولادها، فلا بد أن تسبق إسمه بكلمة (سَلِعْدَا) .. (سَلِعْدَا) باسم (الله يرضى عليه) قال .. (سَلِعْدَا) مأمون .. (سَلِعْدَا) معتصم .. (سَلِعْدَا) محمد .. (سَلِعْدَا) إبتسام ..

عندما سمعت تلك الكلمة (بنجت):

- عمتي .. شو يعني (سَلِعْدَا)؟

- (سَلِعْدَا)؟ (سَلِعْدَا) يعني: السوّ ع العدا ..

هلوسات رمضانية

أيقظوني لمائدة الإفطار .. ”أغسل وجهي ولا بلاش؟ بلاش .. إذا غسلته بصحصح .. وأنا مش ناوي أصحصح“ .. ولكنني تذكرت .. ”هيك هيك بدك تتوضى عشان تصلي المغرب .. إذن لا بد من الصحصحة فغسل“ .. غسلت .. واتجهت إلى المائدة ..

رأيت شفتي زوجتي تتحركان بينما عيناها تتجهان إلي ..

- ”شوووووو؟“

نفس حركات الشفتين

هززت رأسي ”إنو مش فاهم“

أشرت ديانا إلى المروحة وأشارت بإصبعيها ففهمت أنهم يريدونني أن أضع المروحة على رقم 2 .. كم أنا عبقري! .. وعلى سيرة العبقرية .. كان أبي يتفاخر (قبل أن أصير في نظره: يخرب بيت شرك ما أتيسك) بأنني عبقري لأنني سألته ذات ليلة صيفية صافية: ”يابا .. مين علق هظول النجوم اللي بالسما بدون حبال؟“ .. كثيراً ما سمعته يرددها وأنا صغير .. ولكنه زمن وولى .. لأنه بعد أن بلغت الحلم وغادرت مدارج الطفولة صارت (يخرب بيت شرك ما أتيسك) هي جوابه المفضل على كل تساؤلاتي الوجودية ..

المهم .. (كنا بسيرة وصرنا بسيرة .. نرجع لموضوعنا ..) .. جلست على المائدة .. كان التلفزيون في الصالة مثبتا كالعادة على فضائية ال ”أم بي سي“ .. (ليش ال أم بي سي بالذات؟ ما حدا يسألني لأني مش عارف) .. المهم .. كان على الفضائية ممثلون سعوديون أو خليجيون فيما يفترض بأنه كوميديا .. فحمدت الله تعالى وشكرته على أنني أرى ولا أسمع لأنني لو تكاملت الرؤية عندي بالسمع فلربما اقتنعت بجواز ارتداء الحزام الناسف كوسيلة نضالية معاصرة رابعة أضيفت إلى الوسائل النضالية الثلاث: بيده / بلسانه / بقلبه وذلك أضعف الإيمان) .. ولكن هل يستحق مسلسل (كوميدي) سعودي أو خليجي أن أفجر نفسي للتخلص منه؟ ثم .. هي دقائق قليلة وينتهي المسلسل أو ينتهي الإفطار فـــــ .. عدلت عن فكرة الحزام الناسف .. وانشغلت عن الموضوع كله بالمناسف .. ثم جاءت القطائف .. ثم اللفائف .. وما أدراك ما اللفائف ..

وللفائف حكاية .. حيث أنني عدت إليها بعد أن خاصمتني وخاصمتها سبع سنوات عجائف .. فسبحان ربك ذي النعم واللطائف ..

2014/07/04

أبو العبد

جارنا - أبو العبد - (ما شاء الله يعني) .. و .. (اللهمّ لا حسد) .. العدّة عنده فلّ الفلّ .. ومع أنّه تجاوز السّبعين من العمر إلّا أنّه لا يتعب ولا يكلّ ولا يملّ .. تزوّج أمّ العبد في الخمسينات .. قاللها: ”يالله نبتع؟“ قالتله: ”نبتع .. شو ورانا؟! .. البتع لا هو عيب ولا حرام!“ وبتعوا .. فجاء عبد النّاصر .. وقبل أن (تربعن) كانت حاملاً بجمال .. ثمّ جاء عبد الحكيم ..

ولكنّ حرب الأيّام الستّة قلبت أشياء كثيرة .. وكان فيما قلبته أنّ أبو العبد اضطرّ لاستبدال خيمته في طولكرم بخيمة أخرى في البقعة ..

- ”شو يا إمّ العبد؟“

- ”شو يا أبو العبد؟“

- ”والله شكلو بتعنا مش نافع .. شو رايك نبتع؟ بلكي زبطت معانا هالمرّة؟“

- ”نبتع يا أبو العبد .. ومالو ..“

وبتعوا .. هذه المرّة جاء ياسر .. ونصر .. ونضال .. وكفاح .. وتحرير .. امتلأت الخيمة بالأولاد والصّبايا .. فكان لا بدّ أن يستبدل أبو العبد خيمته ببرّاكية .. فيما عدا ذلك لم يتغير شيء ..

في أواخر السبعينات تهلل وجه أبو العبد .. اقترب في ليلة شتائية من أم العبد ..

- ”حجة؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“

- ”وشو عليه يا حج ..“

هذه المرة جاءت آية الله ..

- ”حجة؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“

- ”وشو عليه يا حج ..“

هذه المرة جاء صدام ..

- ”حجة؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“

- ”وشو عليه يا حج ..“

هذه المرة جاء نصر الله ..

- ”حجة؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”الله العليم هالمرة يمكن تزبط معنا القصة .. يالله نبتع؟“

- ”وشو عليه يا حج ..“

توفيت أم العبد .. ولكن أبو العبد لا يزال متشبثاً بالأمل .. تزوج مرة أخرى .. كانت ليلى .. صبية في عمر أولاده ..

- ”ليلى؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”يالله نبتع؟“

- ”بتقدر؟“

- ”أنا اللي بقدر! .. باااااطل!“

هذه المرة جاء ياسين .. ولكن ياسين لم يكن محبوباً من أشقائه .. وفي الحقيقة لم يستطع أبو العبد أن يجمع شتات أبنائه .. فقد ذهب بعضهم إلى الخليج .. وبعضهم قضى في أم المعارك .. وبعضهم ذهب في صراعات الأخوة هنا أو هناك .. وعندما أصبح استمرار حياته مع ليلى متعذراً .. تزوج سوسو ..

- ”سوسو؟“

- ”ها يا حج؟“

- ”يالله نبتع؟“

- ”بتقدر؟“

- ”ولوووووووو!“

جاءت نانسي .. ثم هيفاء .. ثم أليسا ..

لم يفقد أبو العبد الأمل إطلاقاً ..

قبل قليل رن جرس الباب .. كان أبو العبد ..

- ”مرحبا يا جار“

- ”يا هلا بأبو العبد! فوت ..“

- ”شكراً .. عامرة انشالله .. مستعجل والله .. بس هاظ كرت فرح .. فرحي الخميس الجاي .. مش ما تيجيش هه .. بزعل كثير والله ..“

2014/07/02

حرب مقدسة

همس الملك في أذن وزيره وفيليه وحصانيه: لا تخافوا .. وضعنا جيد .. لدينا قلعتان، وثمانية جنود .. نحن في أمان ..

همس الملك في أذن وزيره وفيليه: لا تخافوا .. وضعنا جيد .. لدينا حصانان، وقلعتان، وثمانية جنود .. نحن في أمان ..

همس الملك في أذن وزيره: لا تخف .. وضعنا جيد .. لدينا فيلان، وحصانان، وقلعتان، وثمانية جنود .. نحن في أمان ..

همس الملك لنفسه: لا تخف .. وضعك جيد .. لديك وزير، وفيلان، وحصانان، وقلعتان، وثمانية جنود .. أنت في أمان ..

على الطرف الآخر من رقعة الشطرنج .. جرى نفس الحوار .. وابتدأت الحرب المقدسة ..

2014/06/28

إم العبد

كان الجو صيفاً .. وكانت درجة الحرارة داخل الشقة لا تطاق. على السطح عريشة، أحاطتها زوجتي بأواني زُرعت فيها نباتات مختلفة فتعطي جواً جميلاً للجالس تحت العريشة، من جهة، وتساهم، من جهة أخرى، في حجبه عن أعين المتطفلين من ساكني العمارات المجاورة .. العريشة مضاءة بلمبة نيون، مع أنني لا أستعملها لأنني أعشق الجلوس في الظلام فأَرى كل ما حولي دون أن أُرى ..

بعد الحادية عشرة ليلاً أحسوا بالبرد .. فنزلوا إلى الشقة يرتجفون ..

قال أبو عادل: وين إم العبد؟

أما إم العبد فلم يكن سوى (اسم الدلع) لابنته الطفلة رنا ذات الأربعة أعوام ..

كانت رنا موجودة ..

- هيوتني

كان يعلم أنها موجودة .. ولكنه أعاد السؤال:

- يا جماعة وين رنا؟ لا يكون خليتوها ع السطح نايمة؟

استغربت رنا .. فتحت عينيها على آخرهما ..

- هيوتنييييييييييييي!

دخلت أم عادل على الخط:

- ولك عادل .. اطلع شوف أختك لا يكون نسيناها على السطح

- ممممممممم .. لا .. ما كانت معانا على السطح .. يمكن نسيناها في الملاهي؟

زاد اتساع عينيّ رنا وبدأت تقفز وسط الغرفة

- يا ألله يا ألله .. هيوتني .. شو؟ مش شايفيني؟ هيوتنييييييييييييي!

قالت زوجتي:

- بالعسا عنجد نسيتوها في الملاهي .. محمد روح انتا ومأمون دوروا عليها .. حرام هسه بتكون تصروعت البنت

قمت (زي اللي عنجد) .. لبست .. وقام أبو عادل ولبس .. كنت لا أزال أحس بألم عضتها على مؤخرتي قبل سنوات فأردت الانتقام ..

- نروح بسيارتي

- لأ بسيارتي

وقفت رنا في الممر الضيق المؤدي إلى باب الشقة ..

اشتركت ديانا في اللعبة ..

- أنا جاي معاكم .. يا حرام يا رنااااااا

توقفت رنا عن النط في وسط الغرفة لإثبات الوجود، وبدأت رنا في البكاء ..

كان يجب أن نتوقف جميعنا عن التمثيل .. نظرنا جميعاً إلى رنا ..

- هه .. هاي رنا هون!

توقفت رنا عن البكاء .. ولكن نظراتها النارية أحرقتنا جميعاً

حبة زيتون

على ظهر (البكم) عشرة شوالات من الزيتون .. في طريقها إلى المعصرة .. في واحد من تلك الشوالات كانت حبة زيتون تحاول إقناع جاراتها بالهروب ..

- طب وإفرضي مسكونا؟ شو بيصير فينا؟

- نفس اللي راح يصير فينا لو ما حاولنا نهرب

- لا يختي .. بدك تهربي اهربي لحالك .. إحنا راضيات بقدرنا

- قدرنا شو يا هبلة؟ مين اللي قال انه قدرنا نروح فعص في المعصرة؟

- انتي قليلة إيمان .. لو عندك ذرة إيمان ما كنتي فكرتي بالهروب

كانت حبة الزيتون مصممة على الهروب .. كانت تشعر أنها لم تعش حياتها بعد .. هنالك الكثير مما يجب أن تراه وتسمعه وتستمتع به قبل أن تنتهي حياتها (إذا كان لا بد لها من الانتهاء) .. وفي كل الأحوال لن تموت فعصاً في معصرة ..

كانت قد حاولت أن تختبئ من عيون الصبايا اللواتي كن يقطفن الزيتون .. ونجحت في ذلك إلى حين .. ولكن عصا غليظة كسرت الغصن فوقع على الأرض .. التقطه طفل وأخذ يلهو به ..ولكن أمه انتهرته وانتزعت الغصن من يده فأخذ يبكي .. قطفت ما عليه من حبات زيتون وأعادت الغصن إليه .. فتوقف عن البكاء وواصل اللعب ..

كانت حبة الزيتون قريبة من ثقب في الكيس .. وساعدتها خضخضة البكم في الانفلات منه .. تدحرجت على أرضية ظهر البكم إلى أن وصلت إلى الحافة ..

- ولك إرجعي!

- أنا نازلة .. اللي بدها تلحقني

قفزت حبة الزيتون .. شعرت بالألم عندما سقطت على الأسفلت ولكنها كانت سعيدة .. سعيدة بالحرية .. بالنجاة من رحى المعصرة .. ما أجمل الحياة .. ما أجمل أن ترفضي وتقاومي وتنجحي في الانفلات من القدر .. أقصد ما تعتبره حبات الزيتون اللواتي ظللن في الأكياس قدرهن .. ما أجمل الحياة .. ما أجملها .. ما أجــــ ..

لم تكمل حبة الزيتون تغنيها بجمال الحياة .. فقد أصبحت .. دون أن تدري .. مجرد بقعة .. بقعة خضراء مسطحة تماماً .. ملتصقة بدولاب سيارة مسرعة .. سيارة مسرعة تقودها فتاة في طريقها إلى موعد مع الحبيب

* * * * * * *

شاهدت حبات الزيتون الأخرى ما حدث .. بكت بعضهن وارتفعت أصوات نحيبهن .. انعطف البكم بسرعة زائدة فتمايلت أكياس الزيتون .. قالت حبة زيتون، كانت الأقرب إلى الثقب:

- وأنا كمان نازلة ..

- ولك إنتي ما شفتي شو صار فيها؟

- شو صار فيها يعني؟ إللي صار فيها راح يصير فينا إذا ظلينا هون .. مش يمكن تزبط معنا؟

قالت حبة زيتون كانت منشغلة بالتسبيح طوال الوقت:

- إللي عملته حرام وما بيرضي ربنا .. إحنا انخلقنا للمعصرة .. هروبكم تمرد على قضاء الله وقدره ..

- بالعكس .. كانت شهيدة

- شهيدة شو؟ أصلاً عمري ما شفتها بتصلي .. قال شهيدة قال!

أخرجت حبة الزيتون المتأهبة للخروج من الثقب لسانها لها .. وقفزت وهي تقهقه

تدحرجت على أرضية البكم .. وصلت الحافة ..

- استني .. أنا كمان لاحقتك ..

- وأنا كمان ..

- وأنا كمان ..

تتابعت حبات الزيتون في الانفلات من الثقب فاتسع ..على حافة البكم وقفن .. قفزت الأولى .. ثم الثانية .. ثم الثالثة .. ثم تتابعت القافزات .. ولم يبق في الكيس سوى القليل .. شاهدت حبات الزيتون في الأكياس الأخرى ما يحدث فتشجع بعضهن .. وكانت خضخضة البكم قد أحدثت في كل كيس عدداً من الثقوب ..

راحت الكثيرات فعصاً تحت دواليب السيارات المسرعة .. ولكن بعضهن نجحن أخيراً في الوصول إلى الحافة .. بعيداً عن دواليب السيارات ..

* * * * * * *

بعد سنوات .. اندهش العابرون على ذلك الطريق لوجود عدد من شجيرات الزيتون على حافة الطريق .. وإلى الأسفل قليلاً امتدت غابة صغيرة من أشجار الزيتون .. في أرض لا تطؤها سوى أقدام العاشقين.

2014/06/25

ابتسامتها الخفيفة الغامضة

خليل هو الذي دله على هذا المكان .. ليلتها ابتدأت سهرتهما في الشقة التي يسكن فيها خليل .. في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فرغت الزجاجة، ولكن رغبتهما في المزيد دفعتهما للنزول بحثاً عن زجاجة أخرى .. كانت المحلات الثلاثة التي اعتاد خليل أن يؤمن منها حاجته من المشروب ولوازمه مغلقة ..

- اسمع .. أنا عازمك ..

- وين؟

- نكمل السهرة في صالة (..) .. حيث الخممممممممر والخضراااء والوجه الحسننننن .. شو رايك؟

لم تكن الصالة بعيدة كثيراً عن شقة خليل .. فذهبا إليها مشياً ..

هناك .. استقبلهما العاملون في الصالة بترحاب .. كان من الواضح أن خليل أحد زبائنهم المفضلين لأنهم أجلسوهما في مكان هادئ من الصالة .. وسرعان ما تمت خدمة الطاولة بزجاجتين من البيرة وصحون المزة .. في الجهة الأخرى المقابلة للنوافذ المطلة على الشارع رجلان وراقصة .. كان أحد الرجلين يغني والآخر يعزف فيما كانت الراقصة تتمايل مع اللحن والكلمات ..

قل للمليحة في الخمار الأسود / ماذا فعلت براهب متعبد / قد كان شمر للصلاة ثيابه / لما وقفت له بباب المسجد / فسلبت منه دينه / ويقينه / وتركته في حيرة لا يهتدي / ردي عليه صلاته وصيامه / لا تقتليه بحق عيسى وأحمد / ردي ردي / عليه ردي / ..

كانت الملابس التي ترتديها الراقصة (محتشمة) بالمقارنة مع ما ترتديه الراقصات عادة .. ربما لتتناسب مع كلمات الأغنية ..

لاحظ خليل استغراقه في النظر إلى الراقصة وتتبع حركاتها ..

- عجبتك؟

-ها؟ آه .. حلوة

- إسمها نادية .. بتقدر تقول صاحبتي .. أعرفك عليها؟

- يا ريت!

- تكرم عيونك! ولو! ميت طلب زي هالطلب

بعد انتهاء الوصلة أشار إليها خليل فجاءت .. جلست قرب خليل في مواجهته .. قام خليل بمهمة التعارف ..

- أبو حميد .. من أعز أصدقائي

- بس. يعني .. أول مرة بشوفه معك!

- أبو حميد مالوش في هالقعدات .. الزلمة، بعيد عنك، تبع حب عذري ..

ضحك خليل أما هي فابتسمت ابتسامة خفيفة .. واستمرت في حديثها الهامس مع خليل بينما تسترق إليه النظرات .. ثم استأذنت لوصلتها الثانية .. أما هو، فظل هائما في عينيها الحزينتين ..

* * * * * * *

هذه المرة جاء لوحده .. وهو الذي طلب من خليل أن يسهرا هنا .. ولكن خليل اعتذر بالصداع ورغبته في النوم باكرا ..

بعد أن انتهت من وصلتها جاءت لوحدها ..

- شو؟ وين صاحبك؟

- ممممم .. تعبان شوي

- لا والله سلامته .. احكيلي عنك ..

هذه المرة جلست فترة أطول من المرة الأولى .. ومع انتهاء زجاجة البيرة الثانية كانت القصيدة قد قاربت على البيت الأخير ..

- بقدر أشوفك بكرة؟

- أنا كل ليلة هون

- قصدي .. في مكان ثاني ..

ابتسمت ابتسامتها الخفيفة الغامضة التي أسرته في المرة الأولى ..

- صعبة ..

- في كلام كثير بدي احكيلك اياه

نفس الابتسامة ..

- احكي

- ما بينفع هون ..

- ما بقدر .. صعبة كتير

- نادية أرجوكي

- طيب بحاول .. ازا لقيت طريقة بخبرك

وتركته لأداء وصلتها الثانية ..

كانت وهي ترقص تنظر إليه .. وكان متأكداً أنها ترقص له .. له وحده ..

* * * * * * *

لم تأت في الليلة الثانية .. ولا الثالثة .. ولا الرابعة .. اتصل بخليل ..

- شو ياااااااا .. وين بطلنا نشوفك؟

- مشاغل

قهقه خليل طويلاً ..

- على كل .. نادية سألتني عنك

- ن ن ن نادياااااا؟

قهقه خليل مرة أخرى

- آه يا حبيبي .. ناديا .. ومالك هيك انخضيت؟

- لأ ولا إشي .. شو سألتك؟

- مين؟

- ن ن ناديا يا أخي؟

- ههههه

- خليل بلا ثقل دم. إحكي شو سألتك!

- ولك شو عامل للبنت إنتا؟

- أنا؟

- اتهبل يا حبيبي اتهبل .. لعاد إبن جيراننا؟ آه إنتا ..

- والله ما عملت إشي .. ليش شو قالتلك؟ زعلانة مني إشي؟ عشان هيك يعني ما إجت عالصالة من ثلاث تيام؟

- هههههههههههه

- خليل عنجد انتا لا تحتمل. سلام صديقي

وأغلق السماعة

رن التلفون مرة أخرى

- ليش سكرت الخط يا أهبل .. إسمع .. ناديا بدها تشوفك .. جنابك معك نسخة من مفتاح الشقة .. بكرة أنا رح أمغيب .. والساعة تسعة بتكون معاليك هون .. ماشي؟

- مش فاهم

- إنتا غبي ولا بتتغابى؟ يا روحي البنت معجبة فيك وحضرتي قاعد برتبلك موعد غرامي .. أشرحلك كمان ولا فهمت؟

* * * * * * *

قبل الساعة التاسعة ذهب إلى شقة خليل .. كانت القصيدة جاهزة .. سيجلس بقربها .. سيمسك يدها .. ستلقي برأسها على صدره وستبكي وسيمسح دموعها بأنامله .. وسيقبل عينيها .. وستبتسم ابتسامتها الخفيفة الغامضة ..

الساعة التاسعة والربع .. رن جرس الباب .. كانت نادية!

- هاي

- أهلا ن ن ن ناديا اهلا

- شو شووووووب .. افتح الشباك بليز .. بس طفي الضو بالأول ..

أطفأ النور .. فتح النافذة .. كان ضوء مصباح الإنارة على العمود من الجهة الأخرى من الشارع يتسلل من بين شقوق الستائر .. الآن سيستدير قيس ليجد ليلى تفك جدائلها فيما يتورد خداها بحمرة حياء العذارى ..

وقبل أن يستدير .. جاءه صوتها من غرفة النوم ..

- حمودتي .. هات البيرة وتعال .. بس بسرعة ما رح أقدر أطول معك كتير .. وراي شغل الليلة .. يللااااااا!

2014/06/23

غيم يمطرنا إن شاء

منْصورٌ في كتُبِ التّاريخِ، ويُهْزمُ في كلِّ الغزَواتْ

مكتملٌ لا أخطاءَ لهُ، وخطاياهُ (لوْ كانَ التاريخُ صحيحاً) تمْلأُ آلافَ الصفَحاتْ

وَلَهُ قلْبٌ يبكي للفقْمةِ إنْ ماتتْ جوعاً، لكنَّ الوضْعَ طبيعيٌّ جدّاً، إنْ ماتتْ سيّدةُ شَتَمَتْ شرْطيّاً راودها، في المعْتقلاتْ

يتحدّثُ ساعاتٍ عنْ شكْلٍ آخَرَ للدّيمقْراطيّةِ، مخْتلِفٌ عمّا في الغرْبِ الكافرِ، ألْفَ معاذَ اللهِ، يتناسبُ معَ راعٍ لا يعْرفُ طعْمَ النّومِ بتاتاً خوْفاً منْ ذئْبٍ أسْطوريٍّ يخْشى منْهُ على الغنَماتْ

هوَ سيّدُ هذا الكوْنِ جميعاً، لكنْ (لتواضعِهِ الموْروثِ عنِ الأجدادِ) يسامحُ غرّاً ضلّلَهُ شذّاذُ الآفاقِ عنِ الصّلَواتْ

هوَ غيْمٌ يمْطرُنا إنْ شاءَ، فحُقَّ لَهُ أنْ نرْفعَ آلافَ الدّعَواتْ

2014/06/21

مواصلات

خرجت من مكان عملي، لأعود إلى البيت بعد يوم عمل شاق. وقفت على الرصيف وأخرجت ما في جيب القميص من النقود وعددتها .. دينار .. دينارين .. مددت يدي إلى جيب البنطلون .. عشرة قروش .. عشرين .. ثلاثين .. خمس وثلاثين .. هذا يعني شطب خيار التاكسي .. مر التاكسي الأول وزمر تزميرة خفيفة .. طنشته .. مر الثاني و(ظوالي الفلشر) .. أشرت له بيدي بما يفترض أن يفهم منه أنني (لا أنتوي) ركوب التاكسي .. تذكرت (لا أنتوي) حسني مبارك وابتسمت ابتسامة خفيفة ..

مرت سيارة أجرة (سرفيس) .. زمر .. أشرت بيدي ورأسي بالموافقة ..

- ع دوار الداخلية؟

- إركب

ركبت .. وسارت السيارة ..

- كم الأجرة لو سمحت؟

- أربعين قرش

مددت له يدي بورقة الدينار .. أعاد لي، دون أن ينظر إلي، قطعة نقدية من فئة (النص دينار) .. وكرر نفس الشيء مع الركاب الثلاثة الجالسين في المقعد الخلفي ..

كان صوت الشيخ كشك على مسجل السيارة ..

- من المعززززززز؟

- الله!

- من المذللللللللللللللل؟

- الله!

- من الجبببببباااااااااااااااار؟

- الله!

- من المنتقم؟

- الله!

وصلنا دوار الداخلية .. ”تفضلوا شباب“ .. فنزلنا ..

على مقربة من دوار الداخلية، كانت هنالك عدة باصات في الانتظار .. باص للسلط .. وآخر للفحيص .. وأخر لصويلح .. ممتاز .. كلها تخدمني .. فأنا سأنزل على تقاطع الدوريات الخارجية ..

سألت الكونترول:

- صويلح؟

- اطلع

كان هنالك مقعد واحد فارغ قريب من الباب .. فجلست ..

سأل السائق الكونترول:

- كاملين ركابك؟

- توكّل يا معلم

- مين قدامنا؟

- حجّاج

- ايمتى طلع؟

- من ثلاث دقايق بس

(زَرّ) السائق على البنزين .. فلحق بباص حجاج قبل طلوع الجسر على دوار المدينة الرياضية ..

كان هناك العشرات من المنتظرين على الموقف أمام المختار مول ..

- اطلعوا شباب!

دخلت بنت ..

- شباب لو سمحتوا تقعدوا هالبنت!

قعدتها ..

- شباب لو سمحتوا الباص فاظي .. لجوه لو سمحتوا ..

خلال عشر ثوان كان الممر الضيق بين الكراسي قد امتلأ (بالشباب) ..

شغل السائق على المسجل أغنية بوس الواوا ..

وانطلق بسرعة لكي يسبق حجاج في (لمّ) الواقفين بالانتظار ..

- هات هالخمسة وثلاثين ..

قبل سنوات .. عندما كانت الأجرة (شلن) فقط .. كان السائق يقول للكونترول عندما يرى شخصا واقفا في انتظار الباص: هات هالشلن .. ثم تغير الإسم إلى: هات هالبريزة .. وظل يتغير ويتغير حتى أصبح هات هالخمسة وثلاثين ..

كانت الخمسة وثلاثين هذه المرة صبية ..

- اقعدي جنب البنات .. صبايا لو سمحتوا قعدوا هالصبية معكن

حشرت الصبية جسدها إلى جانب الصبيتين ..

عند تقاطع الدوريات الخارجية نزلت .. نزلت بصعوبة .. وكان العرق يتصبب من كل مساماتي ..

عددت ما تبقى معي من النقود .. (مية وخمسة واربعين قرش) ..

(ممتاز .. بيكفيني بهدلة .. بقدر هسه آخد تكسي للبيت) ..

وأخيراً وصلت أبو نصير ..

- نزلني هون لو سمحت ..

نظرت إلى العداد .. مية وخمسين قرش ..

مددت إلى السائق يدي بالأجرة .. ناقصة (شلن) ..

نظر إلي السائق بصمت .. كان في نظرات عينيه ما لم ينطق به لسانه .. تصببت عرقاً .. ونزلت ..

أمي: كل عامٍ وأنت حبيبتي

عندما اكتشفنا مرضها، حملنا الأوراق، وطفنا بها على كل أطباء الاختصاص ..

نظر الطبيب إلى أوراقها، وهز رأسه ..

- أنا آسف .. بس نتائج التحاليل والفحوصات بتقول إنو قدامها بالكثير ثلاث شهور ..

لم نيأس .. تمسكنا كالغريق بأية قشة ..

ولكن الطبيب الثاني والثالث والرابع وال .. الألف .. قالوا نفس الكلام ..

- أنا آسف .. بس نتائج التحاليل والفحوصات بتقول إنو قدامها بالكثير ثلاث شهور ..

- يعني ما في أمل يا دكتور؟

يعيد الطبيب تقليب الأوراق التي بين يديه ويقول ..

- الأمل دائما بالله .. لكن ..!

بعد أن يئسنا من الطب بدأ دور المشايخ ..

- شربوها حليب نياق ..

شربناها ..

- العسل ما في أحسن منه .. ربنا قال فيه شفاء للناس ..

جبنالها عسل ..

قال أبي: لا فائدة .. لا بد من الكيماوي

- بس .. بدنها ضعيف ويمكن ما تتحمل

سألنا الطبيب ..

- صحيح .. بس هي مجرد محاولة .. يمكن تزبط .. ويمكن تموت من الجرعة الأولى .. القرار قراركم على أي حال ..

قال أبي: ليكن ..

قلت: ستتعذب .. لن تستفيد .. ارحموها ..

قال أبي: حتى لو كان الأمل واحد بالألف ..

ولكنها ماتت من الجرعة الأولى ..

ولأنني ابنها الأكبر كان يجب أن أحملها بين يدي .. وأن أنزل معها إلى القبر .. وأن أنيمها على جانبها الأيمن .. وأن أكشف عن وجهها قليلاً .. وأن أضع الطوب .. وأن أهيل عليها التراب .. وأن أخرج لأقف على رأس متلقي العزاء ..

- عظم الله أجركم

- شكر الله سعيكم

عناق وقبلات .. وتربيت على الظهور والأكتاف ..

أمي: كل عامٍ وأنت حبيبتي

2014/06/20

روحانيات رمضانية

تذكرني تصريحات المسؤولين (هذه الأيام) بأن أجهزة الدولة على (أهبة الاستعداد) لرمضان اللي جاي وأن كل شيء سيكون متوفراً في رمضان في أسواق المؤسستين الاستهلاكيتين (المدنية والعسكرية) بتصريحات المسؤولين أيام عاصفة أليكسا بأن كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الأمانة على (أهبة الاستعداد) للتعامل مع العاصفة ..

ومن فضائل الشهر الكريم أيضاً، أن ثلاثة أرباع الباصات، العاملة على كافة الخطوط والاتجاهات، يهبط على أصحابها وشوفيريتها وكونتروليتها في رمضان إيمان عجيب، فيأخذون الناس إلى العمرة (مجاناً لوجه الله) تاركين الناس طوابير وأكداساً في مواقف الباصات والسفريات، يتراكضون إلى أي باص يهبط عليهم من السماوات .. وقد يدخل بعضهم الباصات من شبابيكها .. وتتطاير الكتب التي يحملها الطلاب والطالبات، و (تتفغص) البندورة التي يحملها أرباب الأسر إلى زوجاتهم الصابرات .. وتسمع فنوناً من السباب والشتائم وترى ما لذ وطاب من الطوشات والشجارات

ومن فضائل الشهر الكريم، أن كل حوار قد ينقلب إلى (طوشة)، وأن كل سوء فهم هو مشروع (هوشة)، لأن الناس صائمون والصائم روحه في (مناخيره)، فلا تجادل أحدا وليكن شعارك (كل تأخيره وفيها خيره) .. أجل أي حوار، إلى ما بعد الإفطار، وثق أن الله لحكمة بالغة (لا نفقهها) قد جعل الليل بعد النهار

ومن فضائل الشهر الكريم، امتلاء مداخل المساجد بالمتسولين والمتسولات، فيمطرونك إن أعطيتهم بالدعوات، أو إن امتنعت عن إعطائهم باللعنات

ومن فضائل الشهر الكريم، أنهم يمازحونك، تارة يقطع الماء وتارة بقطع الكهرباء .. وتارة بهما معاً .. فتعيش أجواء رومنسية (بعد مشوارك المضني لجلب المياه) في أضواء الشموع ..

ومن فضائل الشهر الكريم، أن كل فضائياتنا تمتلئ بالحريم، في استعراض لما يفترض أنه ملابس، تتركك ذاهلاً عن كل ما حولك خالي الذهن من الهموم والمشاكل والهواجس

ومن فضائل الشهر الكريم أيضاً أنك لا تستطيع عمل أي شيء أو التركيز في أي شيء طوال النهار لخلو معدتك .. ولا تستطيع عمل أي شيء أو التركيز في أي شيء طوال الليل لامتلائها

ومن فضائل الشهر الكريم يا سيدتي: أن تقضي نصف النهار في الطبيخ ونصف الليل في جلي الطناجر والصحون ..

ومن فضائل الشهر الكريم، أن عزومة واحدة كفيلة بقصم ظهرك، وإفراغ جيبك .. وخاصة إذا عزمت أهل زوجتك وأهلك، وامتلأ مدخل البيت بالكنادر، وعام مطبخ البيت بالصحون والكاسات والطناجر .. فأكلوا وتمغطوا .. وتركوا أم العيال وحدها تلملم شظايا الأواني التي يكسرها الأطفال .. وتلبي طلبات الشاي والقهوة من النساء والرجال ..

ومن فضائل الشهر الكريم أن وراءه عيد، وفي الأعياد يستقبلونك بالأحضان والقبلات، فإذا ما أدرت ظهرك بدأت النميمة والاستغابات

ثري إن ون

منذ أن (زف) لي الطبيب (بشرى) إصابتي بالسكري، وأنا أتجنب ما استطعت ال(ثري إن ون) .. وبدلا من ذلك أبحث أنا، وتبحث لي زوجتي كلما ذهبت للتسوق (على القبضة)، عن أخيه الأصغر (تو إن ون) الخالي من السكر والمختفي منذ مدة من الأسواق لأسباب لا يعلمها إلا الله والذين أخفوه .. ولكن ذلك لا علاقة له بالقصة .. فهي لا علاقة لها بالسكري لا من قريب ولا من بعيد .. وبالإمكان شطب السطرين أعلاه من النص دون أن يتأثر، كثلاثة أرباع كلامنا العربي اليعربي، منذ أيام داحس والغبراء، إلى أيام داعش والمنطقة الخضراء .. فالهذر صفة عربية أصيلة عصية على الزوال ..

المهم .. ما علينا .. (نخش في الموضوع بأى وكفاية رغي) .. الموضوع، بكل بساطة، أن رمضان القادم هذا العام في (عز دين الشوب)، بدأت ملامحه في الظهور، فمحلات السوبرماركت بدأت منذ الآن في إخفاء بعض السلع، أقصد السلع المطلوبة في رمضان، لكي تظهرها (بالضبط) عندما يظهر فضيلة قاضي القضاة على شاشة التلفزيون ليعلن بعد مقدمة تستغرق ربع ساعة (إذا مش أكثر) أننا راقبنا الهلال ولم نره، لأن رؤيته متعذرة ومستحيلة فلكياً .. (ومع ذلك) (أعلن أن غداً هو اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تضامنا مع السعودية - تحديداً - .. فكل عام وأنتم والأمتين العربية والإسلامية بخير) .. ولكن تلك السلع (طبعاً) ستظهر عليها (لابلات) بأسعار تتناسب مع (شهر الخير والعبادة والطاعات والقرب من الله) ..

عندها .. سننطلق (إذا كان الراتب وصل) إلى الأسواق .. ولأن رمضان كريم .. كريم إلى درجة الهبل الحاتمي الشهير .. لنخرج كل ما في جيوبنا .. ليستقر (بكل خشوع) في جيوب التجار .. بكرم يرفع سعر أي سلعة (لم تنفق) قبله و (لن تنفق) بعده - لرداءتها - إلى أربعة أضعاف سعرها الأصلي .. تدفعه وانت (بتلف السبع لفات) ..

2014/06/18

نقابة الفراشين

طردوني من العمل بعد أن أفنيت فيه عشرين عاماً من عمري .. نصحني البعض بالذهاب إلى النقابة ..

- بالكم بستفيد؟

- يا زلمة روح .. شو رح تخسر؟

* * * * * * *

رحت .. كانت نقابة الفرّاشين (نقابتي) تحتل غرفة من البريفاب، تم إلحاقها إلحاقاً بمجمع النقابات .. غرفة كانت يوماً ما كشكاً لصنع الشاي والقهوة وتقديمها لأعضاء النقابات الأخرى .. ثم حدث أن صانعي القرار قرروا أن من مصلحتهم أن يكون لكل مهنة نقابة، لها مجلس (منتخب)، فاستحدثت نقابة الفراشين فيما استحدثت من نقابات ..

ومنذ ذلك الوقت .. وبشكل موسمي، اهتم كثير من زملاء المهنة بمحاولة (إقناعي) بأهمية انضمامي للنقابة والتصويت لهم في الانتخابات .. ولكن ما تراكم في ذاكرتي من قصص الاستدعاء والتحقيق والفصل من العمل حال دون نجاح هؤلاء وأولئك .. وهؤلاء وأولئك هم طيف طويل عريض من حملة الشعارات واليافطات .. إسلاميون وإسلاميون وإسلاميون وبعثيون وبعثيون وناصريون وقوميون وماركسيون وقوميون تمركسوا وماركسيون تأسلموا .. إلى ما هنالك من تنظيمات وانشقاقات عن التنظيمات وانشقاقات عن الانشقاقات .. ولو سألت أي منتسب لأي منها عن الفرق بين جماعته وأية جماعة أخرى غيرها لما أجابك إلا بسيل من الشتائم والاتهامات وخصوصا لمن كانوا يوما جزءا من جماعته ثم نبتت لهم شوارب فاستقلوا عنها ..

* * * * * * *

همس الجالس على يساري في أذني: مرحبا رفيق .. أول مرة بتيجي ع النقابة؟

- آه .. أول مرة ..

- كنت مسافر برة البلد رفيق؟

- عمري ما سافرت برة البلد .. إلا مرة واحدة طلعت فيها عمرة

- آآآه .. قلتلتي عمرة؟ ما علينا .. ليش جاي عالنقابة؟

- طردوني من الشغل وفي ناس قالولي يمكن النقابة تساعدني

- مين اللي قالولك؟ أكيد إخونجيه صح؟

سكتت ..

- أنا متأكد إنهم إخونجية خيو .. بس بحب أقلك لا تتأمل يساعدوك إذا ما كنت من جماعتهم ..

مرت من أمامنا (مُزّة) .. فنسي (الرفيق) الموضوع ونسيني ..

* * * * * * *

تقدم مني شاب ملتح ..

- طلباتك أخي الكريم؟

- طردوني من الشغل .. و ..

- أخي الكريم .. أنا قصدي شو بتحب تشرب؟ شاي؟ قهوة؟ بيبسي؟ عصير؟

- شاي .. كاسة شاي

- واحد شاي لطاولة 14 وصلحوووو ..

* * * * * * *

ناديت الشاب ..

- بتحب تشرب إشي ثاني أخي الكريم؟

- لأ .. بس بدي أسألك .. أنا طرودني من الشغل .. في حدا هون ممكن يساعدني؟

- بدك تستنى مجلس النقابة تا يرجعوا من المؤتمر؟

- أي ساعة بيرجعوا؟

ضحك الشاب ..

- لأ بدك تستنى شوي .. المجلس في مؤتمر تضامني في السودان

- يعني إيمتى أرجع؟

- غيبلك شهر زمان ..

* * * * * * *

غبت شهرين زمان ..

لم أجد الشاب الملتحي .. تقدم مني الرجل الذي كان جالساً على يساري عندما جئت في المرة الأولى ..

- طلباتك رفيق؟

- طردوني من الشغل .. و ..

- رفيق .. أنا قصدي شو بتحب تشرب؟ شاي؟ قهوة؟ بيبسي؟ عصير؟

- شاي .. كاسة شاي

- واحد شاي لطاولة 14 وصلحوووو ..

هذه المرة .. كان مجلس النقابة في مؤتمر تضامني في موزمبيق ..

2014/06/17

على كيفتش

على كيفتش يَ حُورِيَّةْ

وْيَ رِيمِنْ بالفَلا عاصي

يَ مُهْرَة تْشَرِّفِ الخَيَّالْ

إذا مَ اخْتالَتِ الفُرْسانْ بِفْراسي

إذا نْسِيتي كَلامِ الليلْ

تَراني لِسَّه مِشْ ناسي

وِذَنْتِي خُنْتي إِحْساسِتْشْ

أنا ماخُونْ إِحْساسي

وِذَنْتِي كِلْمِتِتْشْ شِكْلينْ

كلامي صَبِّةِ رْصاصي

مَ غَيِّرْ كِلْمِتي حَتَّى

وَلَوْ عا قَطْعِةِ الرّاسي

على كِيفِتْشْ يَ بِنْتِ النّاسْ

تَرانِي بَرْظُو بِنْ ناسي

وْترا ما يِقْبَلِ الإِذْلالْ

أبَدْ إلا الرَّدي الخاسي

لا تنفعل

لا تندهشْ ..

يا سيدي الذي له أسررْتُ مرةً هوايْ

إذا صمتُّ أشهراً ..

فأنتَ دائي مرةً ..

ومرةً دوايْ

وأنتَ لمْ تكنْ سوى أرجوحةٍ ..

أحلُّ مرةً حبالَها .. ومرةً أعيدُ ربطَها ..

أكادُ أنْ ألامسَ الترابَ مرةً بها ..

ومرةً أكادُ أنْ ألامسَ الغيومَ في سمايْ

لا تكتئبْ ..

فكلُّ منْ ظنّوا رموشي - قبلَكَ - الحياةَ أمسَوا في الثرى قتلايْ

لا تنفعلْ ..

يا سيدي ..

فإنْ غضبْتَ أوْ رضيتَ سيدي ..

فقهوتي في الحالتين راضيةْ ..

ولن يضيرَ قهوتي ..

إذا التي قدْ أوصلَتْها للشفاهِ سيدي

يسراي أو يمنايْ

2014/06/16

نصوص هاربة

أفتح اللابتوب .. تأتيني فكرة لنص ما .. دننننننننننج .. أستعيذ وأبسمل .. أكتب سطراً ونصف وقبل أن أكمل السطر الثاني ..

- محماااد!

أهرول باتجاه المطبخ ..

- كيس الزبالة مليان .. بتقدر تنزله ع الحاوية؟

أحمل الكيس وأنزله إلى الحاوية .. أعود بوجه أحمر وأنفاس متقطعة .. أنظر إلى ما كتبت .. أحاول مواصلة الكتابة .. ولكن .. أين الفكرة؟ .. طارت الفكرة .. بحححح!

أمسح ما كتبت ..

تأتيني فكرة ثانية لنص آخر .. دننننننننننج .. أستعيذ وأبسمل .. أكتب سطراً ونصف وقبل أن أكمل السطر الثاني ..

- محماااد!

أهرول باتجاه المطبخ ..

- جرة الغاز خلصت ..

أعود إلى النص .. أنظر إلى ما كتبت .. (بشرفك عنجد عنجد كنت ناوي تكتب عن داعش يا مشحر؟ وإفرض مثلاً .. مثلاً يعني .. إنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من حضرتك؟ شو راح يصير فيك؟ وليييييي .. لأ يا عم .. يا روح ما بعدك روح!)

أمسح ما كتبت .. (إكتب يا ولد عن الحب والغرام .. شو بدك بداعش وقرايبها؟ أصلاطن من غير داعش مش خلصان .. كيف مع داعش يا أهبل؟)

أجلّس المود تبعي إلى مود الحب والغرام .. دننننننننننج .. أبدأ الكتابة بنيّة القصة .. وإذ بالكلام يخرج مدوزناً (غصب عني) .. البيت الأول .. (وااااااااااو .. يا ولااااا .. والله بيطلع منك مرات .. طب ممتاز .. كمل ..)

- محماااد!

أهرول باتجاه المطبخ ..

- إلك روحة ع السوبرماركت؟

أنزل إلى السوبرماركت ..

- عندك كذا؟

- لا والله يا جار .. ألله جبر .. آخر حبة أخدها زبون قبل 5 دقايق

ولأن العودة إلى البيت بدون الكذا من السبع الكبائر أنبش السوق نبشاً إلى أن ألاقيه .. وأعود بوجه أحمر وأنفاس متقطعة .. أنظر إلى ما كتبت .. (عنجد عنجد إنك مسقع وبارد وجه .. بالله عليك من كل عقلك كنت ناوي تكتب عن الحب والغرام؟ طب شو خليت للمراهقين وبتوع الجِلْ والجالاكسي؟)

أمسح ما كتبت ..

(أحسن إشي يا ولد حط لايكات عن جنب وطرف .. ومش ممنوع تكتبلك كومنت هون ولا هون .. كله بينفع .. مهي الدنيا قرظة ودين يا إبني ..)

2014/06/15

غسيل أموال

كنت غاطساً في العمل عندما رن موبايلي .. كانت ابتسام ..

- مرحبا!

- يا هلا!

- محمد .. انت ضايعلك مصاري إشي؟

فكرت ..

انا ضايعلي مصاري؟ انا ضايعلي مصاري؟ انا ضايعلي مصاري؟ ..

- لأ .. مش متذكر إني مضيع مصاري .. ليش؟

- لإني لقيت ثلاثين ليرة .. وقلت أسألك بلكي انتا مضيعهم ..

- وين لقيتيهم؟

- بالغسالة .. واقعات بالغسالة .. لقيتهم بالغسالة بعد ما طلعت الأواعي منها عشان أنشرهم ..

زوجتي تغسل يوم الإثنين .. اليوم الوحيد الذي اعتدنا أن تصلنا فيه المياه كل أسبوع ..

- مممممممم .. بيكونوا واقعات من جيبة بنطلون أو قميص لما غسلتي الأواعي مبارح ..

- لا .. الأواعي غسلتهم مبارح .. اليوم غسلت أواعيي أنا ومريول ديانا .. غسلتهم اليوم ..

أهلاً .. يعني .. لا أمل

- طيب يللا مبروك .. إذا تلفانين اعطيني إياهم ببدلك إياهم بكرا من البنك ..

- لا شو تلفانين .. محلاهم نضفوا وصاروا يوجّو وجّ ..

تذكرت قصة حكتها لي زوجتي .. حدثت معها في طفولتها ..

- كان في مكتبة بطريقي من البيت للمدرسة .. كنت أحب أمر عليها كل يوم وأشتري أنا وأختي أشياء .. في يوم شفت قلم حبر سائل .. كثير حلو .. أعجبني .. وصممت أشتريه

- طيب؟

- كانت إمي نايمة .. فتحت جزدانها وطلت دينار وسكرت الجزدان ولا من شاف ولا من دري

-أهلاً .. وبعدين؟

- اشتريت القلم .. كان حقه 250 فلس أو 300 فلس .. المهم .. حطيته بمريولي بشكل بارز .. علقته كأنو ميدالية عشان صاحباتي بالمدرسة يشوفوه

- وبعدين؟

- هسه صارت المشكلة المصاري اللي زادوا .. باقي الدينار .. كيف بدي أشتري أشياء زاكية بدون ما حدا يشك بمصدر المصاري

ضحكت ..

-غسيل أموال يعني؟

- آه ..

- وشو عملتي حتى تغسلي باقي الدينار؟

- فكرت .. ووصلت لطريقة ما حدا ممكن يشك فيها أبداً ..

- وشو هي؟

- ولا إشي .. خبيت المصاري في الرمل .. وزعتهم ثلاث أقسام .. شوي هون .. شوي هون .. والباقي (القسم الأكبر طبعاً) هون .. وعلمت الثلاث مكانات بعيدان الأسكيمو ..

- وبعدين؟

- ناديت أختي وأخوي .. يللا نلعب برة؟ .. آه يللا .. تعوا نلعب بالرمل .. نلعب بالرمل ..

أخذتهم للمكان اللي خبيت فيه الفلوس ..

احفروا هون .. حفروا هون .. أخوي لقي 100 فلس .. يعني عشر قروش .. كنت أعرف أن أخوي راح يلاقي 150 فلس .. يعني خمسطاشر قرش .. إحفر يمكن تلاقي كمان .. حفر كمان ولقي باقي حصته .. إحفري انتي كمان هون .. يمكن تلاقي انتي كمان .. حفرت .. ولقيت مصاري .. حصتها .. خليني أحفر أنا كمان .. يمكن ألاقي مصاري زيكم .. حفرت في المكان الذي خبأت فيه القسم الأكبر .. حصتي أنا .. يا سلاااااام .. هسه بنقدر نشتري شو ما بدنا

رجعنا للبيت .. يما يما .. شوفي شو لقينا في الرمل؟ انبسطت أمي ..

اشترينا كل اللي نفسنا فيه .. وطبعا أنا إشتريت أكثر .. مهو رزقتي كانت أكثر .. نصيبهم .. شو أسويلهم يعني؟

- آه فعلاً .. معاكي حق والله .. الدنيا أرزاق ..

حق العنوان

تجتهد إبتسام في اقتراح أفكار لنصوص قصصية جديدة ..

- ليش ما تكتب عن سوبرماركت حليم؟

(أطعج) رأسي إلى اليمين .. أغلق إحدى عينيّ (اليمنى غالباً) .. أهز رأسي يميناً ويساراً .. تفهم هي أن الاقتراح (مش عاجبني) ..

- طيب بلاش .. إكتب عن الباص اللي قطعكم شهر ونص!

(أطعج) رأسي إلى اليمين .. أغلق إحدى عينيّ (اليمنى غالباً) .. أهز رأسي يميناً ويساراً .. تفهم هي أن الاقتراح (مش عاجبني) ..

- أقلك؟ إكتب عن ..

- طب بلاش .. إكتب عن ..

أقول لها: خليها تنضج على مهلها .. كل إشي بوقته حلو

وأبتسم ..

هذا النشاط في تقديم الاقتراحات لنصوص قصصية جديدة، بدأ عندما قرأت عليها نصا كنت قد كتبته ..

- شو عنوانه؟

- لسه ما حطيت عنوان

- ليش؟

- محتار ..

- شو رايك بعنوان كذا؟

(طعجت) رأسي إلى اليمين .. أغلقت إحدى عينيّ (اليمنى) .. (هزيت) رأسي يميناً ويساراً .. فهمت هي أن الاقتراح (مش عاجبني) ..

- طيب عنوان كذا؟

لم (أطعج) رأسي .. أعجبني العنوان ..

- كثير حلو!

مدت يدها اليمنى ..

- هات؟

- شو؟

- حق العنوان!

- ليرة .. منيح؟

- شو بخيييييييييييييل! ليرة؟ عنوان بليرة؟

بدأنا المساومة ..

- طيب 3 ليرات؟

- لأ عشرة!

- خمسة .. ولا فلس زيادة ..

- طيب هات!

استلَمَت الخمسة ..

واستلَمَتْني